مصادر غربية تكشف ضرب إيران يهدف لاستنزاف قدرة النظام على التماسك الداخلي

تتصدر أخبار التوترات المتصاعدة بين الغرب وإيران عناوين الصحف، إذ تنقل التقارير عن مسؤولين غربيين وإسرائيليين أن الضربة المحتملة لنظام طهران ليست مجرد تحرك عسكري، بل محاولة لضرب نقاط القوة التي يعتمد عليها النظام في الحفاظ على تماسكه الداخلي. يبدو أن هذه الحملات، حسب المراقبين، ليست فقط موجّهة لردع البرنامج النووي، بل لكسر قدرة إيران على المواجهة.

الضربة المحتملة على إيران: أهداف أكبر من النووي

بحسب التقارير الغربية، فإن العملية المرتقبة ستتجه نحو منشآت حيوية، من بينها منشأة فوردو النووية، التي تُعتبر الشريان الرئيسي للبرنامج النووي الإيراني. هذه المنشأة محمية بطبقات سميكة من الجبال وتُعد واحدة من أكثر المواقع تحصينًا في إيران، لكنها لم تكن قادرة على الإفلات من أنظار الغرب. التقرير يشير إلى أن فوردو تمثل قلب البرنامج النووي الإيراني، ومن ثم فإن تدميره قد يُمثل ضربة كبيرة للنظام.

ما يثير الانتباه في هذا السياق هو القنبلة الأمريكية GBU-57 الشهيرة، والتي تعد السلاح الوحيد القادر على خرق هذه الطبقات الجبلية وتدمير المنشآت المدفونة تحت الأرض. بفضل تصميمها الفريد، يمكنها اختراق ما يصل إلى 61 مترًا قبل الانفجار، وهو ما يجعلها الأقوى عالميًا بين القنابل غير النووية.

مزايا قنبلة GBU-57: الخيار الاستراتيجي للغرب

هذه القنبلة الخارقة للتحصينات تُعرف بقدرتها المذهلة على ضرب المنشآت المحصنة بدقة متناهية. بالإضافة إلى وزنها الذي يتجاوز 13 طنًا، فهي مُعدة خصيصًا لاختراق أماكن لا تصل إليها القنابل التقليدية. القاذفة B-2 Spirit هي المنصة الوحيدة القادرة على حمل وإسقاط قنبلتين من هذا النوع في طلعة واحدة، وهي طائرة شبحية صُممت للتخفي والهروب من الرادارات.

من اللافت أن تصميم قنبلة GBU-57 بدأ أوائل الألفية الثانية، ما يُظهر مدى تطور السلاح العسكري الأمريكي وتخطيطه طويل المدى لمثل هذه السيناريوهات. أُدخلت القنبلة للخدمة بشكل رسمي مع القوات الجوية الأمريكية منذ عام 2015، حيث وُجهت لمهمات تستهدف المنشآت النووية ومخابئ أسلحة الدمار الشامل التي لا يمكن الوصول إليها بالأسلحة التقليدية.

  • الاختراق العميق: تستطيع اختراق حوالي 61 مترًا تحت الأرض بشكل فعال.
  • دقة الاستهداف: مجهزة بصاعق خاص يضمن التفجير في الموقع المثالي.
  • المرونة التشغيلية: يمكن إسقاطها من مسافات آمنة باستخدام القاذفة B-2.
  • القدرة غير النووية: تُستخدم كأسلوب ضغط دون اللجوء للهجوم النووي.
السلاح الوزن الحد الأقصى للاختراق الطائرة الحاملة
GBU-57 13,607 كغ 61 مترًا B-2 Spirit
GBU-43 (أم القنابل) 9,800 كغ غير مخصص للتحصينات متنوعة

التفوق الجوي: الأساس لضمان نجاح المهمة

الهجوم على أهداف محصنة بحجم منشأة فوردو يتطلب أكثر من مجرد سلاح خارق، بل يعتمد بشكل كبير على التفوق الجوي لضمان عبور الطائرات المُهاجمة بسلام. مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أكدوا أن أجواء إيران، المراقبة بشدة بأنظمة دفاع متطورة، قد تكون العقبة الرئيسية، غير أن الخبراء العسكريين يتوقعون أن تكون للقاذفات الشبحية الأفضلية في التحكم بالأجواء بفضل تقنياتها الفريدة.

الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب والمسؤولون الإسرائيليون شددوا في تصريحات عدة على أهمية السيطرة على السماء قبيل الضربة، وهو ما يُرسل رسالة واضحة للنظام الإيراني بأن أي تهديد يصيب الغرب أو حلفاءه لن يقابل إلا برد قاسٍ. كل ذلك يأتي في إطار تصعيد مستمر تدفع فيه كل الأطراف للمزيد من التوتر.

هكذا تُشكل هذه التطورات جزءًا من مشهد سياسي لا ينفصل عن الواقع الإقليمي الصاخب. التفاصيل تتوالى، لكن يبقى السؤال: هل هذه التحضيرات والتهديدات ستحقق هدفها بدون تصعيد شامل؟ لننتظر كيف ستتجه الأمور.