شاهد سكان كاليفورنيا بحالة ذهول ظهور القنديل الفضائي المرعب

رصد سكان كاليفورنيا مشهدًا غريبًا ومثيرًا للدهشة، حيث ظهر في السماء “القنديل الفضائي”، متسببًا في حالة من الهلع والمفاجأة بين الجميع، خاصة مع انتشاره في فيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث بدت هذه الظاهرة غير المألوفة وكأنها قنديل بحر يطفو في السماء، ما دفع الناس للتكهن هويات هذا الجسم المضيء قبل أن تتضح الحقيقة لاحقًا.

ما هو القنديل الفضائي الذي أدهش الجميع في كاليفورنيا؟

اتضح بعد التحقيقات أن مشهد القنديل الفضائي لم يكن سوى أثر صاروخ أطلقته شركة “سبيس إكس” المملوكة لإيلون ماسك، حيث تم إطلاق صاروخ “فالكون 9” في الساعة 11:36 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي من قاعدة فاندنبرغ الفضائية بولاية كاليفورنيا. خلال دقائق من انطلاق الصاروخ، تفاعل عادم المركبة مع الغلاف الجوي، ما أدى إلى تشكيل سحابة لامعة خلابة تشبه قنديل البحر، نتيجة تفاعل بخار الماء المتكثف وضوء الشمس الذي انعكس على الجزيئات في السماء بعد غروبها، وهو ما زاد الظاهرة إبهارًا وجعلها محور نقاش العديد من سكان المنطقة.

مهمة الصاروخ “فالكون 9” وكيف أُحدث الظاهرة الفريدة؟

الصاروخ “فالكون 9” الذي أنتج هذه الظاهرة البصرية المذهلة كان يتمثل في مهمة ستارلينك 15، وهي جزء من مشروع طموح لشركة سبيس إكس يهدف إلى توفير خدمات الإنترنت عبر منظومة من الأقمار الصناعية التي تغطي العالم، وقد كانت هذه المهمة تضاف إلى سلسلة من النجاحات التي حققتها الشركة. وتم رصد القنديل الفضائي من مناطق عدة، بدءًا من صحراء موهافي وحتى جنوب لوس أنجلوس، وامتد رصده إلى مدينة ريفرسايد التي تبعد أكثر من 200 ميل عن موقع الإطلاق. هذا التوهج الجوي يُعد نادرًا، إذ يعتمد على وقت الإطلاق المثالي حيث تكون الغلافات الجوية العليا في توقيت مثالي يمنح تلك الألوان المتألقة.

لإيضاح هذه المعلومات بشكل أكثر تبسيطًا، يمكننا مراجعة بيانات القنديل الفضائي في الجدول التالي:

العنصر التفاصيل
موعد الإطلاق 11:36 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي
مكان الإطلاق قاعدة فاندنبرغ الفضائية، كاليفورنيا
مشاهدة الظاهرة من موهافي إلى جنوب لوس أنجلوس وريفيرسايد
سبب الظاهرة تفاعل عادم الصاروخ مع الغلاف الجوي وضوء الشمس

كيف تسبب عادم الصاروخ في ظهور هذا المشهد؟

يفسر العلماء الظاهرة بما يُعرف بـ “تأثير قنديل البحر”، حيث ترتبط بمرحلة معينة أثناء صعود الصاروخ في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ففي تلك اللحظة ينخفض الضغط المحيط بسرعة بالغة، مما يؤدي إلى تكثف بخار الماء الناتج عن نظام الصاروخ والتحول إلى سحابة بصرية بلون مشع بفعل أشعة الشمس. هذه الظاهرة تعتمد أيضًا على الوقت المثالي للإطلاق، حيث إن توقيت الغروب يوفر فرصة للضوء لينعكس على الدخان المتكثف، مقدّمًا مشهدًا جذابًا حبس أنفاس من شاهده.

وقد تفاعل العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الظاهرة، حيث تم تداول الصور ومقاطع الفيديو بكثافة، مما فتح باب التفسيرات المختلفة والروايات المتنوعة التي عبرت عن حالة الانبهار وحتى بعض التكهنات الغريبة.

  • توقيت الغروب كان له تأثير رئيسي في جعل الظاهرة مرئية للعين المجردة بهذه الدقة.
  • سرعة الرياح على الطبقات العليا كانت متوسطة، ما ساعد في تشكل القوام المميز للسحابة.
  • ارتفاع الضغط عند سطح القاعدة مقارنة بانخفاضه في الفضاء خلق تأثيرات بصرية فريدة.

المشهد بكل تفاصيله بات فرصة للتعرف على مزيد من الظواهر الجوية المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، ليس فقط في إطار البحث العلمي بل أيضًا كوسيلة لإلهام الناس وربطهم بعجائب الفضاء وتقنيات الاستكشاف. وبينما يستمر صعود التكنولوجيا، مثل مشروع ستارلينك، يبقى هذا النوع من الظواهر بمثابة نافذة تضيء أمام الأجيال فضولًا جديدًا حول ما هو ممكن في هذا الكون الواسع.