عُمان تعزز جهودها الدبلوماسية لتهدئة التوتر بين إيران وإسرائيل

تمثل سلطنة عُمان نموذجًا فريدًا في مساعيها الدبلوماسية الهادفة إلى تخفيف التوترات الإقليمية، حيث تستغل موقعها الاستراتيجي وعلاقاتها القوية مع مختلف الأطراف لبناء الجسور وإيجاد حلول سلمية للصراعات، ومؤخرًا، برز دور السلطنة في العمل على نزع فتيل الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، في ظل تصعيد عسكري قد يقود المنطقة إلى سيناريوهات خطيرة، مما يضع عُمان في صدارة المشهد التفاوضي.

الجهود الدبلوماسية لسلطنة عُمان في احتواء الصراع

تشهد المنطقة تطورات متسارعة وغير مسبوقة في التوترات بين إيران وإسرائيل، لكن سلطنة عُمان، بثباتها الدبلوماسي المعهود، تؤكد أن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى تعقيد الأمور أكثر، لذلك تركز على استثمار قنوات الاتصال مع القوى العالمية لتحقيق تهدئة مستدامة، فقد قام وزير الخارجية العُماني، السيد بدر بن حمد البوسعيدي، بإجراء سلسلة اتصالات مكثفة مع نظرائه في مختلف الدول مثل روسيا والصين، مشددًا على ضرورة وقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وفي هذه الاتصالات، ركز الوزراء على أهمية الحلول السلمية وضرورة تجنب استهداف المنشآت النووية الإيرانية، مما قد يؤدي إلى كارثة إقليمية تمتد تأثيراتها إلى مستوى عالمي، وقد أظهر الجانب الروسي والصيني دعمًا واضحًا لهذه المساعي، مما يعكس إدراك العالم لأهمية الوساطة العُمانية في تحقيق استقرار المنطقة.

دعوات دولية لوقف التصعيد العسكري

في ظل الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، دعت سلطنة عُمان إلى الوقف الفوري للتصعيد واحترام سيادة الدول ومبادئ القانون الدولي، إذ تُعتبر الهجمات الإسرائيلية انتهاكًا صريحًا لميثاق الأمم المتحدة، ويُمثل إجهاضًا لأي مساعٍ جادة لتحقيق السلام في المنطقة، خاصةً أن هناك اتفاقًا جماعيًا بين الأطراف الدولية على أن الخيار العسكري لن يؤدي إلا إلى إغراق المنطقة في مزيدٍ من الصراعات.

ومع تعاظم المخاطر النووية، شددت عُمان وروسيا خلال المحادثات الثنائية على أهمية منع انتشار الأسلحة النووية وحماية المنشآت الحيوية من أي اعتداء، بما يضمن تخفيف المخاطر المترتبة على الاستهداف غير المدروس، وتتفق الصين أيضًا مع هذا التوجه، حيث أكدت على لسان وزير خارجيتها دعمها للجهود العُمانية في تعزيز الاستقرار، مبديةً تقديرها لدور عُمان التاريخي في تسهيل الحوار الدولي.

موقف سلطنة عُمان في معالجة الملف النووي الإيراني

تعتبر سلطنة عُمان أن الأزمة النووية الإيرانية هي إحدى القضايا المحورية التي يمكن أن تشكل نقطة انطلاق نحو تحقيق سلام أكثر استقرارًا في المنطقة، ولذا تعمل على تفعيل المسارات الدبلوماسية للتقريب بين وجهات النظر المتباينة حول هذا الملف، وقد أشاد الجانب الروسي والصيني بدور السلطنة كوسيط محايد يسعى لتيسير المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران لتجنب أي تصعيد شامل.

ويُجمع الأطراف المؤثرة على أن حل الأزمة النووية الإيرانية يتحقق فقط من خلال الجهود السلمية، حيث لا يمكن تجاهل التأثير المدمر لأي خطط عسكرية مستقبلية في هذا السياق، وفي ذات الإطار تواصل عُمان حثَّ القوى الكبرى على إعادة الالتزام بالاتفاقات التي تهدف إلى منع الانتشار النووي بما يضمن مستقبلًا أكثر أمانًا للجميع.

• تشجيع الأطراف المتنازعة على التهدئة والجلوس للحوار برعاية محايدة.
• الضغط الدولي لاحترام القوانين الدولية ومنع توسع النزاعات العسكرية.
• منع وصول النزاع إلى المنشآت النووية الإيرانية لتلافي الكوارث المحتملة.
• تهيئة بيئة إقليمية مستقرة تؤمن مستقبلًا سلميًا للمنطقة بأكملها.

تلعب سلطنة عُمان دورًا لا غنى عنه في المشهد الدبلوماسي العالمي، فهي لا تكتفي بعقد الاتصالات والمشاورات، بل تسعى لتقديم حلول طموحة تأخذ بعين الاعتبار الأمن الإقليمي والدولي، وبينما تتصاعد التوترات من حولها، تحافظ السلطنة على هدوئها الدبلوماسي مع الالتزام بالقيم الإنسانية التي تجعلها وسيطًا مؤهلًا لإعادة المياه إلى مجاريها.