مسؤول سوري سابق يناشد إيران ماليًا لترتيب نفوذ جديد ضد إسرائيل

تشير الأخبار المتداولة إلى محاولات جديدة من رموز النظام السوري السابق لإعادة ترتيب علاقاتهم مع إيران، بهدف استعادة نفوذهم في الساحة الإقليمية، وبالأخص في مواجهة إسرائيل. ووفقًا لمصادر إعلامية، بات غياث دلة، أحد أبرز الضباط السابقين في الفرقة الرابعة المدعومة من إيران، محركًا لتلك الجهود في محاولة لتأمين دعم مالي كبير من طهران، وهو ما قد يُعيد رسم خريطة القوى في سوريا.

تحركات غياث دلة ودوره في الساحة السورية

غياث دلة، المعروف بصلاته الوثيقة بإيران ودوره السابق في الفرقة الرابعة، يسعى الآن إلى تشكيل ميليشيا جديدة تعتمد بشكل أساسي على أعضاء سابقين في الجيش السوري. الهدف الأساسي لهذه الميليشيا، كما أشارت التقارير، هو المقاومة المسلحة ضد إسرائيل وضد الحكومة السورية الحالية بقيادة هيئة تحرير الشام. ويرى دلة أن هذا التحرك يمكن أن يساهم في توحيد العلويين تحت مظلة واحدة، خاصة بعد تراجع نفوذهم في سوريا عقب سقوط نظام الأسد.

من الجدير بالذكر أن دلة كان سابقًا قائدًا للواء المدرعات الثاني والأربعين، أحد أبرز التشكيلات العسكرية التي دعمتها إيران خلال الحرب الأهلية السورية. هذا اللواء كان مسؤولًا عن عدة هجمات صاروخية ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة من حكم نظام الأسد، ما يؤكد ارتباطه بإيران كمحور رئيسي في تحركاته.

دور إيران في إعادة ترتيب الأوراق

رغم الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تعيشها إيران، إلا أن إعادة بناء وجودها بالوكالة في سوريا قد يكون جزءًا من استراتيجيتها طويلة المدى. ومع إلحاح دلة للحصول على مئات الملايين من الدولارات، يبقى التساؤل حول قدرة إيران على تخصيص موارد لمثل هذه المبادرة في ظل انشغالها بجبهات أخرى.

تأتي مطالب دلة في سياق يتماشى مع أهداف إيران لتعزيز دورها في سوريا. ويبدو أن رهانه يعتمد على إمكانية استخدام الحرب الإيرانية الإسرائيلية الممتدة كفرصة لتوسيع نفوذها من جديد، معتمدة على تحريك جماعات بالوكالة يمكنها تنفيذ هجمات ضد إسرائيل أو الضغط على الفصائل المعارضة داخل سوريا.

أثر التحركات على المشهد الإقليمي

إذا قبلت إيران تمويل الميليشيا المقترحة، فقد نشهد تغيرات كبيرة في المشهدين السوري والإقليمي. ويشمل ذلك احتمالية تكثيف الهجمات ضد إسرائيل من الأراضي السورية، مما سيضيف مزيدًا من التعقيدات للصراع القائم. ومع ذلك، فإن تنفيذ مثل هذه الخطط يعتمد على عدة عوامل رئيسية، تشمل الدعم الإيراني الفعلي، والتشكلات العسكرية الحالية، بالإضافة إلى قدرة دلة وفريقه على توحيد القوى العلوية المتفرقة.

  • توفير الموارد المالية لتدريب وتجهيز الميليشيا.
  • إعادة تنظيم صفوف الضباط العلويين الفارين وإقناعهم بالانخراط.
  • إيجاد تحالفات استراتيجية مع جماعات أخرى في لبنان وسوريا.
  • التركيز على استهداف الفصائل المعارضة وإسرائيل بعمليات نوعية.

بالإضافة إلى ذلك، اللاجئون العلويون الذين فروا إلى لبنان وجدوا في وجود حزب الله المدعوم من إيران فرصة لاستعادة جزء من قوتهم المفقودة. وبينما تواجه هذه الجماعة نفسها تحديات نتيجة لخسائرها الأخيرة، فلا يزال نفوذها يلعب دورًا حاسمًا في دعم أي توجه مشابه لما يسعى إليه دلة.

المرحلة الهدف الأساسي التحديات المحتملة
توحيد القوى العلوية إنشاء ميليشيا مدعومة من إيران انقسام بين أفراد الطائفة وصعوبة التمويل
تحديد الأهداف تنفيذ عمليات ضد إسرائيل والفصائل المعارضة رد إسرائيل العسكري وجهود هيئة تحرير الشام
دعم إيران إعادة تموضع استراتيجي في سوريا محدودية الموارد الإيرانية وتعدد الجبهات

هذه التحركات تحمل أبعادًا استراتيجية ودلالات عميقة على المدى القريب والبعيد. فنجاح أو فشل هذا المشروع قد يشكل نقطة تحول في سياسات إيران الإقليمية، إضافة لما قد يترتب عليه من تبعات تخص توازن القوى في سوريا والمنطقة بشكل عام.