ما سر ارتفاع البلاتين لأعلى مستوى خلال أكثر من 10 سنوات؟

شهدت أسعار الذهب استقرارًا جديرًا بالملاحظة مؤخرًا، حيث التزمت بموقعها بالرغم من الأحداث الجيوسياسية المضطربة، تحديدًا مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل. هذه الاضطرابات لم تمنع الذهب من التمسك بمستوياته الحالية. من جهة أخرى، سجل البلاتين صعودًا قوّيًا، مستفيدًا من عوامل متعددة دفعت به نحو ذروات لم تُشاهد منذ سنوات عديدة.

الذهب يحافظ على استقراره رغم الأزمات

لم يكن مفاجئًا أن يتفاعل الذهب مع الأزمات الجيوسياسية، حيث استقر السعر الفوري له عند 3,369.79 دولارًا للأوقية، بينما تراجعت العقود الآجلة بشكل طفيف إلى 3,387.30 دولارًا. الذهب لطالما كان ملاذًا آمنًا يرتكز عليه المستثمرون في أوقات الاضطرابات، حيث تنعكس الأوضاع السياسية والاقتصادية مباشرة على أداء المعدن النفيس.

ما يجعل الذهب مستمرًا عند هذه المستويات هو تقديرات الخبراء التي تشير إلى صعوبة انخفاضه دون حاجز 3,000 دولار على المدى القريب. تبدو هذه التقديرات معقولة خاصة مع ازدياد الحديث عن احتمال تدخل قوى كبرى كواشنطن مباشرة في الصراع، وهو ما يزيد مخاوف المستثمرين ويدفعهم أكثر نحو الذهب كخيار استثماري آمن.

البنك الاحتياطي الفيدرالي يدعم مكاسب الذهب

التغيرات في السياسة النقدية تلعب دورًا بارزًا في تحركات أسعار الذهب. في أحدث قراراته، أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير، مع وجود إشارات بأن العام الجاري قد يشهد تخفيضًا بمقدار نصف نقطة مئوية، إلا أن هذا التوجه لم يكن حاسمًا مع مؤشرات اقتصادية غامضة ومسار تضخم غير مستقر.

الأمر الذي يجعل الذهب يكتسب المزيد من الجاذبية هو بيئة الفائدة المنخفضة، حيث تزيد من الإقبال على الذهب كأصل استثماري. هذه السياسة تضاف إلى تأثير الاضطرابات الجيوسياسية، لتخلق بيئة داعمة للمعدن النفيس، وتجعله محط الأنظار بالنسبة للمستثمرين الباحثين عن الحماية في أوقات عدم اليقين.

طفرة البلاتين وأسعاره التاريخية

البلاتين تمكن من تحقيق قفزات كبيرة في الأداء، حيث وصل في وقت سابق من الجلسة مستويات لم تُسجل منذ عام 2014 ليبلغ 1,288.67 دولارًا للأونصة. ورغم تراجعه الطفيف لاحقًا، فإن المستثمرين ما زالوا يُقبلون على شراء المزيد من هذا المعدن الثمين، مستفيدين من عدة عوامل تدفع بأسعاره إلى الأعلى.

أبرز هذه العوامل يتمثل في زيادة الطلب من الصين، الدولة التي تستحوذ على كمية كبيرة من واردات البلاتين، بالتوازي مع توقعات بتراجع المعروض. كما ساهم توجه المستهلكين نحو البلاتين كخيار أقل تكلفة مقارنة بالذهب في دعم الأسعار. يجدر بالذكر أن تلك العوامل لم تؤثر فقط على الأسعار، بل امتدت لتشمل معدلات تأجير البلاتين التي ارتفعت إلى أرقام قياسية خلال هذا العام.

  • ازدياد واردات البلاتين من الأسواق الصينية.
  • عجز مستمر في معدلات الإمداد مع ازدياد الطلب الصناعي.
  • ارتفاع الإيجارات الشهرية لتأجير البلاتين بنسب تجاوزت 13.5% سنويًا.

مقارنة أداء الذهب والبلاتين

لإلقاء الضوء على الفروقات بين أداء الذهب والبلاتين منذ بداية العام، يظهر الجدول التالي مقارنة بين المكاسب المحققة:

المعدن النسبة المئوية للمكاسب
الذهب 26%
البلاتين 32%

وبالنظر إلى هذه الأرقام، يتضح كيف أن المعادن الثمينة، خاصةً البلاتين، استطاعت جذب اهتمام المستثمرين بفضل العوائد المرتفعة والإمكانات الواعدة.

رغم التحديات العالمية، يبدو أن الذهب والبلاتين يسيران في طريقهما كأصول استثمارية قوية. تظل التوترات السياسية والقرارات الاقتصادية الكبرى عوامل رئيسية تحكم مسار هذه المعادن، لتبقى وجهة نظر المستثمرين مليئة بالتوقعات والترقب. إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن حاضر ومستقبل أصول المعادن النفيسة، يمكنك الاطلاع على مقالات متخصصة عبر موقعنا لمزيد من المعلومات العميقة.