تحذير دولي من إشعاع نووي محتمل يهدد 9 دول بينها 6 عربية فهل مصر في خطر

في ضوء التوترات المتصاعدة بشأن احتمال استهداف منشأة نووية في إيران، أثار هذا السيناريو العديد من التساؤلات حول تداعياته الإقليمية، خاصة على الدول القريبة من موقع المنشأة. التهديد الإشعاعي المحتمل قد يشمل عدة دول بينها 6 عربية، مما يستدعي دراسة دقيقة للتأثيرات المتوقعة ومدى انتشارها. تصريحات الدكتور أمجد الوكيل، الخبير في الطاقة النووية، سلطت الضوء على بعض الأبعاد المهمة لهذه القضية الحساسة.

ماذا يحدث إذا تم استهداف منشأة نووية في إيران؟

وفقًا للخبراء، فإن حجم الكارثة يعتمد بشكل كبير على مجموعة من العوامل البيئية والتقنية، أبرزها تصميم المنشأة، كمية المواد المشعة التي قد تتسرب، واتجاه وسرعة الرياح في وقت الحادث. تسرب الإشعاع قد يتسبب بانتشار سحب مشعة تؤثر على كل من الهواء والتربة والمياه، ما يؤدي إلى تداعيات طويلة الأمد، تشمل الأمراض السرطانية والتلوث البيئي واسع النطاق.

عوامل أخرى مثل الأمطار المصاحبة واتجاهاتها قد تزيد من تفاقم الأمر، إذ يمكنها نقل المواد المشعة إلى مساحات أوسع، مما يجعل التنبؤ الكامل بتأثيرات الكارثة أمرًا معقدًا. يبرز هنا السؤال: ما الدول الأكثر تعرضًا للخطر وما مدى قربها من السيناريوهات المحتملة؟

الدول المهددة إذا وقع السيناريو الكارثي

أوضح الدكتور الوكيل أن 9 دول ستكون على الأرجح ضمن دائرة الخطر، مع اختلاف مستويات التهديد تبعًا للقرب الجغرافي واتجاه الرياح. هذه الدول تشمل:

  • العراق: لكونه الأقرب جغرافيًا إلى إيران، ما يجعله الأكثر عرضة للتداعيات.
  • الكويت والبحرين وقطر والإمارات: دول الخليج التي تقع داخل دائرة الخطر الإشعاعي بسبب قربها الجغرافي وتأثرها برياح المنطقة.
  • السعودية: تحديدًا المنطقة الشرقية، التي قد تشهد تأثيرات إشعاعية متوسطة وفق الخبراء.
  • باكستان وأفغانستان: تهديد محتمل نظرًا لموقعهما ضمن نطاق اتساع السحب الإشعاعية.
  • تركيا: في حال وجود رياح شمالية أثناء التسرب.

كما تظهر الأبحاث أن تأثيرات الإشعاع ليست منحصرة في حدود جغرافية ثابتة، ويمكن أن تتخطى الدول الأقرب في حال تغير الظروف المناخية، مما يزيد من أهمية اتخاذ تدابير وقائية إقليمية.

هل مصر في مأمن من الإشعاع؟

بالنظر إلى تصريحات الدكتور أمجد الوكيل، مصر بعيدة جغرافيًا عن المنشآت النووية الإيرانية، مما يقلل بشكل كبير من احتمالية دخولها ضمن دول الخطر المباشر. كما أن حركة الرياح غالبًا ما تبعد التهديد عن الأراضي المصرية، وهو ما يقلل القلق الشعبي نسبيًا تجاه هذا السيناريو.

لكن حماية البيئة الصحية في مصر لا تزال تحت المجهر، حيث أوضح الخبير أن أي تغيّر مفاجئ في الظروف المناخية مثل تغيير اتجاه الرياح أو امتداد التسرب لفترة طويلة قد يفرض تحديات بيئية. عمليات التأهب الوقائية، سواء من خلال مراقبة جودة الهواء أو الاستعداد لكبح تأثيرات التلوث، يجب أن تبقى جزءًا من الأولويات الاستراتيجية.

مقارنة درجة التهديد بين الدول

في حال حدوث تسرب إشعاعي، يمكن توضيح الفرق في الخطر بين الدول عبر الجدول التالي:

الدولة درجة القرب مدى التهديد
العراق أقرب جغرافيًا مرتفع جدًا
الكويت والبحرين وقطر والإمارات قريبة مرتفع
السعودية (المنطقة الشرقية) متوسطة البعد متوسط
باكستان وأفغانستان أطراف الدائرة منخفض إلى متوسط
تركيا بعيدة نسبيًا منخفض

دور الاستعداد الإقليمي لمواجهة الأزمة

رغم أن الحديث عن استهداف منشأة نووية بإيران قد يبدو كأحد السيناريوهات الكارثية النادرة، فإن التوترات المستمرة في المنطقة تفرض واقعًا جديدًا. من الضروري أن تتخذ الدول الإقليمية خططًا استباقية للتعامل مع أي كارثة نووية محتملة. الخطوات الواجب اتخاذها قد تشمل:

  • تعزيز أنظمة مراقبة الإشعاعات في جميع الدول القريبة.
  • تحديث خطط الطوارئ الوطنية والإقليمية.
  • زيادة التعاون العلمي والتقني بين الدول لتبادل المعلومات الفورية.
  • إعداد خطط إخلاء سكان المناطق القريبة من مراكز الخطر.

هذا الملف يظل مفتوحًا على الكثير من التساؤلات، ويحتاج إلى متابعة دقيقة وتعزيز مستوى التنسيق البيئي بين دول المنطقة، لضمان حماية الشعوب من أي تهديد محتمل.