غموض يحيط بـ “ترامب موبايل” مواصفات غير معروفة وسعر صادم

في واحدة من الخطوات التي أثارت العديد من التساؤلات بأكثر مما أثارت الحماسة، أعلن إريك ودون جونيور، أبناء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن إطلاق خدمة اتصالات جديدة تحت اسم “ترامب موبايل Trump Mobile”، إلى جانب هاتف ذهبي يحمل اسم T1. ورغم محاولات التسويق التي تدّعي التميز، يبدو أن المشروع يثير الشكوك بدلاً من الثقة، مع أخطاء ملحوظة في التفاصيل التقنية والتسويقية.

ما الذي يميز خدمة ترامب موبايل Trump Mobile؟

ترامب موبايل Trump Mobile ليست خدمة اتصالات تقليدية مثل شركات الاتصالات العملاقة التي تمتلك شبكاتها، بل تعتمد على نموذج “المشغل الافتراضي” (MVNO)، وهو أسلوب يسمح لها باستخدام شبكات شركات كبرى مثل T-Mobile أو Verizon لتقديم خدماتها. تدّعي الشركة توفير أفضل تغطية وقيمة أمريكية، لكن الواقع يكشف غير ذلك.

المشكلة هنا أن ترامب موبايل في الأساس لا شيء سوى اسم مرخص، حيث يتم تشغيلها من قبل شركة ثالثة تُعرف باسم T1 Mobile LLC. يظهر من خلال موقعها الرسمي اعتراف واضح بأن الخدمة تعتمد بالكامل على شركاء آخرين في تقديم البنية التحتية للاتصالات. وبالتالي، فإن التصريحات التي تروج للاستقلالية أو الابتكار تبدو مجرد وعود فارغة.

الهاتف الذهبي T1: تصميم فاخر أم مجرد حيلة؟

إلى جانب خدمة الاتصالات، تسعى ترامب موبايل لبيع هاتف يحمل اسم T1، ولكن هناك تفاصيل جعلت الكثيرين يشكون في مصداقية هذا المنتج. الشركة تسوق T1 على أنه هاتف فاخر “صنع في أمريكا”، إلا أن هناك نقاطًا عديدة تثير الريبة.

– المعلومات المتوفرة حول الهاتف تبدو محدودة للغاية، حيث تشير مواصفاته إلى شاشة بحجم 6.8 بوصة، كاميرا بدقة 50 ميجابكسل، وبطارية بسعة 5000 مللي أمبير
– الجهاز يفتقر إلى أي توضيحات تخص المعالج أو نظام التشغيل، مما يجعل من الصعب تقييم أداء الجهاز بشكل كامل
– السعر الذي يبلغ 499 دولارًا يبدو مبالغًا فيه بالنسبة للهاتف، خاصة مع تكهنات تشير إلى أنه مجرد نسخة معدلة من جهاز صيني رخيص، مثل هاتف REVVL 7 Pro 5G، يُباع بسعر يتراوح بين 169 و250 دولارًا، ولكن مع غلاف يحمل شعار ترامب

أما عن الادعاء بأنه “صنع في أمريكا”، يبدو أن الحقيقة تقول غير ذلك، فالمكونات الأساسية مثل الشاشة والبطارية ومستشعرات الوجه جميعها تُصنع في الخارج، بينما قد يتم التجميع النهائي داخل الولايات المتحدة إذا قررت الشركة ذلك.

أسعار ترامب موبايل Trump Mobile مقارنة بالسوق

الخدمة تكلف حوالي 47.45 دولارًا شهريًا، وهي تكلفة تُعد مرتفعة نسبيًا بالنظر إلى السوق الأمريكية، حيث إن هناك العديد من الخطط المنافسة التي توفر خدمات غير محدودة بمبلغ أقل بكثير. وتضيف بعض هذه الشركات مزايا إضافية مثل حماية الجهاز، استشارات طبية، وصول لخدمات الطوارئ على الطرق، وكل هذا بسعر أقل.

للأسف، تبدو سياسات استرداد الأموال غير موجودة على الإطلاق. تنص شروط الاستخدام بوضوح على أن جميع المبيعات “نهائية وغير قابلة للاسترداد”، وهو ما يزيد الأمر تعقيدًا لمن يفكرون في تجربة الخدمة.

مقارنة بين ترامب موبايل وخدمات أخرى

الشركة التكلفة الشهرية المزايا سياسة الاسترداد
ترامب موبايل $47.45 تغطية غير متميزة، اسم تجاري غير قابلة للاسترداد
T-Mobile ~$25 بيانات غير محدودة، خدمات إضافية استرجاع ضمن شروط محددة
Verizon ~$30 تغطية شاملة، مزايا إضافية استرجاع جزئي

لماذا تسعى عائلة ترامب لدخول عالم الاتصالات؟

العديد من المحللين يعتقدون أن الهدف الأساسي وراء إطلاق ترامب موبايل Trump Mobile هو استغلال الاسم الشهير لتحقيق أرباح سريعة دون تقديم منتج مميز حقيقي. البعض يربط هذه الخدمة بمحاولات العائلة لعب أدوار جديدة في سوق الأعمال عبر خدمات تحمل طابعًا تسويقيًا بهامش ربح عالٍ. حتى أن البعض يشك في وجود شراكات خفية غير واضحة بين الشركات التي تتعاون معها العائلة.

في النهاية، يبقى السؤال المعلّق: هل هذه الخدمة تستحق تجربتها أم أنها مجرد حملة دعائية لجذب الانتباه؟ يجب أن تتوخى الحذر وأن تتحقق من الحقائق قبل اتخاذ أي خطوة. إذا كنت تهتم بمقارنة العروض والخدمات التي يمكن أن توفر القيمة الحقيقية، تحقق دائمًا من الخيارات المتاحة الأخرى بعناية.