قصة أزمة وزير الرياضة بين هجوم خيري ورد صبحي وتعليق فايق

أثارت التصريحات الأخيرة للدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، جدلًا واسعًا بين الإعلاميين والجمهور، خاصة بعدما تعلقت بموقف الوزارة من دعم النادي الأهلي خلال مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية 2025. تصريحاته لم تمر مرور الكرام؛ بل أشعلت النقاش على الساحة الإعلامية، وفتحت أبواب الانتقادات من عدة أطراف، بينها الإعلاميون الرياضيون مثل خيري رمضان وإبراهيم فايق، وأيضًا رئيس تحرير مجلة الأهلي، إبراهيم المنيسي.

أزمة خيري رمضان مع وزير الرياضة بسبب الأهلي

البداية جاءت من خيري رمضان عبر برنامجه المذاع على قناة “المحور”، حيث أبدى استياءه من غياب الوزير عن استقبال وتوديع بعثة الأهلي قبل سفرها للمنافسة في كأس العالم للأندية. واتهم رمضان الوزير بالتجاهل، مشيرًا إلى أن هذا السلوك لا يليق بمسؤول يمثل الدولة المصرية، خاصة وأن الأهلي يمثل مصر في البطولة. كما أضاف خيري أن الخلافات الشخصية أو السياسية يجب ألا تتداخل مع الواجب الوطني المنوط به الوزير، مؤكدًا أن تغافل هذه المسؤوليات يُعتبر خطأً فادحًا لا يمكن تبريره.

رد فعل الجمهور تضأرجح بين المؤيد لوجهة نظر خيري رمضان والمعارض، لكن النقطة المحورية التي أثارها الإعلامي كانت واضحة: هل يُعقل أن يتم التعامل مع الأندية الكبرى بهذا الشكل من قِبل أعلى جهة مسؤولة عن الشباب والرياضة في مصر؟

تصريحات أشرف صبحي وتبرير موقفه

وزير الرياضة لم ينتظر طويلاً ورد في مداخلة هاتفية ليوضح موقفه، مشيرًا إلى أن دعم الوزارة لكرة القدم، خاصةً على مستوى الأندية، ليس من اختصاصها، حيث قال: “وزارة الشباب والرياضة لا تقع ضمن مسؤولياتها دعم شراء اللاعبين أو التدخل في الأمور الاحترافية، فذلك دور اتحاد الكرة ورابطة الأندية”. كما حاول إبراز الجوانب الإيجابية لدوره الشخصي، مستعيدًا بعض المواقف التي كان فيها داعمًا للنادي الأهلي، مثل رحلته إلى تونس لدعمه في إحدى نهائيات دوري أبطال أفريقيا.

رغم محاولة الوزير التوضيح، إلا أن اختياره لكلمات معينة تسبب في اشتعال النقاش أكثر، خاصة عندما استشهد بما وصفه “حديثًا نبويًا” يقول: “من تولى أمرًا من أمور الناس فقد بيع نصف عرضه”. هذا التصريح فتح بابًا آخر من الجدل حول صحة استخدام تلك العبارة والتبعات التي قد تترتب على ذلك من الناحية الدينية والإعلامية.

إبراهيم فايق: “التصريحات غير مناسبة أبدًا”

لم يغب الموقف عن إبراهيم فايق، الذي قدم تعقيبًا حادًا عبر برنامجه. أبرز ما قاله فايق هو التساؤل عن توقيت التصريحات والمغزى منها، خاصةً وأن النادي الأهلي يعيش لحظات نجاح على الساحة الدولية. وأشار فايق بسخرية إلى أن تصريحات الوزير بدت وكأنها “مأخوذة من زمن قديم”، منتقدًا فتح ملفات قديمة في وقت حرج وتحويل دفة النقاش بعيدًا عن السؤال الأساسي المتعلق بدعم بعثة الأهلي.

كما استنكر فايق الزج بأمثلة بعيدة عن السياق، مثل الإشارة لزيارة الوزير للكابتن محمود الخطيب في السابق وما إذا كانت تلك الزيارة تُعتبر فضلًا أم واجبًا. ورأى أن الوزير، بدلًا من تقديم تفسير منطقي أو الرد على الانتقادات بشكل مباشر، فتح أبوابًا جديدة للنقاش حول قضايا مضت.

  • لماذا يتم التركيز على خلافات شخصية بدلاً من دعم المصلحة العامة؟
  • هل كان يمكن للوزير معالجة الانتقادات بطريقة أفضل وأكثر توضيحًا؟
  • كم من الممكن أن تؤثر هذه التصريحات على صورة الدولة في المحافل الرياضية؟

تعقيب مجلة الأهلي حول تصريحات الوزير

لم يكن إبراهيم المنيسي، رئيس تحرير مجلة الأهلي، بعيدًا عن المشهد. عبر حلقته على يوتيوب، أعرب عن رفضه لما وصفه بـ”تعدي الوزير على القواعد الدينية والصياغة المحرجة للتصريحات”. أشار المنيسي إلى أن جملة الوزير عن المسؤوليات والحديث المنسوب للنبي غير موجودة في المصادر الإسلامية الموثوقة، مما فتح بابًا جديدًا للنقد.

كما أكد أن الخلاف حول دعم الأهلي تجاوز حدود الانتقاد الطبيعي ليتحول إلى تراشق إعلامي غير مبرر، وأنه كان الأولى بالوزير التركيز على دوره كمسؤول عن دعم الرياضة بكل أطيافها دون تفرقة أو اصطفاف.

الأزمة الأطراف المتداخلة النتائج
تجاهل الأهلي وزير الرياضة، الإعلاميون، الجمهور زيادة التوتر وتشويه صورة المنظومة الرياضية
تصريحات دينية وزير الرياضة، المؤسسة الدينية انتقادات واسعة وتأثير على المصداقية

الحديث عن دعم الرياضة المصرية وتعاون كافة الأطراف لتعزيز مكانة الأندية، مثل الأهلي، لا يتوقف هنا. ربما تكون الأزمة الحالية فرصة لإعادة التفكير في دور المسؤولية العامة وكيفية تقبل النقد ومراجعة الأداء بما يفيد المنظومة بالكامل.