جيش الاحتلال يكشف مقتل قائد مدفعية بارز في حزب الله

أعلنت القوات الإسرائيلية مقتل “قائد مدفعية” يعمل ضمن صفوف حزب الله في جنوب لبنان، لتتصاعد أجواء التوتر في المنطقة بشكل ملحوظ، مع استمرار تبادل الرسائل الحربية بين الأطراف. استهدفت القوات الإسرائيلية ياسين عبد المنعم عز الدين، الذي وُصف بأنه قائد مدفعية في قطاع الليطاني، وحمّلته مسؤولية عمليات إطلاق النار التي استهدفت مناطق إسرائيلية مؤخرًا، في وقت تتزامن فيه هذه التطورات مع نزاع عسكري مستمر بين إسرائيل وإيران.

هل كانت عملية استهداف ياسين عز الدين “رسالة” لحزب الله؟

يبدو أن استهداف عز الدين لم يكن مجرد هجوم عسكري عادي، بل رسالة واضحة إلى حزب الله. فقد أكدت تصريحات الجيش الإسرائيلي أن عز الدين لعب دورًا حاسمًا في وضع خطط القصف الأخيرة تجاه مناطق إسرائيلية، كما كان مسؤولًا عن إعادة تنظيم منظومة المدفعية التابعة للحزب. لا يخفى على أحد أن هذه المنطقة الجغرافية دائمًا ما تثير حساسيات سياسية وعسكرية، لا سيما مع انتهاكه، وفق رواية إسرائيلية، للتفاهمات بين بيروت وتل أبيب، التي تهدف لتهدئة الأجواء.

تؤكد التحركات الأخيرة لحزب الله وتصعيده المستمر، كما هو واضح من النشاط العسكري في الجنوب اللبناني، أن الأوضاع مرشحة للتفاقم بشكل كبير. ومن هنا، فإن عملية باريش قد تحمل إشارات بأنها بداية لتصعيد طويل الأمد، خصوصًا وأن هذه الأحداث تأتي في وقت يشهد فيه المنطقة احتدامًا بين طهران وتل أبيب.

إيران وإسرائيل: أيام التصعيد الحربي مستمرة

في سياق منفصل، تصاعدت التوترات بشكل ملحوظ بين إيران وإسرائيل، حيث نفّذت الأخيرة غارات جوية على مواقع إيرانية وهددت بمزيد من الضربات. هذه العمليات، ضمن ما يُعرف باسم “الأسد الصاعد”، كانت من أضخم وأعنف الهجمات التي تستهدف العمق الإيراني في السنوات الأخيرة، مما دفع طهران إلى الرد عبر دفعات صاروخية حملت اسم “الوعد الصادق 3”. من الواضح أن المناوشات بين الجانبين تتخذ طابعًا خطيرًا مع استمرار الضربات والتصعيد المتبادل بشكل شبه يومي.

لم تنتهي الردود الإيرانية عند الصواريخ، فالدفاعات الجوية الإيرانية أظهرت نشاطًا كبيرًا عقب اعتراضها لمسيرة إسرائيلية بالقرب من العاصمة طهران. كما تناقلت وسائل الإعلام أخبار تفيد بوقوع انفجارات في مدينة كاشان وتضرر المواقع المحيطة بالمنشآت النووية. منذ بداية هذا التصعيد، تحاول كل من إسرائيل وإيران فرض أجندتها العسكرية وإظهار تفوقها الاستراتيجي، فيما يدفع المواطنون العاديون في الدولتين والمناطق المجاورة ثمن هذا الصراع المستمر.

التحركات الأمريكية في ظل الأوضاع الراهنة

بينما يزداد التصعيد بين إيران وإسرائيل، يظل الموقف الأمريكي مثيرًا للجدل. أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي أنه لم يُتخذ قرار نهائي بشأن كيفية التعاطي مع الملف الإيراني، لكنه أكد أهمية منع طهران من الحصول على السلاح النووي بأي ثمن. هذه التصريحات جاءت في وقت تشير فيه المصادر إلى قرب عقد اجتماع طارئ بين واشنطن وتل أبيب، ربما لتخطيط خطوات مقبلة إذا استمر الصراع على هذا النحو.

رغم محاولاته تأمين التوازن، أشار ترامب إلى إمكانية التوصل لتسوية بين الطرفين، لكنه شدد على أن الحروب الإقليمية الأخيرة ليست محل ترحيب عالمي، خصوصًا أنها قد تؤدي إلى مزيد من التعقيدات في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني بالفعل من نزاعات متعددة الجوانب.

• الولايات المتحدة تسعى لتهدئة النزاع لكن مع استمرار الضغوط على إيران.
• إسرائيل تواصل الضغط العسكري والدبلوماسي على الأطراف المعنية.
• إيران تركز على الردع والتأكيد على موقفها الحازم تجاه التهديدات.

كيف تؤثر هذه الأحداث على المنطقة بأكملها؟

يدق التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل بالإضافة إلى النزاع بين حزب الله وتل أبيب ناقوس الخطر في المنطقة بأسرها. يأتي ذلك في وقت تقف فيه القوى الإقليمية على أهبة الاستعداد، حيث أشارت العراق إلى أهمية اليقظة تحسبًا لأي طارئ، بالتزامن مع تحركات عسكرية داخلية واستعدادات ميدانية استثنائية. كذلك تشهد مناطق مثل سوريا ولبنان وقطاع غزة نشاطات عسكرية مكثفة تضيف تعقيدات إضافية للمشهد العام.

مع هذه الأزمات المتداخلة، تبرز التساؤلات حول إمكانية وقف إطلاق النار قريبًا أو تهدئة الأوضاع. محليًا ودوليًا، يأمل البعض العودة إلى طاولة المفاوضات، بينما يعبّر آخرون عن تخوفهم من انزلاق الأمور إلى مواجهات غير محسوبة.