الجنيه الإسترليني يتراجع بقوة لأدنى مستوى في 4 أسابيع قبل قرارات المركزي

شهد الجنيه الإسترليني تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي خلال افتتاح السوق الأوروبية يوم الخميس، ليستمر في تسجيل خسائره للأيام الثلاثة الماضية، حيث تم رصد أدنى مستوياته في أربعة أسابيع. هذا التراجع يأتي قبل إعلان نتائج اجتماع السياسة النقدية لبنك إنجلترا، حيث تشير التوقعات إلى إبقاء أسعار الفائدة عند نسبة 4.25%. ومع ازدياد حركة الدولار في السوق كملاذ آمن، يبدو أن المشهد المالي يشهد توترات متزايدة.

مسار أسعار الفائدة البريطانية واستقرار الجنيه

يترقب المستثمرون في الأسواق المالية إعلان قرارات بنك إنجلترا بفارغ الصبر، حيث يتوقع المحللون الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. منذ مارس 2023، لم يشهد هذا المعدل أي تعديل، مما يثير التساؤلات حول قدرة البنك على مواجهة التحديات الاقتصادية واحتواء التضخم. وفي ظل انخفاض الجنيه الإسترليني مؤخرًا، فإن أي إشارة أقل عدوانية من المتوقع من قبل بنك إنجلترا قد تؤدي إلى ضغوط إضافية على العملة البريطانية.

ومن المقرر أن يتم الإعلان عن قرارات السياسة النقدية ظهر الخميس بتوقيت جرينتش، حيث سيُطرح بيان السياسة النقدية وتصويت أعضاء البنك على طاولة النقاش، يتبعه مؤتمر صحفي لمحافظ البنك “أندرو بيلي” ليوضح آفاق السياسة المستقبلية وتطورات التضخم.

صعود الدولار الأمريكي في ظل الأزمات العالمية

الاتجاه الصاعد للدولار الأمريكي كان واضحًا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث سجل مؤشر الدولار ارتفاعًا بنسبة 0.2% وواصل مكاسبه للجلسة الخامسة على التوالي. يعود هذا الصعود بشكل أساسي إلى تزايد الطلب على الدولار كملاذ آمن وسط التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى المؤشرات الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي.

زيادة توقعات التضخم من قبل الاحتياطي الفيدرالي كانت من بين العوامل المؤثرة في تعزيز مستويات العملة الأمريكية، إلى جانب إشاراته حول صعوبة خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة. الرسم البياني لسلوك الدولار يظهر قوة ملحوظة، مما يجعل الضغط على العملات الأخرى، بما في ذلك الجنيه الإسترليني، واقعًا لا يمكن تجاهله.

  • التوترات الجيوسياسية الإقليمية تؤثر بشكل مباشر على سوق العملات
  • احتفاظ المستثمرين بالدولار يعكس الثقة في دوره كعملة ملاذ آمن
  • تصريحات الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى تطورات أكبر في أفق السياسات النقدية

توقعات خطيرة لمستقبل الجنيه الإسترليني

التوقعات تزداد تشاؤمًا إذا استمر بنك إنجلترا في موقفه الحالي دون الإشارة إلى سياسات أكثر حزمًا لمواجهة التضخم. يشير بعض المحللين إلى أن تأجيل تخفيض أسعار الفائدة إلى شهر يوليو قد يؤدي إلى تزايد الضغوط على الجنيه.

العامل الأثر على الجنيه الإسترليني
إبقاء أسعار الفائدة الحالية يعزز فرص التراجع أمام العملات الأخرى
تصريحات بنك إنجلترا السلبية زيادة المخاوف حول استقرار الاقتصاد البريطاني
السياسات العدوانية للتضخم الأمريكي إضعاف فرص تعافي الجنيه

بالنظر إلى المؤشرات الاقتصادية الحالية، يبدو أن الأسابيع المقبلة قد تكون حاسمة للجنيه الإسترليني، حيث سيكون المستثمرون متابعين عن كثب لأي إشارات جديدة تتعلق بمستقبل السياسة النقدية البريطانية