أسعار الذهب ترتفع مع زيادة الطلب بسبب مخاوف تصاعد توترات الشرق الأوسط

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا ملحوظًا انعكاسًا للتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، مما جعل المعدن النفيس يتربع كأحد أصول الملاذ الآمن المفضلة لدى المستثمرين، ولكن في المقابل، فإن نهج مجلس الاحتياطي الفيدرالي الحذر تجاه تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية قلّل من إمكانية تحقيق مكاسب أكبر، حيث تسعى الأسواق للتكيّف مع هذه التحديات والتوقعات غير المستقرة.

ارتفاع أسعار الذهب يرافقه ترقب للمشهد الجيوسياسي

سجل المعدن الأصفر ارتفاعًا بنسبة 0.3% في التداولات الفورية ليصل إلى 3377 دولارًا للأونصة بحلول الساعات الأولى من الصباح بتوقيت جرينتش، بينما شهدت العقود الآجلة تراجعًا طفيفًا مقداره 0.4% لتصل إلى 3394 دولارًا. هذا التغير في الأسعار يعكس مدى تأثير التوترات الجيوسياسية على قرارات المستثمرين، خاصة مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران. كبير محللي السوق في “كيه.سي.إم تريد”، تيم ووترر، أشار إلى أن تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع قد يؤدي إلى رفع المخاطر الجيوسياسية، مما سيدعم الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا.

الحذر الأمريكي وتأثيره على توجهات الأسواق

على الرغم من التطورات المتسارعة، فضّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التراجع عن تأكيد نية بلاده الانضمام إلى إسرائيل في مهاجمة المنشآت الإيرانية، وهو ما خلق حالة من الغموض والقلق في الأسواق. مصادر إخبارية أمريكية كشفت عن قيام الجيش الأمريكي بنقل عدد من الطائرات والسفن من قواعد حساسة في الشرق الأوسط لتجنب أي هجمات محتملة من الجانب الإيراني. مثل هذه الإجراءات تزيد من انتشار المخاوف، حيث يعتبر المستثمرون الذهب الأداة الأكثر أمانًا للحفاظ على أموالهم في أوقات عدم اليقين.

  • التوتر في الشرق الأوسط يعزز الطلب على الذهب.
  • قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي تضيف مزيدًا من الحذر للأسواق المالية.
  • الذهب أثبت قدرته على الصمود تحت ضغط التغيرات الجيوسياسية.

قرارات الفيدرالي الأمريكي ومصير الفضة والبلاتين

جاء قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعدم خفض أسعار الفائدة ليثير حذر المستثمرين، لا سيما أن صناع السياسة النقدية يتوقعون تقليل الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية هذا العام، ولكن مع تباطؤ وتيرة هذا التخفيض، فإن الأسواق تبقى في حالة من الترقب الحذر. بالتزامن مع ذلك، شهدت أسعار الفضة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.2% لتصل إلى 36.66 دولارًا للأوقية، في حين أظهر البلاتين أداءً إيجابيًا حيث ارتفع بنسبة 1.5% ليصل إلى 1342 دولارًا. أما البلاديوم فقد كان الأكثر استقرارًا خلال الجلسة بزيادة بلغت 0.6%، حيث سجل 1055 دولارًا.

المعادن التغيير في الأسعار السعر الحالي (بالدولار)
الذهب (الأونصة) +0.3% 3377
الفضة (الأوقية) -0.2% 36.66
البلاتين +1.5% 1342
البلاديوم +0.6% 1055

تراجعات الفضة لم تثنِ المستثمرين عن مراقبة الأسواق عن كثب، خاصة مع توقعات بأن تشهد الأشهر المقبلة توجهات أكثر وضوحًا مع تبلور الصورة السياسية والاقتصادية على حد سواء. ارتفاع أسعار البلاتين والطريقة التي صمد بها البلاديوم يعكسان مزيدًا من التنوع في استراتيجيات الاستثمار بالمجال المعدني النفيس. مع هذه الأجواء المضطربة، تظل رؤية المشترين مركزة على الأخبار القادمة، سواء من الشرق الأوسط أو من داخل قاعات الاحتياطي الفيدرالي.

رغم كل هذه التقلبات، تبقى المعادن النفيسة الملاذ الأول في فترات عدم الاستقرار، وتحركات السوق حاليًا تبدو وكأنها استجابة حذرة للأحداث، مما يجعل الاستثمار بالذهب أمرًا ضروريًا في عيون الكثير من المتابعين، وهذا ما سيبقي العلاقة بين السياسة وأسعار المعادن حيوية ومثيرة للاهتمام في قادم الأيام.