تحليل جديد: هل يكسر زوج EUR/USD خط الاتجاه الهابط؟

شهد زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) تحركات مثيرة يوم الأربعاء الموافق 18 يونيو، حيث سجل ارتفاعاً ملحوظاً وسط حالة من التوازن الدقيق بين عوامل الاقتصاد الأمريكي والأوروبي، مما أثار انتباه المستثمرين في أسواق العملات. تأثر الزوج ببيانات البطالة الأمريكية التي أظهرت أداءً أفضل من المتوقع، إلى جانب استقرار قرار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. في المقابل، انخفاض وتيرة التضخم الأوروبي كان له أثر على اتجاهات الأسواق، مما أعطى إشارات متباينة حول السياسات النقدية لكلا المنطقتين.

تراجع زخم الاقتصاد الأمريكي وصدى ذلك على EUR/USD

في الولايات المتحدة، أظهرت أرقام طلبات إعانة البطالة الأسبوعية بعض المفاجآت الإيجابية، حيث تم تسجيل 245 ألف طلب فقط مقارنة بالتوقعات البالغة 250 ألف، مما يشير إلى تحسن نسبي في سوق العمل الأمريكي. ولكن، على الرغم من ذلك، بقيت النظرة العامة تجاه الاقتصاد تشير إلى تباطؤ النمو، حيث أدى هذا التباطؤ إلى تقويض قوة الدولار. من جهة أخرى، قرار الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على سعر الفائدة عند مستوى 4.50٪ يعكس موقفاً متزناً إلى حد ما من صانعي السياسات، ليخفف الزخم الصعودي للدولار.

هذا الدعم الذي تلقاه زوج EUR/USD جاء نتيجة هذه العوامل مجتمعة، حيث استفاد اليورو من ضعف الدولار النسبي، ليعزز من مكاسبه ويشهد تداولات مرتفعة خلال الجلسة، الأمر الذي يحمل دلالات على ميل الأسواق لتقليل المراهنات على تشديد نقدي جديد في الولايات المتحدة.

التضخم في منطقة اليورو وتأثيره على حركة اليورو

أما في الجانب الأوروبي، أظهرت أرقام التضخم تحسناً ملموساً في مايو، حيث تراجع مؤشر أسعار المستهلكين السنوي إلى 1.9٪ بعد أن كان 2.2٪ في القراءة السابقة. يعكس هذا التبريد في الأسعار احتمالية استقرار السياسات النقدية من قبل البنك المركزي الأوروبي لفترة أطول، مما يدفع الأسواق إلى التركيز على الأصول الأوروبية. ولكن المفارقة تكمن في أن هذا التخفيض في التوقعات بالنسبة لتشديد السياسة النقدية قد عزز من إقبال المستثمرين على الأصول الأوروبية.

المنطقة تشهد حالياً توازناً دقيقاً بين العوامل الاقتصادية، حيث إن استقرار التضخم ساعد اليورو على تحقيق مكاسب ملحوظة مقابل الدولار، في ظل عدم وجود تغييرات كبيرة في كلا الجانبين النقديين.

تحليل فني: أين يتجه زوج EUR/USD؟

استناداً إلى الرسوم البيانية، يلاحظ أن الزوج يحاول حالياً اختبار خط الاتجاه الهابط. بحسب المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) ومستوى متوسط الحركة الاتجاهية (ADX)، فإن الموقف الفني يبدو حذراً ومعقداً. مؤشر RSI يسجل 51، ما يبرز وجود قوة إيجابية معتدلة، بينما يظل ADX منخفضاً عند 15، مما يعكس ضعف الاتجاه الصعودي الحالي.

يمكن تلخيص المجالات الاستراتيجية للتداول الحالي لزوج EUR/USD كالتالي:

• مناطق البيع: من المتوقع أن تشكل منطقة 1.15200 نقطة دخول مناسبة للبيع، مع توقع انخفاض الزوج إلى مستوى 1.14400.
• مناطق الشراء: إذا تجاوز الزوج مستوى المقاومة عند 1.15450، فقد يكون الهدف التالي هو الوصول إلى 1.16100.

البيانات المرتقبة وتأثيرها على الأسواق

من المنتظر أن تصدر اليوم بيانات اقتصادية مهمة، بما في ذلك قرارات الفائدة في سويسرا وبريطانيا، بالإضافة إلى معدلات البطالة الأمريكية، مما يخلق حالة من الترقب لدى المستثمرين في الأسواق. أيضاً، قد تلعب الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي دوراً في تحديد التحركات الجديدة للدولار.

مع هذه الأحداث، تظل الأسواق في حالة تأهب لرصد أي تغييرات على صعيد التوقعات أو القرارات النقدية القادمة. في ظل كل هذه العوامل المتقاطعة، يبقى السؤال: هل سيواصل زوج EUR/USD مسيرته الصعودية أم أن المفاجآت الاقتصادية القادمة قد تغير المعادلة؟ شارك رأيك حول مستقبل هذا الزوج في التعليقات.