تراجع أسعار الذهب مع توقعات الفدرالي بإبطاء خفض الفائدة قريبًا

شهدت أسعار الذهب تحركات ملحوظة خلال جلسات الأربعاء 18 يونيو/حزيران، حيث واجهت العديد من التقلبات في ظل التغيرات العالمية، وارتبط ذلك بشكل رئيسي بتأثير قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي بتثبيت معدلات الفائدة، مع إشارات واضحة إلى تباطؤ في وتيرة تخفيضها مستقبلًا، هذه التغيرات أثرت بشكل مباشر على أداء الذهب في المعاملات الفورية وعلى العقود الآجلة.

كيف تأثرت أسعار الذهب بتثبيت معدلات الفائدة؟

أسعار الذهب في المعاملات الفورية سجلت انخفاضًا بنسبة 0.4% لتستقر عند 3374.75 دولار للأونصة بحلول الساعة 19:19 بتوقيت غرينتش، ويعود هذا التراجع إلى إعلان مجلس الاحتياطي الفدرالي عن إبقاء معدلات الفائدة كما هي دون تغيير، إذ تلعب معدلات الفائدة دورًا محوريًا في توجه الأسواق المالية لأن انخفاض الفائدة يزيد من جاذبية الذهب كملاذ استثماري، فهذا المعدن النفيس لا يوفر عوائد ثابتة مقارنة بالسندات.
وعلى الرغم من الانخفاض في المعاملات الفورية، فإن العقود الأميركية الآجلة للذهب ارتفعت بنسبة ضئيلة 0.03% إلى 3408.1 دولار في وقت قريب من إعلان القرار، لكن تباطؤ توقعات خفض الفائدة في الأعوام المقبلة يشير إلى تأثير بطئ على سوق الذهب مستقبلاً.

التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب

الذهب يزداد بريقه كملاذ آمن عندما يسود التوتر السياسي والجيوسياسي، فعلى الرغم من تراجع الأسعار المؤقت، إلا أن الأخبار المتعلقة بالتوتر بين إيران وإسرائيل قد ساهمت في إبقاء الطلب على الذهب، حيث يبقى المستثمرون متيقظين خوفًا من تصعيدات جديدة، بجانب أي تغيرات في العلاقات السياسية.
وفي تصريح للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أشار إلى نيته عقد اجتماع مع مسؤولين إيرانيين لمناقشة النزاع مع إسرائيل، مثل هذه الديناميكيات تلعب دورًا في تعزيز جاذبية الذهب كخيار أمان بعيدًا عن التقلبات الجيوسياسية.

المعادن الأخرى وتأثير المضاربات عليها

بجانب حركة أسعار الذهب، شهدت المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاتين تحركات متنوعة، إذ تراجعت أسعار الفضة بنسبة 1.5% إلى 36.70 دولار للأونصة، في حين ارتفع البلاتين بنسبة كبيرة بلغت 4.3% إلى 1319.03 دولار، وكان قد وصل إلى أعلى مستوياته منذ فبراير 2021، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 0.5% ليستقر عند 1046.75 دولار.

بنك “غولدمان ساكس” أشار في تقريره الأخير إلى أن هذه الزيادات المتفاوتة في أسعار البلاتين والفضة تعود بشكل أساسي إلى حركات مضاربة في الأسواق، بدلًا من كونها نتيجة لعوامل اقتصادية أساسية أو تغيير في الطلب الفعلي على هذه المعادن.

• المضاربة: تحركات معدنية سريعة مدفوعة بمشاعر السوق قصيرة الأجل.
• الجيوسياسية: الأحداث العالمية غير المتوقعة وسط بيئة اقتصادية متقلبة.
• نماذج النمو: التأثير طويل المدى الذي سيتحدد بواسطة حركة الأسواق الوطنية والعالمية.

مقارنة أسعار المعادن في السوق

لإعطاء لمحة عن أداء المعادن النفيسة الأخرى بجانب الذهب، يمكن النظر إلى الجدول التالي:

ومع استمرار تغير الأحداث الاقتصادية والسياسية، تبقى حركات المعادن في الأسواق مرآة دقيقة للتوجهات العالمية، هل تشير توقعات التضخم إلى ارتفاع مرتقب في قيمة المعدن الأصفر خلال الأشهر المقبلة؟ الإجراءات المستقبلية لبنك الاحتياطي الفدرالي قد تكون المفتاح لتلك الإجابة، في حين يتطلع المستثمرون وفرص الصعود والهبوط مستمرة بوتيرة يومية.