كيف تحولت مشاهدة كأس العالم للأندية FIFA إلى مغامرة خطيرة

بمجرد أن نتحدث عن تجربة حضور مباريات كرة القدم، يتبادر إلى الذهن مشاعر الترقب والإثارة التي يعيشها المشجعون، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تتحول هذه التجربة إلى معاناة، كما حدث في ملعب مرسيدس بنز بأتلانتا عندما انتقد المدرب إنزو ماريسكا الأجواء الغريبة التي فرضتها المقاعد الفارغة، سؤال جودة التجربة الجماهيرية أضحى مصدر نقاش واسع بين عشاق كرة القدم والجهات المنظمة على حد سواء.

الأجواء في ملعب روز بول: هل كانت تجربة ممتعة للجماهير؟

رغم التفاخر بحضور 80,619 مشجعًا في ملعب روز بول لمتابعة مواجهة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد، لم تكن الأجواء مشجعة كما تتصور، حيث واجه الحاضرون يومًا صعبًا اشتدت فيه الحرارة إلى 31 درجة مئوية، تفاقمت الأمور بسبب نقص خدمات أساسية كالماء وأماكن الظل، حتى قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نفسها زادت التعقيد، إذ لم تسمح سوى بزجاجات مياه شفافة، ما ألجأ الجمهور للتخلص من زجاجات المياه الأخرى خارج الملعب.

الازدحام والطوابير الطويلة كانت أيضًا جانبًا سلبيًا كبيرًا، حيث وقف المشجعون لفترات طويلة في طوابير للحصول على رشاش ماء للتخفيف من الحر، واشتدت الشكاوى من سوء الخدمات اللوجستية، وأكد أحدهم، جون سيلمينز، أنه لم يجد مكانًا لشراء المياه، بل وجد فقط كشكًا واحدًا للبيرة، مما ترك آلاف الجماهير يعانون من الإعياء والجفاف.

كيف أثر سوء التنظيم على تجربة المشجعين؟

المشاكل التي عصفت بملعب روز بول ليست جديدة، ولكن الظروف ازدادت سوءًا مع ارتفاع عدد الحضور إلى أكثر من 80 ألف متفرج، عدم وجود مقاعد مغطاة وتوقيت المباراة ظهرًا في أجواء مشمسة جعل التجربة أكثر إرهاقًا، بعض المشاهدين، مثل برايان غونزاليس من أوكلاند، لجأوا إلى طوابير طويلة حول محطات الرشاشات قرب دورات المياه كحل وحيد للتبريد.

لقد عاش جمهور كأس العالم للأندية في روز بول هذه السلبيات بكل تفاصيلها، وأشار البعض إلى أنهم فقدوا الثقة بقدرة هذا الملعب على استضافة فعاليات بحجم كأس العالم 2026، كانت طوابير الخروج النهائية خطرًا بحد ذاته، حيث وصف بعض المشجعين التجربة بأنها أشبه بالنضال للخروج من متاهة مكتظة، حتى أن تدخل رجال الإطفاء لنقل حالات طارئة كان صعبًا وسط الفوضى، وهذا ما أثار مخاوف كبيرة حول مستوى السلامة.

ما الذي يخطط له الفيفا لتجنب التحديات المستقبلية؟

ردًا على هذه المشكلات المتكررة، يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بات أكثر حذرًا، إذ أوضح مراقبوه أنهم سيدققون في تفاصيل التنظيم للمباريات المقبلة، خاصة في ظروف الطقس الحار، كما أجرت الفيفا استثمارات إضافية بلغت 50 مليون دولار لتوظيف مؤثرين للترويج للبطولة على منصات مختلفة مثل إنستغرام، إلا أن بعض المنشورات على هذه المنصة لاقت هجومًا من المشجعين، أحدهم وصف التجربة بأنها الأسوأ في حياته، حيث ذكر الجمهور شعورًا بعدم الأمان طوال فترة المباراة.

وعلى الرغم من حرارة الموضوع، يبرز سؤال هام: هل هذه التدابير كافية لضمان استمتاع الجمهور بالمباريات؟ يستدعي الموقف تحسين الخدمات الأساسية بشكل عاجل لتفادي تكرار سيناريو كأس العالم للأندية، سواء كان ذلك من خلال تعزيز أماكن بيع الماء، أو زيادة المرافق التي تساهم في راحة الجمهور.

التحديات الحلول المقترحة
نقص المياه داخل الملعب زيادة الأكشاك ومحطات تعبئة المياه
الازدحام عند المخارج تحسين تنظيم الحشود والتدفق
الطقس الحار وفقدان الظلال توفير مساحات مغطاة للجماهير

في النهاية، بطولة كأس العالم 2026 المنتظرة في أمريكا الشمالية تضيف المزيد من المسؤولية على الجهات المعنية بتحسين هذه التجارب الجماهيرية، إذ لا يمكن إقناع الحضور بالمجيء فقط عبر خصومات أو دعايات، التجربة يجب أن تكون متكاملة ومرضية، وفي ظل الأحداث الأخيرة، يبدو أن العمل على تطوير التجهيزات والخدمات أمر لا مفر منه.