«جدل واسع» رواتب لاعبي أندية دوري روشن تفجر تصريحات الإعلامي الدويش

الإعلامي محمد الدويش دائمًا ما يثير النقاش كلما تناول قضايا رياضية ساخنة، وفي هذه المرة كان محور حديثه هو رواتب لاعبي الأندية في دوري روشن للمحترفين، حيث أشار في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بمنصة “إكس” إلى التفاوت الكبير في الرواتب، واصفًا إياها بأنها خيالية، فيما وصف المصاريف الشخصية المرتبطة ببعض اللاعبين بأنها تميل إلى الترف والبذخ، وهو الأمر الذي دفعه للتساؤل عن النتائج التي تقدمها هذه النفقات، سواء على مستوى الأداء أو التطوير.

اهتمام الإعلامي الدويش برواتب دوري روشن

لم يكن حديث الدويش عن الرواتب مجرد نقد عابر، بل تناول أيضًا نقاطًا أكثر عمقًا من الهدر المالي، أشار إلى دور الاستثمار الرياضي الضعيف الذي وصفه بأنه بلا رؤية، حيث يرى أن نفقات الأندية يجب أن تكون مدروسة لتطوير الفئات السنية والقطاع الرياضي بالشكل الذي ينعكس على الأداء العام، إلا أن الواقع يظهر صورة مغايرة. تحدث أيضًا عن غياب الرقابة وضبط الأداء المالي، قائلًا بأن إدخال مفاهيم الحوكمة والرقمنة في إدارة الأندية الرياضية الكبرى لم تُحدث التأثير الكافي الذي كان منتظرًا.

وبطبيعة الحال، أثار هذا الطرح العديد من التساؤلات بين الجماهير والمتابعين حول مدى استدامة هذا النهج الذي تُدار به الأندية، خاصة مع ازدياد الاهتمام الإعلامي والجماهيري بكل تفاصيل دوري روشن.

نظام دوري روشن ودور المحترفين الأجانب

وفقًا للوائح دوري روشن للمحترفين، يسمح لكل فريق بتسجيل حتى 8 محترفين أجانب ضمن تشكيلتهم الأساسية بالإضافة إلى لاعبين تحت السن، وهو ما يتيح للأندية فرصة استقطاب نجوم عالميين لتعزيز مستوى المنافسة. ومع ذلك، يرى مراقبون أن الرواتب العالية التي تُدفع لبعض المحترفين الأجانب ترفع بشكل ملحوظ من عبء التكاليف على الأندية السعودية، ما يجعل التوازن بين الإنفاق والعائد أمرًا أكثر أهمية.

بينما لا يمكن إنكار الأثر الإيجابي الذي تركه محترفو الدوري الأجانب على مستويات المنافسة، هناك أصوات تدعو إلى مراجعة عقود وهياكل الرواتب، وذلك لضمان تحقيق انسجام بين العوائد المالية المستدامة من جهة، والمواهب المحلية التي تستحق فرص النمو والتطور من الجهة الأخرى.

ملاحظات نقدية حول أداء الأندية السعودية

تحدث الدويش أيضًا عن فئات الأندية السنية المهملة، منتقدًا ضعف التركيز على إعداد اللاعبين الشباب، واعتبر أن هذا الإهمال يؤثر بشكل سلبي على مستقبل الرياضة السعودية، حيث قد يؤدي إلى اعتماد مفرط على الأجانب بدلًا من تنمية القاعدة المحلية. ويرى أن الاستثمار في لاعبين ناشئين لا يقتصر على النهوض برياضة كرة القدم داخل المملكة، بل يُسهم أيضًا في تعزيز حضور الأندية السعودية بالقارة الآسيوية.

وفيما يتعلق بالأداء الفني، ذكر أن بعض الفرق الكبيرة تعاني تخبطًا وضعفًا في استراتيجية طويلة الأمد، حيث تعتمد على قرارات فردية قد لا تكون في مصلحة النادي والفريق الأول. وقد أدى هذا أحيانًا إلى فقدان فرص التتويج في البطولات الكبيرة أو منافسة المستويات القارية العالية.

• غياب منظومة تقييم ومحاسبة دقيقة تعكس الطموحات الرياضية للأندية.
• اهتمام مفرط بالتعاقد مع الأجانب دون وجود خطط لتطوير اللاعبين المحليين بشكل يضمن انسجام اللاعبين.
• نقص الاستثمارات الطويلة الأجل التي تدعم تحسين البنية التحتية للرياضة بشكل عام.

مقارنة بين الاستثمار المحلي والرواتب العالمية

لتوضيح مدى الفرق بين الرواتب في دوري روشن وبعض الدوريات الأخرى عالميًا، يمكن النظر إلى الجدول التالي:

وفي حين أن متوسط الرواتب في دوري روشن يعتبر مرتفعًا نسبيًا، إلا أن ما يميز الدوريات الأوروبية الكبرى هو الاهتمام الكبير بتنمية المواهب المحلية، بالإضافة إلى العمل على تحقيق الأرباح من الاستثمار في بنية رياضية عادلة ومنظمة.

لعل النقاش الذي أثاره الإعلامي محمد الدويش يمس قضية حساسة لكنها ضرورية لخلق حوار أوسع بين مشجعي الأندية وخبراء الرياضة في المملكة، ومن يدري، ربما تكون هذه بداية لتطوير حقيقي يحقق التوازن المطلوب بين الإنفاق وتحقيق الإنجازات المستدامة.