بعد 6 أيام من حرب إسرائيل وإيران هل تراجع الذهب عن قوته في مصر

تشهد الأسواق المصرية والعالمية تغيرات ملحوظة في أسعار الذهب رغم حالة التوتر الجيوسياسي، خاصة مع استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران للأسبوع الأول. يبدو أن المعدن النفيس قد فقد بريقه جزئيًا، مع تراجع الأسعار على المستويين المحلي والعالمي، ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الانخفاض على الرغم من كونه ملاذًا آمنًا في الأزمات.

لماذا هبطت أسعار الذهب رغم التوترات الجيوسياسية؟

على غير المتوقع، سجلت أسعار الذهب انخفاضًا لافتًا خلال الأيام الأخيرة، وهو ما أرجعه أمير رزق، عضو رابطة تجار الذهب، إلى عمليات جني أرباح في الأسواق العالمية بعد موجة ارتفاع قوية شهدها الذهب مسبقًا. كما أشار إلى أن الأسواق تراقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، وهو عامل مؤثر على توجهات المستثمرين، حيث يميل الذهب إلى التراجع عند وجود احتمالات لاستقرار أو انخفاض الفائدة.

وبالإضافة إلى ذلك، تراجع الطلب المحلي على الذهب بسبب حالة من الهدوء النسبي التي يشهدها سوق العملة. فمع استقرار سعر صرف الدولار في مصر، أصبحت هناك ضغوط إضافية أثّرت على حركة الشراء وبالتالي على مستويات الأسعار.

أسعار الذهب في السوق المحلية

شهدت السوق المحلية انخفاضًا ملحوظًا بأسعار الذهب خلال الساعات الماضية، حيث انخفض جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر طلبًا في مصر، بمقدار 20 جنيهًا ووصل إلى 4820 جنيهًا. أما عيار 18، فقد سجل 4131 جنيهًا للجرام. وعلى النطاق العالمي، تعرضت الأوقية لتراجع، حيث انخفضت من 3430 دولارًا إلى 3385 دولارًا.

تُظهر هذه الأرقام سرعة تأثر السوق المحلي بالتحركات العالمية، حيث تراجعت قيمة الذهب المحلية مع تأثر الأوقية عالميًا، وهو ما يُعد إشارة إلى حساسية السوق المصرية تجاه أي تقلبات في السوق العالمية.

أهمية الفائدة الأمريكية في التأثير على الذهب

اللغط حول قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتعلقة بسعر الفائدة يبقى عنصرًا محوريًا في تحديد الاتجاهات المستقبلية للذهب. وفقًا لمحللين في بنك ANZ، فإن البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، التي أبرزت ضعفًا في قطاعات مثل مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي، دفعت الأسواق لتوقع إمكانية تخفيف التشدد النقدي خلال الأشهر القادمة.

ومع تصاعد الأزمات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والتوتر العسكري بين إسرائيل وإيران، كان من المتوقع أن يحقق الذهب مكاسب قوية. إلا أن هذا الأمر لم يتحقق بسبب عوامل اقتصادية أخرى ألقت بظلالها على الأسعار، أبرزها المعطيات الخاصة بالسياسة النقدية الأمريكية والوضع الاقتصادي العالمي.

نقاط مراقبة لمستثمري الذهب

لم تقتصر التغيرات على أسعار الذهب فقط، بل أثّرت أيضًا على توجهات المتعاملين المحليين والدوليين، وإذا كنت أحد الراغبين في شراء الذهب، فإليك الأمور التي يجب مراقبتها قبل اتخاذ قرارك:

  • متابعة قرارات الاحتياطي الفيدرالي لتحديد اتجاه أسعار الفائدة وتأثيرها على الطلب العالمي على الذهب.
  • رصد أسعار صرف الدولار في السوق المصري، كونه يؤثر مباشرة على السعر المحلي للذهب.
  • متابعة الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية التي قد تزيد أو تقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
  • تحديد نوع الاستثمار، سواء كان في المشغولات الذهبية أو الأوقية أو شهادات الذهب البنكية.

جدول أسعار الذهب الأبرز حاليًا

لتسهيل متابعة التطورات، نعرض لكم مقارنة بين أسعار الذهب محليًا وعالميًا خلال آخر تحديث مسجل:

نوع الذهب السعر في مصر (جنيه) السعر عالميًا (دولار)
جرام عيار 21 4820 3385 (للأوقية)
جرام عيار 18 4131

بينما يحاول الجميع فك شفرة المستقبل القريب للذهب في ظل تشابك المؤثرات الاقتصادية والسياسية، يبقى على المستثمرين متابعة السوق عن كثب لاستغلال الفرص المتاحة والموازنة بين المخاطر وعوامل الجذب الاستثماري التي يقدمها المعدن النفيس.