هدف النعيمات الذهبي يقود النشامى نحو إنجاز تأريخي غير مسبوق

رحلة المنتخب الأردني لكرة القدم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 كانت أشبه بفيلم مليء بالإثارة والتحديات، فقد اصطدم المنتخب بعقبات كثيرة كادت أن تهدد مشواره ولكن بفضل تصميم اللاعبين والطاقم الفني، تحقق الحلم الذي طال انتظاره، حيث تمكن النشامى من حجز مقعدهم في المونديال للمرة الأولى في تاريخهم، وسط فرحة عارمة اجتاحت الشارع الرياضي الأردني.

الهدف الحاسم ليزن النعيمات ورحلة التأهل

لا يمكن الحديث عن مشوار النشامى دون التوقف عند لحظة فارقة في تاريخ التصفيات، تمثلت في الهدف التاريخي الذي أحرزه يزن النعيمات خلال اللقاء أمام منتخب طاجيكستان، تلك المباراة التي استضافتها العاصمة دوشنبة شكلت نقطة البداية القوية، حيث كانت الأرضية الخشنة والظروف المناخية من أكبر التحديات، ولكن النعيمات سجل هدفًا في الوقت بدل الضائع، مانحًا المنتخب نقطة ثمينة أضافت الأمل للمشوار.
قد يظن البعض أن التصفيات كانت مباشرة بعد هذا اللقاء، لكن مباراة الجولة الثانية ضد السعودية جاءت بمثابة تنبيه للنشامى، إذ انتهت بخسارة 2-0، إلا أن اللاعبين عادوا بمجموعة انتصارات قادتهم لتصدر المجموعة، ما أكد أن الروح القتالية كانت سلاحًا دائمًا في هذا المشوار.

عوامل أسهمت في إنجاز النشامى التاريخي

لم يكن مسار التأهل ذا اتجاه واحد، بل تداخلت فيه مجموعة من العوامل التي ساهمت في صياغة هذه اللحظة الفارقة، لعل أبرزها كان ثبات الأداء بعد المشاركة المميزة في نهائيات كأس آسيا. كما أن نتائج منافسي المنتخب في المجموعة لعبت دورها، خاصة تعثر المنتخب العراقي، الذي كان منافسًا قويًا على بطاقة التأهل الثانية.
كما لا يمكن تجاهل دور الجهاز الفني بقيادة المدرب المغربي الحسين عموتة، الذي أعاد ترميم صفوف المنتخب بعد مرحلة انتقالية صعبة. اللعب الجماعي، جنبًا إلى جنب مع النجاحات الفردية مثل تألق النعيمات، وعبد الله الفاخوري، والحارس يزيد أبو ليلى، شكلوا معًا منظومة متناغمة تصنع الفارق على أرض الملعب.

اللحظات الحاسمة التي صنعت الفرق

مسيرة النشامى في التصفيات لم تخلُ من لحظات حاسمة، كانت كل واحدة منها تغير مجرى الأمور لصالح المنتخب، من تصديات الحارس يزيد أبو ليلى في مباراة الإياب مع طاجيكستان، إلى الهدف القوي الذي سجله محمود مرضي في مرمى كوريا الجنوبية خلال مباراة العودة. بالإضافة إلى الإنجازات التكتيكية التي أظهرت مدى التطور في أداء الفريق وقدرته على مجاراة الكبار رغم الظروف الصعبة.
ولخص المحلل الرياضي محمد الرفاعي تلك اللحظات بقوله: "إن الاستفادة من كل فرصة والتعامل بذكاء مع الضغوط كانت المفتاح الحقيقي، ولو خسر النشامى لقاءهم الأول لكانت المهمة أكثر تعقيدًا".

نتائج تصفيات المجموعة: مقارنة

لمزيد من الفهم لكيفية صدارة النشامى مجموعتهم، إليك جدول يوضح أبرز النتائج:

الفريق النقاط الفوز التعادل الخسارة
الأردن 15 5 0 1
السعودية 13 4 1 1
طاجيكستان 10 3 1 2

ولتحقيق مثل هذه النتائج الصعبة، لعب النشامى بتركيز شديد في كل مباراة، عبر استراتيجيات دقيقة وخطط مدروسة ضد أبرز المنتخبات في المجموعة.

  • ترك التوتر خلفهم والتركيز على الأداء الجماعي.
  • الاستفادة من تعثر الفرق المنافسة.
  • الثقة الكبيرة التي زرعها الهدف الأول في قلوب اللاعبين والمشجعين.

بهذا الإنجاز، لم يخطُ النشامى فقط على طريق العالمية، بل وضعوا أيضًا بصمة في تاريخ كرة القدم الأردنية، محرّكين مشاعر الفخر لدى الجماهير. الأمل الآن معقود على استثمار هذه اللحظة الفريدة، لأن كأس العالم ليس فقط حدثًا رياضيًا، بل فرصة لإبراز الهوية الأردنية على الساحة الدولية. لمتابعة آخر أخبار المنتخب، اقرأ مقالنا عن مكتسبات التأهل وتأثيرها خارج الرياضة.