الفيفا يعيد الكونغو لتصفيات كأس العالم رغم الإيقاف فما مصير المغرب

يبدو أن كرة القدم في الكونغو عاشت فترة من عدم الاستقرار مؤخراً، نتيجة أحداث كادت تعصف بمشاركتها في تصفيات كأس العالم، لولا تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في الوقت المناسب. منتخب الكونغو، الذي لم يتمكن من تحقيق أي إنجاز ملحوظ في التصفيات الحالية، عانى من فترة عصيبة بعد تعليق عضوية اتحاد الكرة المحلي لفترة مؤقتة، ما أدى لغيابه عن جولتين حاسمتين.

التدخل السياسي في الرياضة وتأثيره على منتخب الكونغو

بدأت الأزمة عندما قررت السلطات التنفيذية في الكونغو التدخل في شؤون اتحاد الكرة المحلي بإنشاء لجنة تسيير مؤقتة بحجة حل خلافات داخلية بين الأعضاء. هذا القرار أثار استياء الفيفا، حيث اعتبره تدخلاً حكومياً مباشراً ينتهك أنظمة الاتحاد الدولي التي تشدد على وجوب استقلال المؤسسات الرياضية عن السياسة.

استمر القرار لمدة أشهر، مما أدى إلى تعليق أنشطة المنتخب الكونغولي رياضياً، بما في ذلك غيابه عن مواجهات رسمية ضد منتخبي تنزانيا والنيجر في تصفيات كأس العالم 2026. نتيجة لذلك، تم احتساب النقاط للمنتخبين المنافسين بنتيجة اعتبارية 3-0، ما أضعف بشدة حظوظ الكونغو في المنافسة على التأهل.

منتخب الكونغو يعود للمنافسة بعد رفع الإيقاف

الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي لطالما أظهر صرامته تجاه التدخلات السياسية في شؤون اللعبة، أعلن لاحقاً رفع العقوبة عن اتحاد الكرة في الكونغو. جاء هذا القرار بعد أن استعاد مسؤولو الاتحاد مكاتبهم الإدارية والمركز الفني، وهو ما دفع الفيفا للسماح بعودة الكونغو للمشاركة في التصفيات القارية.

يواجه المنتخب الكونغولي الآن جدولاً مزدحماً في الأشهر المقبلة، إذ سيستضيف منتخب تنزانيا في سبتمبر المقبل، قبل أن يواجه النيجر والمغرب في أكتوبر. ومع أنه لم يتمكن منتخب الكونغو من جمع أي نقطة في الجولات السابقة، إلا أن عودته تمنح الأمل في الحفاظ على المنافسة الرياضية حتى اللحظة الأخيرة.

الفرق بين منتخبات المجموعة وإحصاءات التأهل

بالنظر إلى ترتيب المجموعة، يبدو أن منتخب المغرب يسيطر بقوة على القمة، برصيد 15 نقطة بعد سلسلة من الانتصارات المستحقة، فيما تأتي تنزانيا في المركز الثاني بفارق ست نقاط. على الجانب الآخر، يبدو أن منتخبي الكونغو والنيجر خارج حسابات التأهل تماماً.

فيما يلي جدول المباريات المتبقية لمنتخب الكونغو في التصفيات:

المباراة التاريخ المكان
الكونغو × تنزانيا سبتمبر الميدان البيتي
الكونغو × النيجر أكتوبر الميدان البيتي
المغرب × الكونغو أكتوبر خارج الديار

رغم قلة الأمل في التأهل، تسعى الكونغو لاستغلال المباريات القادمة لتحسين سجلها وإعادة الثقة لجماهيرها، خاصة مع استضافتها مباراتين على أرضها.

سياسات الفيفا ضد التدخل السياسي في الرياضة

تشدد الفيفا على استبعاد أي تأثير سياسي على اتحادات كرة القدم، حفاظاً على استقلالها ونزاهتها. هذه السياسة التي لم تتهاون مع الكونغو، سبق أن طُبقت في حالات مشابهة بدول مثل تشاد وكينيا وباكستان، حيث تم تجميد أنشطة الاتحادات الرياضية بشكل كامل حتى عودة الأمور إلى نصابها.

إن الرياضة تلعب دوراً مهماً في جمع الشعوب وتحقيق الانتصارات المعنوية، لكن أي تدخل خارجي يمكنه أن يحرم فريقاً أو أمة بأكملها من هذه اللحظات الثمينة.

  1. احترام استقلالية الاتحادات الرياضية يعزز ثقة اللاعبين والإداريين
  2. التدخل السياسي قد يؤدي إلى تدمير فرص منتخبات لتحقيق إنجازات كروية
  3. الالتزام بمعايير الفيفا يضمن استمرارية المنافسات القارية والدولية

رغم أن منتخب الكونغو لم يتمكن من كتابة اسمه حتى الآن في قائمة المنتخبات المشاركة بنهائيات كأس العالم، إلا أنه ما زال يحمل في تاريخه إنجازاً رياضياً مُشرفاً، حيث توج بكأس الأمم الأفريقية عام 1972. العودة للمنافسة هي خطوة جيدة، لكنها تحتاج إلى رؤية طويلة الأمد لإعادة بناء كرة القدم في البلاد.