استقرار أسعار النحاس مع ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي وتطورات الشرق الأوسط

شهدت أسواق المعادن يوم الأربعاء حالة من الترقب والثبات وسط انخفاض طفيف في قيمة الدولار، حيث ينتظر المستثمرون بحذر ما سيعلنه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، وهو ما قد يؤثر على الاقتصاد العالمي، إضافة إلى تداعيات التوترات في الشرق الأوسط التي باتت تلقي بظلالها على النمو والطلب على المعادن. سعر النحاس القياسي في بورصة لندن للمعادن استقر عند ارتفاع طفيف بنسبة 0.2% ليصل إلى 9,684.50 دولارًا للطن المتري.

كيف تؤثر قرارات الفيدرالي الأميركي على أسعار النحاس؟

مع اقتراب قرار الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، تقلص نشاط التداول في أسواق المعادن، حيث يفضل المستثمرون التريث لحين وضوح المشهد، إلى جانب إغلاق الأسواق الأميركية الخميس بمناسبة عطلة "جونتينث"، وهو ما ساهم في ضعف أحجام التداول قليلاً. خبراء السوق يرون أن أي زيادات في أسعار الفائدة قد تضغط على النمو العالمي، ما ينعكس بالتالي على الطلب على المعادن الصناعية وأبرزها النحاس.
في سياق متصل، أضاف ارتفاع أسعار النفط مزيدًا من الضغط على الأسواق، خاصة مع تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط. الإمدادات النفطية المهددة بسبب النزاعات بين إيران وإسرائيل خلقت محاذير اقتصادية واسعة النطاق، وأدت إلى تقلبات قد تترك بصمتها على الصناعات المعدنية وسلاسل التوريد عالمياً.

تراجع مخزونات النحاس وأثرها على السوق

على الرغم من الدعم المؤقت الناتج عن انخفاض الدولار، يواجه سوق النحاس تحديًا آخر، وهو انخفاض المخزونات في مستودعات بورصة لندن للمعادن. هذه المخزونات تراجعت بشكل ملحوظ لتصل إلى 107,350 طنًا، وهو انخفاض بنسبة 60% منذ مارس الماضي، مما يضع التجار أمام خيارات محدودة للإمدادات المتاحة. هذا النقص أدى إلى ظهور علاوات سعرية على العقود قصيرة الأجل مقارنة بالعقود الآجلة.
جدول يوضح الفرق السعري بين العقود:

البند السعر الفوري سعر العقود الآجلة الفرق السعري
سعر النحاس 9,834 دولارًا 9,684 دولارًا 150 دولارًا
الشهر المستقبلي أغسطس 2024 أكتوبر 2024 متغير

يشير التقرير إلى أن الفارق السعري الكبير يمثل أحد أعلى المستويات المسجلة منذ أكتوبر 2022، وهذا يؤكد المخاطر المتعلقة بنقص الإمدادات والطلب المتزايد على العقود الفورية.

الأداء السعري للمعادن الأخرى في السوق

لم يتوقف التركيز على النحاس فقط، بل امتدت أنظار المستثمرين إلى المعادن الأخرى، حيث شهدت بعضها ارتفاعًا وأخرى تراجعات طفيفة. إليكم أبرز النقاط المتعلقة بتداول المعادن:

  • الألمنيوم سجلت تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.3% ليبلغ 2,543.50 دولارًا للطن.
  • الزنك هبطت قيمته بنسبة 0.1% لتسجل 2,636 دولارًا.
  • مقابل ذلك، القصدير ارتفع بنسبة 0.2% وصولًا إلى 32,325 دولارًا.
  • النيكل كذلك حقق صعودًا بنسبة 0.4% ليسجل 14,990 دولارًا.
  • الرصاص شهد ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% مسجلًا 1,979 دولارًا.

يجمع المحللون على أن التقلبات في مؤشر الدولار تلعب دورًا محوريًا في تحديد مسارات أسعار المعادن، فقد انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.2% ليستقر عند 98.6 نقطة حين بدء جلسة التداول الأميركية، مما أعطى المعادن دفعة طفيفة تجاه الارتفاع.

توقعات السوق والمخاطر المستقبلية

اختتم المتعاملون يومهم بتوقعات أكثر تفاؤلًا بعدما تبين أن بعض التوترات في الشرق الأوسط بدأت تخف حدتها، ما أعاد للسوق نوعًا من التوازن. مع ذلك، يبقى المشهد مفتوحًا لمزيد من التغيرات المفاجئة بناءً على التطورات الجيوسياسية وأيضًا ما سيفعله الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد حول أداء الأسواق المالية وتأثير العوامل الاقتصادية العالمية على تجارة المعادن، فلا تتردد في قراءة تحليلنا السابق حول استراتيجيات تداول السلع في ظل الأزمات العالمية. تابع معنا دائمًا أبرز الأخبار والتقارير المتخصصة لاستكشاف مزيد من الفرص وتحليل السوق.