وزارة الصناعة والثروة المعدنية تستعد للتألق في معرض باريس للطيران 2025

تجتذب وزارة الصناعة والثروة المعدنية الأضواء عالميًا مع مشاركتها المنتظرة في معرض باريس للطيران 2025، الذي سيُقام في “لو بورجيه” بالعاصمة الفرنسية. تشكّل هذه الخطوة محطة فارقة تعكس الجهود الاستراتيجية للمملكة في تطوير قطاع الطيران بمختلف جوانبه. وتبرز مشاركة الوزارة كجزء من منظومة متكاملة تضم جهات وطنية أخرى، بما يعزز من رؤية المملكة 2030 نحو بناء صناعة طيران منافسة عالميًا.

افتتاح جناح المملكة في معرض باريس للطيران

بالتزامن مع اليوم الأول للمعرض، شهد الحدث حضورًا مميزًا مع افتتاح جناح المملكة بقيادة وكيل الوزارة للتطوير الصناعي، المهندس عبدالعزيز بن ماجد الأحمدي، وبحضور معالي محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد بن عبدالعزيز العوهلي. صُمم الجناح ليحكي قصة الطموح السعودي في مجال الطيران من خلال عروض تعريفية تسلط الضوء على الاستراتيجية الوطنية لصناعة الطيران، بالإضافة إلى المبادرات الهادفة لجذب الاستثمارات النوعية التي تسهم في تعزيز هذا القطاع الواعد.

فرص استثمارية وحوافز في قطاع الطيران

جناح الوزارة خلال معرض باريس للطيران يقدم فرصة فريدة لاستعراض أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة في صناعة الطيران بالمملكة. يمتد التركيز أيضًا على الحوافز المقدمة من الوزارة، والتي تشمل تسهيل تأسيس المشاريع وتقديم التوجيه للشركات الأجنبية والمحلية، إلى جانب تسهيل استقطاب التقنيات المتطورة المتعلقة بصناعة الطيران. الهدف من هذه الجهود ليس فقط تطوير بيئة الأعمال، بل أيضًا تهيئة أرضية خصبة لإقامة شراكات طويلة المدى بين الحكومة السعودية والقطاع الخاص.

المملكة كمحور إقليمي لصناعة الطيران

يُظهر تواجد المملكة في مثل هذه المحافل الدولية عزمها على ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي لصناعة وتجهيز الطائرات في العالم العربي والشرق الأوسط. ومن خلال توطين الصناعات الاستراتيجية وإتاحة محفزات فريدة للشركات العالمية، تعمل المملكة على المساهمة في بناء اقتصاد متنوع تتعزز فيه قوة القطاع الصناعي. كما أن المبادرات المختلفة التي تقدمها الوزارة تهدف إلى رفع معدل مشاركة قطاع الطيران في الناتج المحلي الإجمالي وتنويع مصادر الدخل القومي.

اجتماعات لتعزيز التعاون السعودي الفرنسي

على هامش معرض باريس للطيران، لم تقتصر الفعاليات على استعراض التقنيات والابتكارات فقط، بل شملت أيضًا تنظيم اجتماعات مشتركة ضمت وفودًا سعودية وفرنسية. أحد أبرز هذه الاجتماعات كان اجتماع الطاولة المستديرة بين مسؤولي البلدين وكبار الشركات الفرنسية العاملة في مجال الطيران المدني. ناقش الحضور الخطط الاستراتيجية للمملكة وأوجه التعاون المحتملة في المجالات التقنية والصناعية، ما يفتح آفاقًا جديدة لشراكات بنّاءة بين الجانبين.

زيارة مصنع “إيرباص” في تولوز

ضمن الأنشطة المتعلقة بالمشاركة، قام وفد الوزارة بزيارة ميدانية إلى مصانع شركة “إيرباص” الشهيرة بمدينة تولوز الفرنسية. كانت هذه الجولة فرصة مميزة للتعرف على أحدث التقنيات المستخدمة في تصنيع الطائرات، إلى جانب استكشاف طرق التعاون بين الطرفين. تمثل هذه الزيارة خطوة هامة على طريق تعزيز القدرات الصناعية للمملكة عبر اكتساب الخبرات المتقدمة والعمل على توطين الصناعات المرتبطة بالطيران.

أهمية معرض باريس للطيران على الساحة العالمية

معرض باريس للطيران يمثّل ملتقى عالمي يُظهر أحدث الابتكارات في مجال الطيران والفضاء، حيث يشارك فيه هذا العام حوالي 2,500 عارض من 46 دولة، بالإضافة إلى أكثر من 300 شركة ناشئة. ويشهد الحدث أيضًا عرضًا استثنائيًا لأكثر من 150 طائرة، ما يعكس التنوع الكبير في التقنيات الحديثة. يُعد هذا التجمع بمثابة منصة تواصل بين الدول والشركات لتبادل الخبرات والتعاون في التطوير المستقبلي لهذا القطاع.

يمكن القول إن مشاركة وزارة الصناعة والثروة المعدنية تمثل انعكاسًا واضحًا للجهود الوطنية الهادفة إلى النهوض بقطاع الطيران، ليس فقط لتحسين البيئة الاستثمارية، بل لتكريس اسم المملكة في صدارة الدول الرائدة عالميًا بمجال التكنولوجيا والصناعة. خطوة كهذه تعزز من رؤية استراتيجية مليئة بالآمال والطموحات، وتضع المملكة كوجهة واعدة للشركاء والعملاء في القطاع.