خبراء يطالبون بتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في الاستشارات الهندسية والتطوير العقاري

ازداد الحديث في الآونة الأخيرة عن ضرورة إدماج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الاقتصادية، وبرزت أهمية هذا التوجه بشكل خاص في مجالي الاستشارات الهندسية والتطوير العقاري، إذ أشار خبراء إلى مدى تأثير التكنولوجيا على تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية، خاصة في ظل النمو المتواصل للسوق المصري العقاري والصناعي، الذي يعتبر إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد المحلي.

دور الذكاء الاصطناعي في تطوير القطاع العقاري

يُعد القطاع العقاري من القطاعات الاقتصادية الكبرى في مصر، حيث يشكل ما يقارب 20% من حجم الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب كونه مصدراً مهماً لتوفير فرص العمل، فما الذي يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي هنا؟
ببساطة، استخدامه يعني التوسع في تحليل البيانات العقارية بشكل أكثر دقة وسرعة، حيث يمكن للشركات تحديد المواقع الواعدة للاستثمار، والتنبؤ بالاتجاهات العقارية، بالإضافة إلى تحسين خدمة العملاء من خلال منصات ذكية تقدم توصيات مخصصة للمشترين. كما أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تُسهم في تقليل التكاليف ورفع جودة التصميمات الهندسية باستخدام برامج تحاكي الواقع وتتيح تعديلات فورية.

أما على مستوى المناطق، فقد أعادت المشروعات القومية مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة تشكيل مفاهيم التطوير العقاري في مصر، وهو ما خلق احتياجا ملحا لحلول أكثر تطورا، لذا أصبح من الضروري إدماج التكنولوجيا في هذا المجال لتقديم حلول مبتكرة تلبي متطلبات العصر.

كيف يعزز الذكاء الاصطناعي القطاع الصناعي؟

لا يقتصر الذكاء الاصطناعي على القطاع العقاري فحسب، وإنما يمتد أثره إلى المجال الصناعي، حيث تواجه مصر تحديات تتعلق بالتنافسية العالمية، خصوصًا في ظل توافر عمالة منخفضة التكلفة مقارنة بالدول الأخرى. هنا يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً من خلال تحسين عمليات الإنتاج وتقليل الهدر، إلى جانب دوره في تحليل سلاسل الإمداد لتقليل التكاليف ورفع كفاءة الأداء.
وعلاوة على ذلك، فإن تشجيع التصنيع المحلي وإقامة المصانع التكميلية بالتوازي مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى تعزيز قطاع الصناعة بشكل كبير من خلال الاعتماد على مستلزمات الإنتاج المحلية بدلاً من استيرادها.

التطبيقات الحديثة في الاستشارات الهندسية

مع تنامي تعقيدات العمليات الهندسية الحديثة، أصبح استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ضرورة، إذ يمكن للأنظمة الذكية تقديم توصيات هندسية مستندة إلى بيانات دقيقة، مما يساعد في تقليل الأخطاء وزيادة الكفاءة.
وقد أشار د. وليد سويدة إلى أن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاستشارات الهندسية يساهم بشكل كبير في تحسين أداء المهندسين وتوفير الوقت والجهد، كما دعا إلى إدراج مناهج متخصصة في الذكاء الاصطناعي بالجامعات، حتى يتمكن المهندسون من استخدام هذه الأدوات بفعالية في مجالات عملهم.

  • تحليل بيانات المشاريع السابقة لتحديد الاستراتيجيات الأنسب.
  • محاكاة الواقع وتصميم النماذج ثلاثية الأبعاد بدقة عالية.
  • تحليل التكاليف بشكل فوري لتقليل الهدر المالي.

المزايا الاقتصادية لتبني التكنولوجيا الحديثة

لا يخفى على أحد أن التكنولوجيا أصبحت المفتاح السحري للنهوض بالاقتصادات، وخصوصاً عبر القطاعات الحيوية كالسياحة، التي تُعتبر أحد المصادر المهمة للدخل القومي. فمن خلال الذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين ترويج الوجهات السياحية باستخدام التخصيص الرقمي لإعلانات محددة حسب تفضيلات الزوار، كما يمكن توفير تجربة مميزة للسياح بدءًا من حجوزاتهم وحتى التجارب التي يخوضونها.

  1. رفع كفاءة الأداء والاستجابة السريعة للمتغيرات السوقية.
  2. تقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية في الوقت نفسه.
  3. القدرة على استقراء المستقبل واتخاذ القرارات المبنية على بيانات واضحة.
القطاع تأثير الذكاء الاصطناعي
عقاري تحليل بيانات السوق، تحسين التصميمات، وخفض التكاليف
صناعي زيادة الإنتاج، تحسين سلاسل الإمداد، واستبدال الاستيراد بالإنتاج المحلي
سياحي تخصيص الإعلانات وتجربة أفضل للزوار

إذا كنا نبحث عن مستقبل مشرق للقطاعات الاقتصادية في مصر، فإن المفتاح يكمن في الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والرؤى الاستثمارية الواضحة، لأنه عندما يتم الاستفادة المثلى من الذكاء الاصطناعي، فإنه لن يكون مجرد أداة مساعدة، بل عنصرٌ أساسيٌ في صياغة نجاح مستدام.