التضخم البريطاني يفاجئ الأسواق ويرتفع عن التوقعات لشهر مايو

يشهد السوق حالياً ترقباً لقرارات مهمة تتعلق بأسعار الفائدة الأمريكية، مما ترك أثره الواضح على حركة الين الياباني بالدورة الآسيوية. ارتفع الين بعض الشيء مقابل الدولار الأمريكي، مستفيداً من تردد المستثمرين في بناء مراكز شرائية جديدة على الدولار، بانتظار إعلان السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. في المقابل، تراجعت احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية في يوليو، حيث تنتظر الأسواق بيانات اقتصادية إضافية من طوكيو لتحديد الخطوة المقبلة للبنك المركزي الياباني.

الين الياباني وتحركات أسعار الفائدة

من الواضح أن السياسة النقدية للبنك المركزي الياباني تظل تحت المجهر في الوقت الحالي. فعلى الرغم من التصريحات التي أطلقها المحافظ كازو أويدا، والتي أشار فيها إلى أن البنك مستعد للتدخل إذا ما تحسنت مؤشرات الاقتصاد، فإن التوقعات برفع أسعار الفائدة في يوليو انخفضت إلى أقل من 25%. يستوجب ذلك توفّر بيانات أقوى حول مستويات التضخم والبطالة والأجور لدعم هذه الاحتمالات وإنعاش النشاط الاقتصادي المستهدف.

خفض بنك اليابان من حيازاته للسندات الحكومية اليابانية يعد جزءاً من سياساته الحذرة، مع الالتزام بخطة التخفيض التدريجي الحالية. يتوقع أن تصل نسبة انخفاض حيازات البنك إلى 16-17% بحلول مارس 2027، مما يعني أن التحركات المستقبلية ستظل متأثرة بشكل كبير بعوامل متعددة مثل الأسعار العالمية والأنشطة الاقتصادية في الخارج.

تراجع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

شهد الدولار الأمريكي انخفاضاً يوم الأربعاء، حيث تراجع مؤشر الدولار بأكثر من 0.15%، مبتعداً عن أعلى مستوياته في أسبوع. السبب يعود بشكل كبير إلى تباطؤ شهية المستثمرين لبناء مراكز جديدة على العملة الأمريكية، في انتظار قرارات السياسة النقدية. كما شهد الدولار عمليات بيع لجني الأرباح عقب مكاسب ملحوظة يوم الثلاثاء نتيجة التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط.

بالنظر إلى التوقعات الحالية، يبدو من المرجح أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيُبقي أسعار الفائدة دون تغيير للاجتماع الرابع على التوالي. على الرغم من ذلك، فإن كافة الأنظار تتجه نحو التعليقات والتوقعات الاقتصادية التي قد تصدر عن الاحتياطي الفيدرالي، حيث يمكن لهذه البيانات أن تقدم إشارات توضح مستقبل السياسة النقدية وأسعار الفائدة.

آفاق الأداء المستقبلي للين الياباني

وسط هذه الأجواء، تبقى الآمال قائمة لاستمرار تحسن أداء الين الياباني مقابل الدولار. وقد يتعزز هذا التحسن في حال كانت توقعات الفيدرالي الأمريكي أقل عدوانية مما هو متوقع، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى رفع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية مستقبلاً. هذا السيناريو سيفتح المجال أمام المستثمرين لإعادة تقييم مراكزهم المالية والتحول نحو أصول أقل خطورة.

بالنسبة لتحركات الدولار مقابل الين، يبلغ سعر الصرف عند كتابة هذا التقرير 145.04 ين لكل دولار، بانخفاض قدره 0.15% عن سعر الافتتاح. الجدير بالذكر أن الدولار قد تعزز خلال الأيام السابقة ولكنه تعرض لضغوط نتيجة توقعات الأسواق المتقلبة وعدم وضوح الأفق الاقتصادي.

• الأسواق تنتظر بيانات أقوى من مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتحديد توجه الأسعار
• الين يعكس التحسن التدريجي ولكن يترقب المزيد من الدعم من الاقتصاد المحلي
• عوامل الجيوسياسة تظل ضمن المؤثرات الكبرى على تحركات العملات

بيانات مقارنة لمستويات أسعار الفائدة

لإعطاء فكرة أوضح عن المشهد الحالي، يُظهر الجدول التالي مقارنة بين أسعار الفائدة الرئيسية الحالية في الولايات المتحدة واليابان:

يبقى المشهد الاقتصادي في حالة تقلب، ولكن الأسواق تستجيب سريعاً لأي إشارات تقدمها البنوك المركزية بشأن خطواتها القادمة. سيسهم هذا في وجود ديناميكيات واضحة على تحركات أسعار الفائدة وعملات الدول الرئيسية. يكمن الجانب الحيوي هنا في مدى تأثير هذه المؤشرات على قرارات المستثمرين في الأيام المقبلة.