قفزة في أسعار الغاز بأوروبا إثر هجوم على نقطة عبور بين روسيا وأوكرانيا

شهدت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ارتفاعاً ملحوظاً بعد هجوم استهدف محطة ضخ الغاز قرب منطقة كورسك في روسيا، التي كانت جزءاً من خط أنابيب رئيسي يزود أوروبا بالوقود. قفزت العقود المستقبلية للغاز بنسبة 6.2% خلال التعاملات المبكرة يوم الجمعة، ما يثير مخاوف حول تأمين إمدادات الطاقة في ظل الظروف الجيوسياسية المعقدة بين روسيا وأوكرانيا.

الهجوم على محطة سودجا وتداعياته على صادرات الغاز

تعرضت محطة قياس الغاز “سودجا” للقصف، حيث أفادت القوات المسلحة الأوكرانية أن الهجوم نفذته قوات روسية بناءً على حوادث مشابهة سابقاً. هذه المنشأة تعد نقطة رئيسية في شبكة أنابيب الغاز التي كانت تغذي أوروبا، ومع استمرار الضرر الذي لحق بالبنية التحتية، يتقلص احتمالية استئناف تدفق الغاز الروسي عبر هذا الخط. يأتي ذلك مع فشل محاولات لاتفاق هدنة تفيد بوقف الهجمات على بنى الطاقة الأساسية.

أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها وكالة “ناسا” مؤشرات حرائق واسعة النطاق اجتاحت المحطة والمناطق المحيطة، مما يجعل إمكانية صيانة المحطة تحديًا أكبر في المستقبل. وأعرب المراقبون في سوق الغاز عن قلقهم بشأن سرعة إصلاح الضرر لإعادة استئناف الإمدادات.

تقلص نقاط عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا

في السنوات الأخيرة، تقلصت نقاط عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا بشكل ملحوظ بسبب الحروب والنزاعات. كانت روسيا تعتمد على عدة طرق لتصدير الغاز إلى أوروبا، لكنها خفضت نقاط العبور إلى اثنتين فقط بحلول عام 2022. وقد توقفت إمدادات الغاز تماماً عبر أوكرانيا بعد نهاية اتفاقية العبور، مما دفع أوروبا للبحث عن بدائل لتغطية احتياجاتها المتزايدة في فصل الشتاء.

هذا التغير في تدفق الغاز أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود الطبيعي، حيث سجلت العقود المستقبلية الهولندية، المؤشر الأوروبي الرئيسي لأسعار الغاز، زيادة بنسبة 2.7%، مما يفتح الباب أمام صعوبات مرتقبة لتخزين الغاز لفصل الشتاء المقبل.

تحديات سوق الغاز الأوروبي خلال الصيف

من المتوقع أن تواجه أوروبا صيفاً صعباً في سوق الغاز، حيث تسعى القارة إلى إعادة ملء احتياطياتها بعد مواسم سابقة استنزفت فيها المخزونات. يرى المحللون أن أي تغيرات جيوسياسية جديدة قد تزيد من تعقيد الأوضاع، خصوصاً مع تضاؤل مصادر الإمداد التقليدية.