كيف تستعد بخطوات عملية لمواجهة خطر وقوع انفجار نووي

في ظل التوترات العالمية المتزايدة، يبدو أن الحديث عن الاستعداد للكوارث الكبرى أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالسيناريو الأخطر والأكثر رعبًا وهو الانفجار النووي. على الرغم من أن احتمالات حدوثه لا تزال منخفضة في أجزاء كثيرة من العالم، إلا أن الوعي الكامل والإعداد المسبق يمكن أن يُحدثا فرقًا كبيرًا في تقليل الخسائر البشرية والمادية.

كيف تكون مستعدًا في حال حدوث انفجار نووي؟

التحضير المسبق لأي كارثة نووية قد يبدو مهمة صعبة، لكنه ليس مستحيلاً. تجهيز نفسك وعائلتك عبر خطوات عملية يُمكن أن يقلل من تأثير الانفجار النووي على حياتكم. أولاً، عليك تحديد أقرب الملاجئ الآمنة، سواءً كانت عامة أو غرف داخل منزلك تتسم بالمتانة وابتعادها عن النوافذ والجدران الخارجية. الغرف في الطوابق السفلية أو داخل الهيكل الإنشائي للمبنى تشكل بيئة أكثر أمانًا للحماية من تداعيات الإشعاع أو موجات الضغط.

وبجانب ذلك، لا بد من تجهيز حقيبة طوارئ تحتوي على أساسيات البقاء، وتشمل:

• مياه شرب نظيفة تكفيك وعدد أفراد أسرتك لأيام عدة.
• طعام معلب يدوم لفترة طويلة ودون الحاجة للطهي.
• راديو يعمل بالبطارية للحصول على التحديثات.
• مصابيح وكشافات يدوية وبطاريات احتياطية.
• مجموعة أدوات إسعاف أولي، بالإضافة لكمامات ومناديل مبللة.
• أدوية تحتاجها بانتظام ووثائقك الشخصية في مكان آمن.
• خطة واضحة للتواصل مع أفراد الأسرة ومكان متفق عليه للالتقاء حال الانفصال.

تلعب هذه التجهيزات دوراً محوريًا في مواجهة الفوضى التي قد ترافق مثل هذه الحالات الطارئة.

ماذا يحدث عند وقوع انفجار نووي؟

التفكير فيما قد يحدث عند انفجار قنبلة نووية يبدو مرعبًا، ولكنه يساعد في تجنب المفاجآت. ينتج عن الانفجار النووي كرة نارية هائلة تحدث دمارًا واسع النطاق، متبوعة بموجة ضغط قادرة على إحداث خسائر مدمرة للأبنية والبشر، بالإضافة إلى إشعاعات مباشرة مميتة. يتبع هذه المرحلة تساقط نووي، وهو عبارة عن دقائق صغيرة مشحونة بالإشعاع تنتشر بفعل الرياح لمسافات قد تكون بعيدة جدًا عن موقع الانفجار.

يعتمد مداها ومدى تأثيرها على عدة عوامل، مثل قوة القنبلة النووية نفسها وارتفاع التفجير وسرعة الرياح. معرفة طبيعة هذا السيناريو قد يكون المفتاح لاتخاذ قرارات سليمة عند وقوع الحدث.

كيف تتصرف أثناء الانفجار؟

إذا كنت في المنطقة القريبة من الانفجار، أهم ما عليك فعله هو حماية نفسك بسرعة. تجنب النظر إلى الانفجار بأي حال من الأحوال، لأن الضوء الناتج عنه يمتلك قوة تكفي للتسبب في العمى المؤقت أو الدائم. في حال كنت بالخارج، انبطح فورًا على الأرض وقم بتغطية رأسك بيديك للحماية من الحطام المتطاير.

أما إذا كنت في الداخل، فاحرص على البقاء في منتصف المنزل بعيدًا عن الجدران والنوافذ، فالزجاج والأبواب يمكن أن تتحوّل إلى مصدر خطر بحد ذاتها مع موجات الضغط. قم بإغلاق جميع النوافذ وأبواب المنزل جيدًا لتقليل وصول الغبار النووي إلى الداخل، وبذلك تقلل مستويات الإشعاع التي قد تتعرض لها.

كيف تتصرف بعد الانفجار؟

عقب الانفجار، تعتمد سلامتك وسلامة عائلتك إلى حد كبير على التزامك بتعليمات السلامة وإجراءات السلطات المحلية. إذا كنت في الخارج وقت الانفجار، افترض أنك تعرضت للإشعاع، لذلك ابدأ بالاستحمام فور وصولك إلى مكان آمن باستخدام الماء والصابون لإزالة أي آثار مشعة من جسدك. لا تنس التخلص بشكل كامل من الملابس التي كنت ترتديها وقت الحادث، فهي قد تكون ملوثة وتعرضك للخطر إذا بقيت قريبة منك.

التزم بمصدر موثوق للحصول على أي تحديثات جديدة عن اتجاه الرياح المحمّلة بالتساقط الإشعاعي. إذا طلبت السلطات منك البقاء داخل المنزل، التزم بالبقاء قدر الإمكان مع إغلاق محكم لجميع الفتحات والشقوق. ولا تنس التأكد من سلامة أي طعام أو شراب قبل تناوله من خلال تغطيتهم السابق أو التأكد من خلوهم من الملوثات.

مقارنة موجزة: كيف تتغير أولوياتك في كل مرحلة؟

لا يقتصر دورك على حماية نفسك فحسب، بل أيضًا على مساعدة من حولك إن استطعت، خاصةً عند الإخلاء أو توفير المساعدات الأولية، مع البقاء على استعداد دائم للتعامل مع أي مستجدات.