انتقادات حقوقية تطال فيفا بسبب تجاهله العنصرية في كأس العالم للأندية

أثارت بطولة كأس العالم للأندية 2025 جدلًا واسعًا بعدما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن قراره المفاجئ بعدم استخدام شعارات أو حملات واضحة ضد العنصرية أو التمييز خلال المباريات. بدلاً من ذلك، اعتمد الاتحاد شعارًا عامًا يحمل رسالة فضفاضة تقول “كرة القدم توحّد العالم”، مما أثار انتقادات متزايدة حول التزام الفيفا بالتصدي للتمييز في الرياضة وظهوره بموقف حازم في هذا السياق.

الكلمة المفتاحية: غياب مبادرات مكافحة العنصرية

القرار بعدم التركيز على قضية محاربة العنصرية والتمييز خلال هذا الحدث الدولي دفع منظمات حقوقية ورياضيين للتساؤل عن جدوى تلك الخطوة ونتائجها. يرى إيفان ويتفيلد، ممثل ائتلاف حقوق كرة القدم، أن هذا الموقف الجديد يمثّل تراجعًا خطيرًا، إذ كان الجمهور الرياضي يتوقع رسائل أقوى وصريحة تعكس السيطرة على هذه المشكلة المستمرة في الملاعب. بدورها، أشارت فيفبرو، المنظمة العالمية لتمثيل اللاعبين، إلى أنها لم تُستشار حول أي تغييرات أو تعديلات تتعلق بهذه القضية.

اللافت هو أن القرار جاء في وقت يتزايد فيه الوعي المجتمعي بأهمية مكافحة العنصرية ضمن الرياضة، وهو ما أثار تساؤلات حول كيفية تأثير ذلك على سمعة الفيفا عالميًا، وبخاصة في ظل الشعبية الكبيرة التي تحظى بها اللعبة بين جميع الفئات والأعراق.

دلالات السياق الأمريكي وتحديات الفيفا

مع تنظيم البطولة في الولايات المتحدة، التي شهدت تغييرات سياسية واجتماعية مؤخرًا، بدا أن فيفا يحاول تفادي أي مواقف سياسية قد تؤدي إلى الجدل، مبررًا قراره بـ”الحياد السياسي”. هذا التبرير أثار المزيد من الانتقادات، خاصة من المناصرين لحقوق الإنسان الذين يرون أن استخدام رسائل المناهضة للعنصرية لا يتعارض مع الحياد، بل يعزّز من الجهود العالمية لإزالة الحواجز المتعلقة بالتمييز.

الآراء المختلفة طالت حتى بعض المسؤولين الرياضيين الذين تساءلوا عن طبيعة هذا القرار، وما إذا كان له علاقة بالمناخ السياسي الحالي. وعلى الرغم من أن فيفا شدد على التزامه بعدم التسامح مع التمييز، إلا أن غياب المبادرات العملية الملموسة في البطولة أثار الشكوك حول مدى مصداقية تصريحاته.

إجراءات الفيفا: وعود نظرية أم قرارات فعليّة؟

في بيان رسمي، حاول الاتحاد الدولي الدفاع عن موقفه من خلال توضيح الخطوات التي يتخذها على الصعيد التنظيمي، مثل التعديلات على لوائح الانضباط وتصعيد العقوبات المتعلقة بحوادث العنصرية. كما أكد استمرار تطبيق بروتوكول الثلاث خطوات في التعامل مع حالات التمييز داخل الملعب، بالإضافة إلى حماية اللاعبين والحكام من الإهانات الرقمية عبر الإنترنت. هذه المبادئ النظرية أثارت تساؤلات، حيث يرى البعض أن الخطوات على الأوراق لا تكفي بدون تطبيق عملي واضح يلاحظه الجمهور الرياضي.

  • اعتماد بروتوكول حازم للتعامل الفوري مع أي حادثة في الملاعب.
  • تعزيز الحملات الإعلامية لتثقيف الجماهير حول أهمية التسامح والاحترام.
  • متابعة دقيقة لمنصات التواصل الاجتماعي للحفاظ على بيئة رياضية خالية من الكراهية.
  • إشراك النجوم الكبار كلاعبين ومدربين في الترويج لقضية المساواة والتنوع.

ومع اقتراب كأس العالم 2026 الذي سيُقام بالمشاركة بين أمريكا وكندا والمكسيك، تبدو الحاجة ماسّة إلى اتخاذ خطوات أكثر وضوحًا وجرأة لطمأنة جميع الأطراف، خصوصًا أن تلك البطولة ستكون محط أنظار العالم، ما يجعل المطالب بموقف أقوى فرصة أمام فيفا لاستعادة ثقة الجماهير.

موضوع وضع البطولة الردود المتوقعة
منع شعارات مكافحة العنصرية غابت الرسائل الواضحة من الملاعب انتقادات حقوقية وشعبية واسعة
السياسة الأمريكية حياد فيفا أثار الجدل تراجعات في مواقف الفيفا العملية

الجمهور الرياضي يتطلع إلى رؤى واضحة وخطط ملموسة من الاتحاد الدولي لتحسين التجربة الرياضة، لا سيما أن كرة القدم ليست مجرد رياضة وحسب، بل أداة للربط بين الأشخاص بمختلف خلفياتهم وثقافاتهم. يتعين على الفيفا الاستماع للأصوات الناقدة وتعزيز الشفافية، مما سيُعيد الثقة بمصداقيته وبكونه حقًا مؤسسة تعمل لمصلحة عشّاق اللعبة.