الأسهم الأمريكية تتراجع مع تصاعد مخاوف الصراع الدائر في الشرق الأوسط

أسعار فول الصويا تتأرجح بفعل تغييرات السوق العالمية

شهدت أسعار فول الصويا خلال الأيام الأخيرة في بورصة شيكاغو حركة متذبذبة ترتبط بالعديد من العوامل التي تؤثر على تجارة الحبوب عالميًا، حيث تباينت ما بين التأثيرات الإيجابية لحالة الطقس التي تساهم في تحسين ظروف الزراعة في الولايات المتحدة، وبين التراجع الطفيف لزيت الصويا بعد مكاسب حادة نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار النفط الخام. هذه التغيرات تؤكد مدى حساسية الأسواق الزراعية تجاه أي تقلبات اقتصادية أو سياسية حول العالم.

### التوترات في الشرق الأوسط وتأثيرها على أسواق الحبوب
يشير خبراء السوق إلى أن التطورات الجيوسياسية، خاصة تلك المتعلقة بالتوترات بين إيران وإسرائيل، قد تضيف جرعات إضافية من التقلب إلى أسواق الحبوب والطاقة. فحديث مستشار الزراعة أندرو ويتلو يؤكد أن الأسواق تبقي عينها على هذه المنطقة الحساسة التي تسهم بشكل ملحوظ في حركة الطاقة عالميًا، والتي بدورها تلعب دورًا رئيسيًا في تسعير الحبوب، وعلى وجه الخصوص فول الصويا وزيت الصويا.

### زيت الصويا بين التراجع وجاذبية الاستثمار
رغم التراجع الطفيف في أسعار زيت الصويا، إلا أن تأثيره لا يزال واضحًا على سوق فول الصويا، فبعض المتعاملين اتجهوا لجني الأرباح بعد موجة ارتفاع حادة، إذ تراجع السعر بنسبة 0.3% ليصل إلى 54.95 سنتًا للرطل. لكن يبقى زيت الصويا عنصرًا مهمًا في إنتاج الوقود الحيوي، ما يعني أن أسعار النفط لها دور كبير في تحديد مسار هذا السوق.

• ارتفاع أسعار النفط يرفع الطلب على الوقود الحيوي.
• التوترات الجيوسياسية تزيد من تقلبات السوق.
• التراجع الطفيف لزيت الصويا يعكس استراتيجية من المستثمرين لجني الأرباح.

ومع استمرار الطلب على زيت الصويا لاستخدامه كمصدر للوقود الحيوي، تظهر فرصة إضافية لانتعاش السوق مجددًا، خاصة إذا ارتفعت أسعار النفط بفعل أي تغيرات كبيرة.

### الذرة وفول الصويا—بين تحسن المحاصيل وضعف التصدير
سجلت أسعار الذرة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.06% لتصل إلى 4.35 دولارات للبوشل، ويعود السبب الرئيسي إلى أمطار غزيرة في الولايات الزراعية الرئيسية في الولايات المتحدة، وهو ما يقلل من المخاوف بشأن توفر كميات جيدة للمحاصيل القادمة. بالرغم من ذلك، ساعدت بيانات تصدير الذرة القوية في الحد من خسائر هذا الانخفاض، إذ سجلت الولايات المتحدة حجم تصدير بلغ 1.67 مليون طن متري في أسبوع واحد فقط، ما يبقي الطلب قائمًا على المحصول.

أما في حالة فول الصويا، فإن التقييمات الأخيرة تشير لارتفاع محدود نتيجة ضعف الطلب والمنافسة العالمية المستمرة مع دول أخرى تعتمد على إنتاج هذه المحاصيل، وهو ما يضغط على أسعاره بشكل أكبر.

### مقارنة الأداء بين الحبوب الرئيسية

### تأثير العوامل العالمية على سوق القمح
شهد القمح ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار بنسبة 2.4% ليصل إلى 5.65 دولارات للبوشل، وذلك نتيجة لضغوط موسم الحصاد التي قلّصت الإمدادات. ورغم تأخر حصاد القمح الشتوي الأميركي مقارنة بالمتوسط على مدار الخمس سنوات الماضية، إلا أن الأسعار اكتسبت زخمًا بدعم من التوقعات الإيجابية للأسواق الأوروبية والإنتاج الفرنسي على وجه الخصوص، حيث تأمل فرنسا في موسم إنتاج قوي للشعير وبذور اللفت بعد معاناة سابقة بسبب الطقس غير المناسب.

مع استمرار تقلب الأسواق الزراعية، يبدو من الواضح أن العوامل الجيوسياسية والاقتصادية تؤثر بشكل كبير على أداء الحبوب، مما يدفع المتعاملين وصانعي القرار إلى مراقبة الأوضاع عن كثب، تلك الموازنة بين العوامل الإيجابية والسلبية تبقي سوق الحبوب دائم التغير وتستدعي تكيفًا مستمرًا.