المجاملات والصحاب، سبب تدهور التحكيم في مصر؟ هذا هو السؤال الذي أشعل النقاشات مؤخرًا بعد التصريحات النارية التي أطلقها البرتغالي فيتور بيريرا، الرئيس السابق للجنة الحكام في الاتحاد المصري لكرة القدم. تصريحات هذا الخبير العالمي أثارت الكثير من الجدل والكشف عن تحديات تعيشها كرة القدم المصرية، وخاصة في الجانب التحكيمي، مما يجعلنا نتساءل عن أحوال التحكيم في مصر وسبل النهوض به دون تأثير المجاملات والصحاب.
المجاملات وأثرها على اختيار الحكام
حينما تحدث بيريرا، أشار إلى أن أزمة التحكيم في مصر لها جذور تمتد إلى المجاملات التي باتت هي القانون السائد في بعض القرارات، خصوصًا عند اختيار القائمة الدولية للحكام. الأمر لا يتعلق فقط بالمستوى الفني أو الأداء داخل الملعب، بل أصبح لبعض العلاقات الشخصية دور كبير في هذه التعيينات، مما أثر على ثقة الجماهير والنقاد في المنظومة بأكملها. بيريرا شدد على أن التحيز والمحاباة يؤديان لإقصاء الكفاءات الحقيقية، مما يجعل الحكم الجيد يختفي خلف الستار لصالح من تحركه العلاقات وليس الأداء.
على الجانب الآخر، أثنى بيريرا على بعض الحكام وذكر أنه بعث برسالة تقدير لأحدهم، لكنه أوضح أن المجتهدين في مصر لا يظهرون بنفس ثقل أولئك الذين يتمتعون بدعم العلاقات الشخصية. هذا التباين الواضح يطرح تساؤلات، هل يمكن أن نرى تحكيمًا نظيفًا تمامًا؟ وكم يتطلب ذلك من إصلاحات حقيقية؟
العقبات التي واجهت بيريرا أثناء الفترة التي قضاها في مصر
بيريرا، الذي يشغل اليوم منصب رئيس لجنة تطوير الحكام بالاتحاد التركي، لم يُخفِ شعوره بالإحباط مما عاناه في مصر، بدايةً من التدخلات في عمله وصولًا إلى خلافات وجهات النظر داخل لجنة الحكام نفسها. أشار إلى أنه كان لديه العديد من الخطط لتطوير التحكيم، لكنها باءت بالفشل بسبب الصراعات الداخلية والمشكلات المالية التي حالت دون تنفيذ الأفكار بالشكل المطلوب.
المدهش أنه حتى مع وجود معسكرات تدريبية للحكام وكورسات تطوير مستمرة خلال فترة رئاسته، لم يتم تسليط الأضواء عليها إعلاميًا، مما ساهم في إضعاف صورة اللجنة أمام الرأي العام. وبالنظر إلى تصريحاته، نجد أن التحكيم في مصر يواجه تحديًا مزدوجًا: صراعات داخلية وضغوط خارجية من الأندية التي يتدخل بعضها في اختيارات الحكام.
كيف تنهض مصر بمنظومة التحكيم؟
إصلاح منظومة التحكيم ليس بالمهمة السهلة، ولكنه ممكن إذا توفرت الشفافية والعدالة. إليكم بعض الخطوات التي قد تساهم في تحسين الأوضاع:
- إنهاء تدخل الأندية في اختيارات الحكام لضمان الاستقلالية التامة للمنظومة.
- تبني معايير واضحة وصارمة عند اختيار القائمة الدولية للحكام بعيداً عن أي علاقات شخصية.
- زيادة فرص التدريب والتطوير للحكام بشكل منتظم وتسليط الضوء الإعلامي على هذه الجهود.
- تعيين لجنة مستقلة تمامًا عن اتحاد الكرة وذات مستوى عالمي لإدارة التحكيم.
ثمة ضرورة لتوفير بيئة عمل لا تعيق الحكام عن تقديم أفضل عطاءاتهم، وخصوصًا في ظل الضغوطات المستمرة التي تحدث عنها بيريرا. إضافة إلى ذلك، من المهم أن يشعر الجمهور بأن العدالة داخل الملاعب تطبق بشكل كامل على الجميع دون استثناء.
مقارنة بين تحكيم مصر ودول أخرى
إذا أردنا فهم التحديات التي تواجه التحكيم المصري، يمكننا النظر إلى تجارب دول أخرى، مثل تركيا التي يعمل فيها بيريرا اليوم أو أوروبا بشكل عام. الجدول التالي يوضح مقارنة بين التحكيم في مصر وبعض الدول الأخرى:
العنصر | مصر | أوروبا |
---|---|---|
التدخلات في اختيارات الحكام | شائعة | نادرة |
المعسكرات والتدريب | غير مغطاة إعلاميًا | منتظمة ومتطورة |
الثقة العامة في التحكيم | ضعيفة | مرتفعة |
في النهاية، التحكيم هو عصب كرة القدم، ولا يمكن لأي رياضة أن تحقق الشفافية والعدالة دون نظام تحكيمي يقف على أرض صلبة بعيداً عن المجاملات. ربما حان الوقت لمراجعة الأمور وإعادة بناء منظومة التحكيم بأيدي كفاءات تعمل للرياضة فقط، وليس لإرضاء الأطراف الأخرى.
زيادة أسعار الوقود تؤدي لتحركات جديدة ملحوظة في الأسواق المحلية
مفاجأة للجميع.. إجازة شم النسيم 2025 رسميًا في هذا التاريخ
«دوري روشن» مواجهات نارية الخميس 1-5-2025.. جدول مباريات الجولة الـ30
متفوتش ده! جدول امتحانات المدارس الفنية نظام 3 سنوات 2025 الدور الأول
«تطورات حاسمة» الرئيس العليمي يؤكد استمرار صرف المرتبات واستعادة الدولة
تحديث بطاقة التموين أصبح أسهل.. خطوة واحدة لتحديث بياناتك بسهولة
«بدون تعقيدات» فتح حساب بنك الخرطوم اون لاين بالرقم الوطني 2025 عبر هذا الرابط
«ماراثون الأهرامات» يتصدر عالمياً.. و«الشباب والرياضة» تخطط لتوسعة المسار إلى 42 كيلومتراً