ساويرس يعلن عن العملة الحديدية التي تصمد أمام الأزمات وتحمي في أوقات التقلب

نجيب ساويرس، اسم لامع في عالم الأعمال والاستثمار، خرج في تصريحاته الأخيرة ليكشف عن وجهة نظر فريدة حول “العملة الحديدية” وكيف يمكنها مواجهة الأزمات الاقتصادية والتقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية. يرى ساويرس أن الذهب ليس وحده الحصن الآمن للاقتصاد، بل هناك عملات واستثمارات أخرى توفر التحوط الآمن للمستثمرين في أوقات الاضطراب، وتتجاوز تأثير التضخم والمخاطر التقليدية.

الذهب: الملاذ الآمن في أوقات التقلبات

في حديثه مع “العربية Business”، أشار ساويرس إلى أن تكلفة استخراج الذهب تتراوح بين 1200 و1500 دولار للأونصة، مما يجعل الاستثمار فيه مربحًا حتى خلال أسوأ موجات انخفاض الأسعار. وأوضح أن الصين وروسيا تعدان من أكبر المشترين للذهب حاليًا، حيث تهدفان إلى التخلص من الهيمنة المطلقة للدولار الأمريكي. هذا التوجه يعكس مدى أهمية الذهب كوسيلة للتحوط، خاصة مع تطورات الاقتصاد العالمي التي تؤثر على ميزان العرض والطلب، فالمستهلكون يسبقون بوضوح قدرات المناجم الجديدة التي تحتاج إلى وقت طويل للعمل بكامل طاقتها.

لماذا يظل الذهب على رأس الاستثمارات؟ لأنه يحمل قيمةً لا تفقد بريقها مهما كانت التقلبات، ومع تحركات مثل الرغبة الأمريكية في خفض قيمة الدولار تحت قيادة ترامب، تزداد جاذبية الذهب أمام المستثمرين الباحثين عن أمان نسبي وسط الفوضى.

الفرنك السويسري: العملة الحديدية التي تتحدى الأزمات

في مفارقة مثيرة، أشار ساويرس إلى أن الفرنك السويسري يمثل “عملة حديدية” قادرة على الحفاظ على استقرار قيمتها حتى في أصعب الأوقات. يرى نجيب أن هذه العملة لا تتأثر بالأزمات بشكل كبير، مما يجعلها خيارًا قويًا كوسيلة للتحوط، إلى جانب العقارات التي لا تزال تحتفظ بمكانتها بين أدوات الاستثمار القوية.

لنلقِ نظرة على ما يجعل الفرنك السويسري مميزًا بهذا الشكل:

  • التاريخ الطويل للاستقرار المالي والاقتصادي لسويسرا.
  • اقتصاد قوي يعتمد على الابتكار والصناعات الدقيقة.
  • سياستها الراسخة في حماية حسابات المستثمرين وإدارة الأزمات بحكمة.

مع مثل هذه الميزات، يمكن للمستثمرين إضافة الفرنك السويسري إلى خططهم الاستثمارية لضمان تنويع كافٍ لمحافظهم.

هل يوجد صيغة مثالية للاستثمار؟

وفقًا لرجل الأعمال المصري، المفتاح للاستثمار الحكيم يكمن في تخصيص جزء ملحوظ من المحفظة الاستثمارية للسيولة النقدية. أشار إلى أن الاحتفاظ بنسبة تتراوح بين 25% و30% من المحفظة في صورة نقدية يمنح المستثمرين فرصة اقتناص الفرص الثمينة عند ظهورها. يتطلب ذلك مرونة وسرعة استجابة في اتخاذ القرارات المرتبطة بالاستثمارات الجديدة أو التحركات المفاجئة في الأسواق.

ولكن ماذا عن الاستثمار بالأسواق الإقليمية؟ ساويرس كان واضحًا أنه يجب التعامل مع هذه الفرص بحذر. ففي لبنان، يرى أن الأمل يكمن في استقرار البلاد وتحجيم العناصر المسلحة غير الشرعية، بينما في سوريا، تبدو العودة للعمل الاستثماري ممكنة إذا توافرت الحريات وضُبطت النزاعات الدينية والسياسية.

مقارنة سريعة بين الذهب والفرنك السويسري كأدوات للتحوط

لنوفر لك نظرة شاملة، إليك مقارنة سريعة بين الذهب والفرنك السويسري:

العنصر الذهب الفرنك السويسري
الحماية من الأزمات مرتفع جدًا عالي
السيولة متوسطة مرتفعة
التأثر بالعوامل الجيوسياسية متوسط منخفض

من الواضح أن اختيار الأداة المناسبة يعتمد إلى حد كبير على أهدافك الاستثمارية وأفقك الزمني، فالذهب يبرز كخيار تقليدي طويل الأمد، بينما الفرنك يعكس استقرارًا يناسب تطورات الأسواق المعاصرة.

سواء كنت مستثمرًا محترفًا أو مبتدئًا، يبقى التنويع هو العامل الأبرز للنجاح، فلا تعتمد على أداة واحدة، بل احرص على توزيع استثماراتك بذكاء ومرونة لضمان تحقيق مزيج مثالي بين الاستقرار والنمو.