إسرائيل تعلن استعدادها لضرب منشأة فوردو النووية بجبال إيران قريبًا

تصاعدت التصريحات الإسرائيلية مؤخرًا حول التهديدات التي تشكلها منشأة فوردو النووية في إيران، حيث جاءت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لتؤكد أن هذه المنشأة المحصنة قد تكون هدفًا مستقبليًا لهجوم عسكري. هذا التصعيد ليس الأول من نوعه ولكنه يبرز قلقًا واضحًا من الدور الذي تلعبه فوردو في برنامج إيران النووي، إذ تُعد المنشأة واحدة من المرافق الأكثر تحصينًا وصعوبة في الوصول إليها مع موقعها الجغرافي المحمي عميقًا داخل جبال بالقرب من مدينة قم.

ما هي منشأة فوردو النووية وموقعها الاستراتيجي؟

تقع منشأة فوردو النووية بين طهران وقم، وتمثل مركزًا حيويًا لبرنامج إيران النووي، وقد تم الكشف عنها للعالم في عام 2009 بعد أن صرحت إيران أنها منشأة بنيت لتكون بمثابة “خيار إنقاذ” في حال تعرض مواقع أخرى لهجوم. وجود المنشأة في منطقة جبلية يجعلها محمية بشكل طبيعي، حيث تقع في عمق يقدر بين 80 و90 مترًا وفق بعض التقارير. هذه التحصينات تجعل من الصعب استهدافها بالأسلحة التقليدية، مما يثير قلق الدول المعنية بمراقبة الأنشطة الإيرانية النووية.

فوردو تضم أجهزة طرد مركزي متطورة، قادرة على تخصيب اليورانيوم بدرجات نقاء عالية تصل إلى مستويات يمكن استخدامها في تطوير رؤوس نووية، ما يعزز أهميتها في البرنامج النووي الإيراني، ويضعها على رأس قائمة الأهداف المحتملة إن قررت إسرائيل أو أي دولة أخرى اتخاذ خطوات عسكرية للتعامل مع المنشأة.

التحديات العسكرية لضرب منشأة فوردو

التخطيط لضرب منشأة فوردو يواجه عقبات تقنية وعسكرية عديدة. الموقع الجغرافي للمنشأة داخل الجبال يزيد من صعوبة اختراقها حتى باستخدام القنابل الجوية المتقدمة، ما يجعل الوصول إليها يتطلب أنواعًا معينة من الأسلحة. وقد صرح السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تمتلك قنبلة قوية بما يكفي لاختراق أعماق منشأة بهذا العمق، مما يشير إلى أن أي عملية عسكرية ضد فوردو قد تستلزم تنسيقًا مع الولايات المتحدة.

من بين الخيارات التي يمكن استخدامها، هناك قنابل خارقة للتحصينات التي طوّرت خصيصًا لهذا النوع من الأهداف، وتتمثل التحديات في ضمان تحقيق دقة تصل إلى أعماق المنشأة دون المساس بالمناطق المحيطة. ولعل تنسيق الضربة مع القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة، يُعد العامل الأساسي في اتخاذ أي خطوات فعالة.

• تحديد الموقع الجغرافي الدقيق لفوردو وأهمية الجبال المحيطة كحماية طبيعية.
• اختيار القنابل المتوافقة مع طبيعة التحصينات ومدى عمق المنشأة النووية.
• التنسيق الدولي لتجنب تداعيات التصعيد العسكري في المنطقة.

التوتر الإقليمي وتداعيات استهداف فوردو

استهداف منشأة فوردو النووية يحمل أبعادًا أوسع تتجاوز الصراع التقليدي بين إيران وإسرائيل، إذ قد يؤدي أي هجوم على هذه المنشأة إلى تصعيد حاد في منطقة الشرق الأوسط، خاصةً مع احتمالية رد إيراني واسع النطاق على الهجوم. تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي والسفير لدى الولايات المتحدة تسلط الضوء على حساسية الموقف، حيث يبدو أن إسرائيل تسعى للحصول على دعم من واشنطن قبل اتخاذ أي خطوة قد تكون لها تداعيات كارثية.

من جهة أخرى ترى إيران أن منشأتها تشكل حقًا مشروعًا في تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية وفقًا لتصريحاتها الرسمية، مما يطرح تساؤلات حول الطرق التي يمكن أن تُحل بها الأزمة. ورغم التحليلات والتقديرات العسكرية، يظل التساؤل الأكبر هو مدى استعداد أي من الأطراف للمخاطرة بكل التداعيات المحتملة.

رؤية هذا المشهد المعقد تجعل المتابعين في حيرة بين احتمالية تصعيد الأحداث أو إمكانية التوصل إلى حلول وسطية تخفف من حدة النزاع. تظل فوردو أحد أبرز النقاط التي تحدد مرونة الأطراف في التعامل مع القضايا النووية والتوترات الإقليمية المتصاعدة.