الاحتلال يمدد إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم الخامس

تشهد مدينة القدس منذ أيام حالةً غير مسبوقة من الحصار والتصعيد من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم الخامس على التوالي، بينما تستمر الاعتداءات المتفرقة والإجراءات المشددة بحق المقدسيين وحياتهم اليومية. وسط هذا التصعيد، يجد السكان الفلسطينيون أنفسهم أمام قيود صارمة وحياة يومية أشبه بالإقامة الجبرية، مع انتشار الحواجز التي تعزل القدس عن محيطها.

إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة: تداعيات وحقائق

لقد فرض الاحتلال إغلاقًا شاملًا على المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، حيث يمنع دخول المصلين حتى من سكان البلدة القديمة نفسها، ويصبح المشهد أكثر مأساوية مع إغلاق معظم محال البلدة القديمة باستثناء بعض متاجر السلع الأساسية. بذريعة حالة الطوارئ التي يزعم الاحتلال استمرارها منذ يوم الجمعة الماضي، يتم تكريس مفهوم الحصار الديني والتضييق على حرية العبادة، في الوقت الذي يسمح فيه للمستوطنين بأداء طقوس دينية قرب باحات المسجد الأقصى. هذا الإجراء أثار موجة واسعة من الانتقادات والاحتجاجات، خاصة مع تفاقم الوضع الإنساني في الشوارع المغلقة والأحياء المحاصرة.

تكثيف الحواجز والإجراءات العسكرية في القدس

لا تقف الممارسات الإسرائيلية عند حدود الإغلاق فقط، إذ تحيط القدس شبكة هائلة من الحواجز العسكرية التي تعيق حركة الفلسطينيين داخل المدينة وخارجها. تشير التقارير إلى وجود 84 حاجزًا بين دائم ومؤقت حول مدينة القدس، بالإضافة إلى البوابات وجدار الفصل العنصري الذي يعتبر أداة فعّالة لتقطيع أوصال المدينة عن الضفة الغربية. هذه الحواجز ليست مجرد عقبات في طريق المارة، بل يتم استغلالها للتنكيل اليومي بالمواطنين الفلسطينيين من خلال عمليات التفتيش والاحتجاز والمنع من العبور.

ومن أبرز المناطق المتضررة بلدات الطور، وبير نبالا، والرام، حيث أسفرت المواجهات المتكررة عن إصابات عديدة نتيجة استخدام قوات الاحتلال للرصاص الحي. تلك البلدات تُعدّ شاهدًا صارخًا على سياسات الفصل القسري التي يقصد بها السيطرة على حركة السكان وضمان الهيمنة التامة على مساحات واسعة من المدينة.

الحصار الداخلي، بين التضييق الاقتصادي والاجتماعي

الإغلاق الكامل للبلدة القديمة والمساجد والكنائس ينعكس بشكل مباشر على حياة المقدسيين الاقتصادية والاجتماعية، حيث تغلق المتاجر أبوابها وتُحرم العائلات من ممارسة نشاطها الاعتيادي. في الوقت نفسه، تبقى الخدمات الأساسية شحيحة، ما يترك السكان في مواجهة يومية مع أزمة نقص الموارد. وما يزيد الأمر سوءًا هو تزامن هذه الإجراءات مع تكثيف القوات الإسرائيلية اقتحاماتها للبلدات والمناطق المحيطة، في استعراض للسيطرة العسكرية بأشكال متعددة.

  • إغلاق المحال والمتاجر باستثناء الأساسية منها يعطل العديد من الأعمال التجارية
  • تقييد حركة السكان الفلسطينيين داخل وخارج القدس يؤثر بشكل حاد على التواصل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء في الضفة الغربية
  • إعاقة وصول المرضى إلى المستشفيات القريبة نتيجة الحواجز المغلقة تزيد من المعاناة الإنسانية اليومية

جدول يوضح آثار سياسات الإغلاق على القدس

الجانب الوضع الحالي
الحركة داخل المدينة إعاقة شديدة بفعل 84 حاجزًا
الوضع الاقتصادي إغلاق معظم المتاجر باستثناء الأساسية
الوصول إلى أماكن العبادة منع المصلين من دخول المسجد الأقصى وكنيسة القيامة
الوضع الإنساني زيادة الاعتداءات والتضييق على السكان

كل ما يحدث في القدس اليوم ليس مجرد إجراءات مؤقتة، بل هو جزء من مخطط أوسع لتغيير الواقع الديموغرافي والديني للمدينة، وهو ما يتطلب تدخلًا فوريًا من المجتمع الدولي والضغط على الاحتلال لرفع الحصار. من المهم أن نبقى على اطلاع مستمر بما يجري في القدس، ونشارك في إيصال صوت سكانها، لإبقاء القضية حية وحاضرة في الوعي العام.