خبراء يكشفون هاتف ترامب المصنوع في الصين بسعر أقل من 500 دولار

إطلاق هاتف جديد يحمل اسم “تي 1” من شركة ترامب أورجنايزيشن يبدو كالأمر الملفت الذي أثار جدلًا واسعًا حول العالم. فكرة أن يتم تصنيع هاتف ذكي بالكامل داخل الولايات المتحدة شكّلت تحديًا كبيرًا، خاصة في ظل تصريحات خبراء الصناعة الذين يعتقدون أن الأصل الحقيقي لصناعة الهاتف سيكون في الصين، ويُباع بسعر 499 دولارًا، ومع ذلك، يظل المستهلك محيرًا بشأن المصدر الحقيقي للجهاز.

ما حقيقة تصنيع هاتف ترامب تي 1 في الصين؟

رغم إعلان الشركة أن هاتف “تي 1” سيُصنع بالولايات المتحدة، إلا أن الخبراء يُشيرون إلى أن هذا أمر غير واقعي بصورة كبيرة. السبب في هذه الشكوك يرجع إلى الطبيعة العالمية لصناعة الإلكترونيات، حيث تعتمد الهواتف الذكية على سلسلة توريد واسعة النطاق تشمل دولًا متنوعة. ربما يتم تنفيذ التصميم داخليًا في البداية، لكن الإنتاج الفعلي وتصنيع الأجزاء سيحتاج إلى شركات متخصصة غالبًا تكون مقرها الصين.

هذه العملية تُعرف باسم نموذج “الصناعة للتصاميم الأصلية” (ODM)، حيث تتعامل الشركات المصنعة الكبرى مثل تلك الموجودة بالصين مع مراحل الإنتاج المختلفة لصالح علامات تجارية متعددة. تعد الصين وجهة مثالية للشركات الكبرى نظرًا لانخفاض تكلفة الإنتاج ووجود بنية تحتية قوية قادرة على تصنيع منتجات بجودة وسرعة.

مكونات هاتف تي 1: أين تُصنع؟

لسوء الحظ، حتى إذا كانت النية التصنيعية محلية، فإن المكونات الرئيسية للهاتف تعتمد على الموردين الدوليين. على سبيل المثال:

  • الشاشة من نوع “أملويد” المُستخدمة في الهاتف تُصنعها شركات كورية مثل سامسونج، وأيضًا الشركة الصينية “بي أو إي”.
  • المعالج قد يكون من شركة ميدياتيك التايوانية أو كوالكوم الأمريكية، والتي تعتمد في التصنيع على مواقع تايوانية.
  • الكاميرا التي تبلغ دقتها 50 ميجابيكسل تستخدم مستشعرات من إنتاج شركة سوني اليابانية.

أما بالنسبة لذاكرة الهاتف، فقد تأتي من شركات كبرى مثل ماكرون الأمريكية، ولكن المنافسون العالميون مثل سامسونج أيضًا يشكلون خيارات واسعة في هذا المجال. بالنظر إلى كل هذه التفاصيل، تجد صعوبات كبيرة في إنتاج هاتف بدون أي اعتماد على هذه الشركات والدول.

هل يمكن للولايات المتحدة تصنيع هواتف محليًا؟

رغم إعلان ترامب المتكرر عن رغبته في إعادة الصناعات التقنية إلى الأراضي الأمريكية، يظل تصنيع الهواتف محليًا بالكامل بعيد المنال. السبب في ذلك يعود إلى غياب بنية تحتية كافية لبدء عمليات تصنيع الهواتف الذكية المحلية، بالإضافة إلى اعتمادية كبرى الشركات التقنية على مكونات تُجمَع من مختلف الدول.

الخبراء يؤكدون أن محاولة تصنيع هاتف كهذا على نطاق واسع داخل أمريكا لن تكون مربحة، بل سترفع التكلفة بشكل كبير. وعليه، سيتطلب الأمر إنشاء شبكات تصنيع حديثة من الصفر، وهذا قد يحتاج إلى سنوات طويلة من التخطيط والاستثمار.

مقارنة بسيطة لتكلفة التصنيع محليًا ودوليًا

لإعطائك نظرة أسرع وأوضح، يعرض الجدول التالي مقارنة تكلفة تصنيع الهواتف الذكية بين الصين والولايات المتحدة:

العنصر الصين الولايات المتحدة
تكلفة العمالة منخفضة عالية جدًا
البنية التحتية متقدمة ومناسبة غير جاهزة بالكامل
الإنتاج بالجملة فعال وسريع بطيء ومكلف

هذه الفروق تجعل من الصين محورًا رئيسيًا لصناعة الهواتف الذكية في الوقت الراهن.

بغض النظر عن الجدل الدائر، هاتف ترامب يمكن أن يكون مشروعًا مثيرًا للاهتمام. قد يجذب الأنظار خاصة بفضل السعر المناسب والمواصفات الجيدة، لكن الشفافية بشأن مصدر التصنيع والتزام الشركة بوعودها سيكونان أمرين لا يمكن إغفالهما. من يدري، ربما تفتح هذه الخطوة بوابة لنقاش أوسع حول أهمية تطوير بنية إنتاجية محلية للهواتف الذكية مستقبلًا.