إنجاز جديد في الشرق الأوسط تدشين القاطرة الإسماعيلية 1 بقوة 190 طنًا

تُعد قناة السويس رمزًا للفخر الوطني والابتكار الهندسي، واليوم تتألق مجددًا بإضافة جديدة قيّمة للأسطول البحري تتمثل في القاطرة العملاقة “الإسماعيلية 1″، التي أصبحت حديث الأوساط البحرية في المنطقة لكونها الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط. هذه القاطرة بقوة شد تصل إلى 190 طنًا ليست مجرد إنجاز ميكانيكي، بل تعكس قفزة نوعية في استراتيجية هيئة قناة السويس لتعزيز قدرتها على المناورة البحرية وتحقيق متطلبات النقل البحري المعاصر.

القاطرة الإسماعيلية 1: إضافة نوعية للأسطول البحري

القاطرة “الإسماعيلية 1″ ليست قاطرة اعتيادية، فهي تعد الأقوى في تاريخ هيئة قناة السويس، بفضل تجهيزاتها الهندسية المتطورة التي تتضمن نظام DP للتحكم بدقة في المناورات وسهولة التعامل مع الوحدات البحرية الأخرى. إلى جانب نظام SCR الذي ينقي العادم من الكربون، ما يجعل القاطرة نموذجًا متقدمًا يلائم الرؤية المستقبلية لتقديم قناة السويس كـ”قناة خضراء” مستدامة. يمتاز تصميم القاطرة بطول يبلغ 71.6 مترًا وعرض يصل إلى 18.5 متر، بغاطس 7 أمتار وسرعة تشغيلية تصل إلى 16 عقدة، مما يجعلها قادرة على العمل بكفاءة في أصعب الظروف البحرية.

لم يقتصر دور القاطرة الجديدة على الإنجاز المحلي فقط، بل تعد ثمارًا للتعاون الناجح بين هيئة قناة السويس وترسانة الإسكندرية، حيث شُيدت بأيدٍ مصرية وبمواصفات عالمية. هذا التعاون يعزز تنافسية الهيئة عالميًا، ويضع قناة السويس على خريطة الابتكار البحري، متفوقة على نظرائها في المنطقة.

استراتيجية توطين الصناعات البحرية

توكيدًا على رؤية الدولة المصرية لدعم الصناعات الوطنية وتعزيز الاستقلالية في القطاع البحري، تعمل هيئة قناة السويس على مشروع توطين الصناعات البحرية. هذه المبادرة تُنفذ على ثلاث مراحل تبدأ بتطوير ترساناتها لإنتاج السفن والوحدات البحرية محليًا، مرورًا بشراكات مع جهات وطنية مثل جهاز الصناعات البحرية، ووصولًا إلى التعاون البناء مع القطاع الخاص لتوسيع أفق الإنتاج. مثل هذا التوجه لا يقتصر فقط على دعم الاقتصاد الوطني، بل يسهم أيضًا في خلق فرص عمل جديدة وجذب استثمارات في قطاع الصناعة الثقيلة.

شركة ترسانة الإسكندرية، التي لعبت دورًا محوريًا في إنتاج القاطرة “الإسماعيلية 1″، أكدت قدرتها على تلبية تطلعات السوق البحري، وتقديم منتجات بجودة عالمية. ومن المتوقع أن تُستكمل إنجازاتها بالدفع بالقاطرة الثانية “الإسماعيلية 2” إلى الخدمة بحلول نهاية العام، مسلطة الضوء على شعار “صنع في مصر” كعلامة تنافسية عالمية.

خصائص مميزة للقاطرة الأكبر في الشرق الأوسط

القاطرة العملاقة “الإسماعيلية 1” تتمتع بمزايا فريدة تجعلها قائدة فئة في مجال خدمات الإنقاذ والمناورة. فيما يلي نظرة على بعض الخصائص المميزة:

• قوة شد استثنائية تصل إلى 190 طنًا تتيح التعامل مع المهام الأصعب.
• نظام DP الذي يضمن التحكم الدقيق والمناورة السلسة.
• تقنية SCR لتقليل انبعاثات الكربون، ما يساهم في حماية البيئة البحرية.
• تصميم هندسي متطور يدمج بين الأداء العالي والاستدامة.

الحفاظ على البيئة البحرية وكفاءة التشغيل على رأس أولويات هيئة قناة السويس، وهذا يظهر جليًا في مواصفات القاطرة الجديدة التي تمتاز بتقنيات صديقة للبيئة تسهم في تقليل البصمة الكربونية. هذه الخطوة ترسم مسارًا جديدًا للقطاع البحري في مصر، داعمة الاتجاه العالمي نحو التنمية المستدامة.

إضافة القاطرة “الإسماعيلية 1” إلى أسطول قناة السويس هي شهادة جديدة على التزام مصر بمواكبة التطور التكنولوجي وقيادة المشهد البحري إقليميًا وعالميًا. تقدم هذه القاطرة نموذجًا يحتذى به لدمج الابتكار والاستدامة في العمليات البحرية، وتبعث برسالة ثقة للعالم أن قناة السويس ليست مجرد ممر مائي، بل هي رمز للتقدم والطموح الذي لا حدود له.