عراقجي يؤكد استهداف الإعلام المدني يعكس فشل إسرائيل وإيران لن تخضع بالقوة

في خطابه الأخير، شدد وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي على أن إسرائيل لن تنجح أبدًا في فرض إرادتها على الشعب الإيراني باستخدام القوة أو أي أسلوب آخر يعكس العجز واليأس. جاءت هذه التصريحات بعد الهجوم الذي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في طهران، وهو مبنى إعلامي مدني بالكامل. هذه الحادثة أظهرت، وفق عراقجي، أن تل أبيب تلجأ لمحاولات عديمة الجدوى لتعويض إخفاقاتها في مواجهة الجمهورية الإسلامية.

إسرائيل والهجوم على الإعلام المدني

علق عراقجي على الهجوم مشددًا على أنه قمة الجبن، حيث تهاجم قوة عسكرية مبنى لا يملك سوى أدوات العمل الإعلامي مثل الكاميرات والمنابر الصوتية، موجهًا انتقادًا صريحًا لما وصفه بـ”ازدواجية المعايير” لدى إسرائيل. يعتقد الوزير الإيراني أن قصف هيئة إعلامية مدنية يكشف كثيرًا عن حالة الإرباك التي تعيشها إسرائيل، حيث أن هذه المؤسسة الإعلامية لا تملك سوى الحقيقة ورواية الوقائع الميدانية بصدق وشفافية. ويضيف أن من يدّعي احترام حرية التعبير يصعب عليه تقبل صوت إعلامي مستقل ينقل الأحداث دون تحيز.

هذه الخطوة الإسرائيلية بحسب عراقجي تأتي لتعكس الكثير من التخبط، إذ أن استهداف المؤسسات الإعلامية يُعتَبَر تراجعًا عن الالتزامات الأخلاقية وحتى القوانين الدولية التي تضمن حريات الصحافة والعمل الإعلامي. كل هذا يعيد للأذهان تساؤلًا: ما الذي يجعل الصوت الإيراني بهذا الإزعاج حتى يكون له هذا الثقل؟

محاولات إسرائيل لفرض السيطرة تفشل مع إيران

أكد عراقجي أن تل أبيب تعيش وهمًا كبيرًا إذا اعتقدت أن استهداف قيادات أو منشآت حساسة داخل إيران يمكن أن يُضعف النظام أو يجعل الشعب يتخلى عن حقوقه ومبادئه، مضيفًا أن التاريخ مليء بالأمثلة التي تثبت مرونة الشعب الإيراني وقدرته على التصدي لأي محاولة لفرض الإرادة بالقوة. واستحضر عراقجي صمود إيران خلال حرب السنوات الثماني مع العراق، والتي كانت رمزًا حقيقيًا لتحمّل الضغوط، مؤكدًا أن قوة الجمهورية الإسلامية اليوم زادت مع الزمن وأصبحت أكثر استعدادًا لرد أي عدوان.

من يظن أن الاستعراضات السياسية أو الضغط الدولي يمكن أن يؤثر على الموقف الإيراني، يغفل تاريخًا طويلًا من التحديات التي واجهتها إيران بصبر وشجاعة. فالقيادة الإيرانية بحسب تصريحات عراقجي تعلمت كيف تتحرك وسط الأزمات وكيف تستخدم الموارد المتاحة لتوضيح الصورة داخليًا وخارجيًا، مما يجعل كل المحاولات لزعزعة الاستقرار السياسي أو الإعلامي غير مجدية تمامًا.

رد إيران السريع يظهر جهوزيتها

إحدى النقاط البارزة في تصريحات عراقجي كانت تأكيده على رد القوات المسلحة الإيرانية السريع والفعّال تجاه أي عدوان. هذا الرد، وفق تعبيره، يُظهر مدى الجهوزية والاستعداد داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية الإيرانية، حيث أن أي خطوة عدوانية تُقابَل فورًا بإجراءات استراتيجية تُفشل خطط المعتدين. ويشير عراقجي أيضًا إلى أن هذه الردود لم تكن إلا دليلًا حيًّا على أن الضغوط والاعتداءات، سواء كانت سياسية، عسكرية، أو إعلامية، لن تثني الشعب الإيراني عن طريقه.

تصريحات الوزير أكدت القوة العسكرية لإيران جنبًا إلى جنب مع الدعم الشعبي الذي يجعل من الصعب جدًا على أي جهة، مهما كان نفوذها، أن تفرض خياراتها على الجمهورية الإسلامية. ولفت إلى أن الصمود الداخلي، إلى جانب اليقظة الأمنية، هما العاملان الأساسيان للحفاظ على الداخل الإيراني قويًا ومتلاحمًا، في مواجهة أي محاولة لتفكيك الوحدة الداخلية.

  • إظهار الحقيقة عبر الإعلام المستقل يبقى أحد أدوات مقاومة الضغوط الخارجية.
  • الردود السريعة تقطع الطريق أمام أي محاولات لفرض السيطرة.
  • الدعم الشعبي هو العمود الفقري في مواجهة الضغوط بالمنطقة.
  • التاريخ الإيراني مليء بالتجارب التي أكدت قدرته على مواجهة التحديات بنجاح.
القضية الموقف الإيراني الجهود الإسرائيلية المزعومة
حرية التعبير إعلام شفاف ومستقل استهداف المؤسسات الإعلامية
القوة العسكرية جاهزية ورد حاسم اغتيالات وهجمات موضعية
الصدام السياسي رفض التنازلات ضغوط وعقوبات اقتصادية

الشعب الإيراني، كما أوضح عراقجي، كان وما زال مستعدًا لتقديم التضحيات من أجل الحفاظ على مبادئه وسيادته الوطنية. التصريحات تكشف عن إيمان عميق بأن العدوان مهما تعاظم لن يغير المسار، وما يميز الموقف الإيراني هو اعتماده على القوة الذاتية والشعبية، وهو ما يجعل كل محاولة للضغط تأتي بنتائج عكسية تمامًا.