تقرير خاص كيف أشعلت حرب إسرائيل وإيران تعاملات الإنتربنك بقيمة 1.9 مليار دولار

تزايد الحديث في الأيام الأخيرة عن تعاملات الإنتربنك في السوق المصرفية المصرية، خاصة بعد أن حققت التعاملات رقمًا قياسيًا بلغ 1.9 مليار دولار خلال ثلاثة أيام فقط، وهو ما آثار الجدل حول السبب وراء هذا النشاط الملحوظ وأثره على سعر الدولار، خصوصًا مع التشابك المستمر بين الأحداث الجيوسياسية والمؤشرات الاقتصادية المحلية.

ما الذي دفع تعاملات الإنتربنك لتسجيل 1.9 مليار دولار؟

شهدت سوق الإنتربنك نشاطًا غير مسبوق مؤخرًا، حيث أفاد محللون ومصادر مصرفية أن الرقم القياسي لتعاملات البنوك وصل إلى 1.9 مليار دولار خلال ثلاثة أيام، وهو أمر نادر الحدوث. السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع يعود إلى زيادة الطلب على الدولار نتيجة خروج بعض المستثمرين الأجانب من أدوات الدين قصيرة الأجل المعروفة بـ”الأموال الساخنة”. هذا النوع من الاستثمارات حساس للغاية لأي توتر اقتصادي أو سياسي، مما يجعله يتأثر سريعًا بالتحركات الدولية وأخبار النزاعات العالمية.

انعكست هذه العمليات على سعر الدولار، حيث شهد تقلبات ملحوظة بين المكاسب والخسائر، إذ ارتفع خلال يومي الأحد والخميس بما يزيد عن 100 قرش، ثم تراجع بنحو 35 قرشًا في يوم واحد، ليستقر عند متوسط سعر 50.20 جنيه للشراء و50.34 جنيه للبيع.

كيف تعمل سوق الإنتربنك في تحديد أسعار العملات؟

تعد الإنتربنك منصة أساسية لتحديد أسعار العملات الأجنبية داخل القطاع المصرفي. تقوم البنوك من خلالها بعرض أسعار شراء وبيع العملات المتوفرة لديها، بينما يتم حساب متوسط هذه الأسعار ليكون السعر الرسمي لتلك العملات في نهاية اليوم. هذه الآلية تجعل الإنتربنك عاكسًا دقيقًا لقوى العرض والطلب.

من جانبه، أوضح خبراء مصرفيون أن ارتفاع الطلب على الدولار بطبيعة الحال يؤدي إلى زيادة التعاملات في هذا السوق، مشيرين إلى أن التعاملات اليومية العادية في الإنتربنك تصل عادة إلى نحو 250 مليون دولار، إلا أن الأرقام المؤخرة، التي تصل لقرابة مليار دولار في بعض الأيام، تُظهر تغييرات جوهرية. أحد الأسباب وراء هذه التغيرات هو تقلبات الأوضاع الاقتصادية في العالم وتأثيراتها المباشرة على مصر.

تحويلات المصريين بالخارج وأثرها على الإنتربنك

وسط هذه التقلبات، لعبت تحويلات المصريين العاملين في الخارج دورًا أساسيًا في تخفيف الضغوط على الدولار داخل السوق، إذ إنها تشكل مصدرًا حيويًا للعملات الأجنبية. وفقًا لبيانات البنك المركزي، ارتفعت تحويلات المصريين لتصل إلى 26.4 مليار دولار خلال الفترة من يوليو 2024 إلى مارس 2025، وهو ارتفاع بنسبة 82.7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

هذا الارتفاع الكبير في التحويلات يُعد بمثابة طوق نجاة للقطاع المصرفي، حيث يساهم في توافر السيولة الكافية لتغطية الطلبات على الدولار وبالتالي يمنع حدوث زيادات غير مبررة في سعره. علاوة على ذلك، فإن الأرقام تشير إلى أن هناك توازنًا نسبيًا بين العرض والطلب رغم التحديات الموجودة.

الأموال الساخنة وآثارها على القطاع المصرفي

في ظل الحديث عن تعاملات الإنتربنك، يظهر مصطلح “الأموال الساخنة” كأحد العوامل الرئيسية وراء أي تغييرات كبيرة في السوق. الأموال الساخنة هي استثمارات أجنبية مؤقتة تعتمد بشكل كبير على أدوات الدين قصيرة الأجل مثل أذون الخزانة. وأظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن استثمارات الأجانب في أذون الخزانة ارتفعت لتسجل 1.914 تريليون جنيه بنهاية مارس 2025، مقارنة بـ1.741 تريليون جنيه في فبراير من العام نفسه.

لكن الخبير المصرفي عز الدين حسانين يُحذر من أن هذه الاستثمارات السريعة قد تكون عبئًا في حال انسحابها بشكل مفاجئ، مما يزيد الضغط على الإنتربنك ويؤثر بشكل مباشر على أسعار العملات. لذا فإن التطورات الجيوسياسية الراهنة بين إسرائيل وإيران، إلى جانب التوترات الاقتصادية العالمية، قد تكون دافعًا إضافيًا للمستثمرين الأجانب للتصرف بحذر أكبر، وهو ما ينعكس على التعاملات اليومية.

  • زيادة تحسين نموذج تعاملات الإنتربنك بأجهزة تقنية حديثة
  • تعزيز الحوافز لاستقبال مزيد من تحويلات المصريين بالخارج
  • العمل على استقرار أدوات الدين لجذب استثمارات أطول أمدًا
الفترة حجم التحويلات (مليار دولار)
يوليو 2023 – مارس 2024 14.4
يوليو 2024 – مارس 2025 26.4

يبدو أن تعاملات الإنتربنك وأسعار الدولار سيظلان عنوانًا مهمًا للفترات المقبلة، خاصة مع استمرار تدفق العوامل المؤثرة داخليًا وخارجيًا. متابعة السوق وفهم تفاصيله الدقيقة يفتح المجال أمام فرص اقتصادية جديدة ويعزز الثقة في القطاع المصرفي.