تناول الطعام ليلاً قد يكشف إصابتك بمرض خطير لا تعرفه

من منا لم يمر بليالٍ طويلة، وجد نفسه فيها يفتح باب الثلاجة بحثًا عن شيء يكسر به شعور الجوع، خاصة في وقت متأخر من الليل؟ قد يبدو الأمر طبيعيًا للبعض، ولكنه قد يكون مؤشرًا لمشكلة أعمق تُعرف باسم “متلازمة الأكل الليلي”. ربما لا تدرك أن عادات تناول الطعام ليلًا قد تؤثر بطريقة كبيرة على صحتك الجسدية والنفسية، فالأمر أكثر تعقيدًا مما يتخيله البعض.

متلازمة الأكل الليلي: اضطراب يجب فهمه

وفقًا للدراسات، متلازمة الأكل الليلي ليست مجرد عادة سيئة، بل اضطراب له ارتباط وثيق بالتغيرات الهرمونية في الجسم. الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يستهلكون ما لا يقل عن 25% من حاجتهم اليومية من الطعام خلال فترة الليل، وغالبًا يستيقظون أكثر من مرة لتناول الطعام. المثير للاهتمام أن هؤلاء الأشخاص قد لا يشعرون بالجوع في الصباح، ولا يبدأون الأكل إلا بعد الظهيرة، وهو ما يسبب خللًا في الساعة البيولوجية للجسم.

من الملاحظ أيضًا ارتباط هذا الاضطراب بحالات نفسية مثل الاكتئاب والقلق، إذ ينعكس ذلك على شكل شعور بالذنب بعد الأكل ليلاً، وهو أمر يجعل الشخص يدخل دوامة من الحميات الغذائية المتكررة التي قد لا تُجدي نفعًا. لذا إذا كنت ممن لا يستطيعون التخلص من هذه العادة، قد يكون من الأفضل استشارة مختص للحصول على التشخيص السليم.

التقلبات الهرمونية وراء المشكلة

تُظهر الأبحاث أن الشعور بالجوع في وقت متأخر من الليل ليس دائمًا نتيجة نقص الإرادة، بل يرتبط بشكل أساسي بالتقلبات الهرمونية. إذ تؤدي المستويات المنخفضة من هرمون الشبع “الليبتين” وارتفاع مستويات هرمون الجوع “الغريلين” في المساء إلى رغبة قوية في تناول الطعام. وقد أثبتت دراسة أجريت على 32 شخصًا يعانون من السمنة أن هذه التقلبات الهرمونية تسبب حساسية مفرطة للشعور بالجوع خلال الليل.

تزداد خطورة هذا الأمر عندما نتحدث عن تأثيراته طويلة المدى، حيث يؤدي الإفراط في تناول الطعام أثناء الليل إلى زيادة الوزن بصورة غير طبيعية، إلى جانب زيادة مخاطر الإصابة بمشكلات صحية مثل اضطرابات التمثيل الغذائي وارتفاع نسبة الكوليسترول. لذا فإن المشكلة تحتاج للتدخل السريع وليس تجاهلها باعتبارها مجرد عادة.

أعراض متلازمة الأكل الليلي

إذا كنت تعاني من الأكل في الليل بشكل متكرر، فقد تلاحظ بعض الأعراض التي تكون مؤشرًا على الإصابة بمتلازمة الأكل الليلي، وتشمل هذه الأعراض:

  • زيادة ملحوظة في الوزن خلال فترة قصيرة
  • تكرار شعور الإرهاق والتعب دون سبب واضح
  • مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الحموضة أو الانتفاخ
  • اضطرابات مزاجية تشمل القلق والتوتر
  • ضعف الشهية في الصباح مع افتقار واضح للطاقة

أما على الجانب العاطفي، فقد يواجه المصابون بهذه المتلازمة شعورًا مستمرًا بالذنب بعد الأكل ليلاً، إلى جانب سلوكيات أكل قسرية تجعلهم يشعرون بفقدان السيطرة على الأمور. لذا فإن الوصول إلى حل لهذه المشكلة يتطلب فهمًا دقيقًا للأسباب التي تقف خلفها.

كيف يمكنك إدارة متلازمة الأكل الليلي؟

إذا كنت تعاني من هذه المتلازمة، فإن اتخاذ خطوات عملية ومباشرة لتحسين العادات اليومية يمكن أن يكون فعالاً. إليك أهم النصائح التي يمكن أن تساعد على السيطرة على الأعراض:

  • حاول تناول وجبات غنية بالبروتين خلال اليوم لتقليل الشعور بالجوع ليلًا
  • تجنب الكافيين أو المواد المنشطة بعد فترة الظهيرة
  • حافظ على مواعيد منتظمة للنوم؛ النوم الجيد يقلل من اضطرابات الهرمونات
  • تواصل مع أخصائي تغذية أو طبيب نفسي للحصول على خطة مخصصة
  • مارس تقنيات الاسترخاء قبل النوم لتقليل التوتر أو القلق
العوامل التأثير
ارتفاع الغريلين زيادة الجوع ليلًا
انخفاض الليبتين انعدام الشعور بالشبع
الأرق زيادة احتمالية الأكل الليلي
القلق اندفاعية في تناول الطعام

من خلال اتخاذ خطوات جادة لتحليل السلوكيات ومعالجتها، يمكننا تحسين جودة الحياة والتخلص من العادات المضرة، فالأمر ليس مجرد إدارة للجوع بقدر ما هو إعادة توازن للساعة البيولوجية والنظام الصحي للجسم.