«صفقة ضخمة» شركة سعودية تشتري 10 طائرات شحن إيرباص A350 الجديدة

تخطو شركة “أفيليس”، شركة ناشئة مقرها المملكة العربية السعودية ومتخصصة في تأجير الطائرات، خطوة جديدة في عالم الشحن الجوي بعدما أبرمت صفقة لشراء عشر طائرات شحن من طراز إيرباص A350. تأتي هذه الخطوة بهدف تعزيز قدراتها على تقديم أساطيل حديثة وفعالة في استهلاك الوقود ليس فقط للسوق المحلية، بل لشركات الطيران العالمية أيضًا، مما يشكل دفعة نوعية لقطاع الطيران في السعودية.

دخول “أفيليس” سوق الشحن الجوي

مع إعلان شركة إيرباص عن الصفقة الأخيرة ضمن فعاليات معرض باريس الجوي، تواصل الشركة المصنعة للطائرات نجاحاتها في جلب الاهتمام بطرازها المميز A350F، والذي شهد حتى الآن 73 طلبية من شركات مختلفة حول العالم. لدى “أفيليس” أيضًا خيار شراء 11 طائرة إضافية من الطراز نفسه، ما يعكس استراتيجيتها الواضحة نحو توسيع أسطولها وتعزيز تنافسيتها في سوق الشحن المتنامي بسرعة كبيرة. يعزو الخبراء هذا التوجه إلى النمو السنوي المستمر بنسبة 4% في قطاع الشحن الجوي، فضلًا عن الحاجة الملحة لترقية الأساطيل القديمة.

مواصفات طائرة الشحن A350F

صُممت طائرة إيرباص A350F لتكون الخيار الأمثل للشحن الجوي العصري، حيث تتمتع بكفاءة استثنائية في استهلاك الوقود، تفوق نظيراتها من طرازي بوينغ 777 وبوينغ 747-400 بنسبة تصل إلى 20%، وفقًا لشركة إيرباص. هذا التميز في الأداء يُعزى إلى استخدامها مواد خفيفة الوزن تمثل 70% من هيكل الطائرة، مما يجعلها أخف وزنًا بمقدار 50 طنًا مقارنة بطراز بوينغ 777X المنافس. إضافة إلى ذلك، فإن A350F قادرة على حمل شحنات تصل إلى 120 طنًا ومدى يصل إلى 4700 ميل بحري، وهو ما يتيح لشركات الشحن تغطية مسافات طويلة بكفاءة عالية.

تهدف الطائرة إلى تقديم تجربة شحن مريحة وسريعة، حيث زُودت بأكبر باب شحن رئيسي في الصناعة، ما يُمكنها من حمل حاويات شحن بأحجام كبيرة تصل إلى 20 قدمًا. هذا الأمر يجعل منها خيارًا مثاليًا لنقل البضائع خارج القياس، مما يتيح مرونة إضافية لعمليات الشحن ويجعلها رائدة في السوق.

آفاق ومستقبل “أفيليس”

تُعد صفقة شراء طائرات إيرباص A350F جزءًا من رؤية المملكة الطموحة 2030، حيث تسعى الحكومة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط وتطوير قطاعات حيوية مثل الطيران. تأسست “أفيليس” قبل ثلاث سنوات بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي وتمكنت خلال فترة قصيرة من إثبات حضورها في السوق. حاليًا، تدير الشركة أسطولًا يتكون من 200 طائرة، وذلك بفضل استحواذها على شركة تأجير أيرلندية والدخول في شراكات استراتيجية مع شركات طيران رائدة.

إضافة إلى ذلك، تشهد منطقة الخليج حركة كبيرة من حيث الصفقات في القطاع الجوي. فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة طيران الرياض عن طلبية مؤكدة لشراء 25 طائرة من طراز A350-1000، مما يدل على اهتمام الشركات السعودية بتعزيز وجودها في أسواق الطيران العالمية واستقطاب أحدث التكنولوجيا المتوفرة.

• تعتبر الكفاءة في استهلاك الوقود محركًا رئيسيًا لتطوير قطاع الشحن الجوي.
• النمو السنوي في حجم الشحن العالمي يعزز الطلب على الطائرات الجديدة.
• الرؤية المستقبلية للمملكة تركز على ترسيخ مكانة السعودية كمركز عالمي للطيران.

بالمجمل، تُظهر صفقة “أفيليس” استعدادها القوي لدخول سوق الشحن الجوي والاعتماد على أحدث الابتكارات لتحقيق أهدافها. مع رؤية المملكة الجريئة، والاستثمار في أساطيل مستدامة وعصرية، يبدو مستقبل قطاع الطيران السعودي زاهرًا ومليئًا بالفرص الواعدة.