«دور خفي» واشنطن لعبت دورًا أكبر في الحرب على إيران

تايم: دور واشنطن الحقيقي في الحرب على إيران

قالت مجلة تايم الأمريكية إن الولايات المتحدة ربما كانت لها مشاركة أكبر مما تعترف به رسميًا في الهجوم الإسرائيلي على إيران، على الرغم من النفي المتكرر من جانب واشنطن لتورطها، فقد نشرت تقارير عديدة تشير إلى اتصالات وتنسيقات بين الجانبين قد سبقت الأحداث، مما يفتح المجال للتساؤلات حول مدى تورط أمريكا في التصعيد الأخير الذي شهده الشرق الأوسط، وفقًا لمراقبين فإن هذه الحوادث كشفت عن دور سياسي معقد ومتناقض.

التنسيق الإسرائيلي الأمريكي والأدوار خلف الكواليس

على الرغم من إعلان المسؤولين الأمريكيين رفض الرئيس ترامب خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، إلا أن هناك إشارات واضحة على أن رفض هذه الخطة لم يكن سوى جزء من محاولات التنسيق المستمر بين البلدين، فقد صرّح مصدر لوسائل إعلامية أن القرار المتخذ عندئذ لم يكن بدافع حرص أمريكا على التهدئة بقدر ما كان مرتبطًا بحسابات المصالح المشتركة وعدم وجود تهديد مباشر للأرواح الأمريكية في ذلك الوقت، والسؤال الذي يطرح نفسه هو، إلى أي مدى يمكن أن يتسع هذا التنسيق ليشمل عمليات تهدف لمزيد من التصعيد؟

وفي هذا السياق، برز حديث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي شدد على امتلاك بلاده أدلة تربط الولايات المتحدة مباشرةً بتلك الهجمات، مما يعزز فرضية التنسيق العالي بين واشنطن وتل أبيب، يُضاف إلى ذلك تصريح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي أوضح أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بوقوع هذه الهجمات، ما يترك مجالاً ضئيلاً لإنكار أي صلة.

البرنامج النووي الإيراني ووساطة ترامب المتعثرة

في الوقت الذي بدا أن الأزمة تتجه نحو التصعيد العسكري، كانت هناك أيضًا مفاوضات بين واشنطن وطهران تركز على البرنامج النووي الإيراني، حاول الرئيس ترامب في عدة مناسبات سرد نفسه كوسيط قادر على احتواء التوترات، مشددًا على أهمية الحل الدبلوماسي ووقف التصعيد من أجل استعادة الاستقرار في المنطقة، لكن لم تلق دعواته استجابة إيجابية من الأطراف المعنية، إيران من جانبها تمسكت بموقف متشدد متوعدةً بالرد على أمريكا بشكل قوي، بينما أظهرت إسرائيل نفادًا للصبر تجاه محاولات الوساطة تلك.

مع ذلك، يبدو أن الجهود الأمريكية الاقتصادية والسياسية القائمة على فرض عقوبات شديدة على إيران كانت تتناقض مع مساعي التهدئة الدبلوماسية، وربما يكون هذا الأمر هو السبب وراء تعقيد الجهود، بالإضافة إلى التحديات الناتجة عن تمسك طهران ببرامجها وكراهيتها للتنازلات، وربما أيضًا لعدم وثوقها بالوعود الأمريكية.

  • رفض طهران للخضوع لضغوط واشنطن بشأن برنامجها النووي.
  • تصاعد الخطاب التحريضي بين إيران وإسرائيل في المنطقة.
  • تأزم العلاقات الدولية وتأثير الانقسامات في مجلس الأمن الدولي على القضية.

موقف إيران وتهديداتها بالانتقام

عندما أعلن الرئيس الأمريكي ترامب عن الاستخدام الكامل للقوة إذا قررت إيران مهاجمة أي أهداف أمريكية أو حلفاء، ازداد التوتر بشكل كبير، إيران بدورها ردت بتحذيرات شديدة أكدت من خلالها أنها تحمل واشنطن المسؤولية عن تداعيات أي تحركات إسرائيلية معادية، تأتي هذه الردود بخلفية تحمل دلائل على قدرة إيران على امتلاك سوابق تبرهن عن استعدادها لاستخدام طرق غير تقليدية في الرد.

وقد أظهرت تصريحات عباس عراقجي ثقة إيران في أن لديها أدلة تجعل واشنطن في موقف محرج أمام المجتمع الدولي، شملت التهم تقديم الدعم اللوجيستي والموافقة الضمنية على الهجمات التي نفذتها إسرائيل، هذه التحذيرات توضح الغضب الإيراني وموقفها الرافض لأي تصعيد إضافي من الطرف الآخر.

الموقف الإيراني الموقف الأمريكي
تحذيرات متصاعدة والتهديد بالرد النفي المتكرر للمشاركة المباشرة
امتلاك أدلة على دعم أمريكا للهجوم اعتراف بالإبلاغ المسبق من إسرائيل
انتقاد الوساطة الأمريكية والتصعيد العسكري إصرار على الدفاع عن أمن الحلفاء

الخلاصة تقودنا إلى التفكير في أن التصعيد الحالي بين إيران وأمريكا ليس وليد اللحظة بقدر ما هو نتاج تراكمات قديمة وانعدام للثقة بين الأطراف، ورغم نفي واشنطن المشاركة في الضربات الأخيرة، يبقى مجال التشكيك في الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة، حيث يدفع كل طرف تكاليف هذه المناورات السياسية المستمرة، ويبقى مصير المنطقة مرهونًا بحجم التحركات المستقبلية.