«من هو» ريتشارد رويس لاعب بالميراس الذي يتحدى الأهلي

رغم انتهاء مباراة بالميراس وبورتو بالتعادل السلبي، إلا أن الحدث الذي لفت الأنظار كان الأداء الفردي المميز لبعض اللاعبين في اللقاء، مما يُعد مؤشرًا هامًا للمواجهة القادمة مع النادي الأهلي ضمن بطولة كأس العالم للأندية. وتترقب جماهير كرة القدم تلك المباراة بشغف حيث يسعى الأهلي لتعزيز فرصه في دور المجموعات بعد تعادله في المباراة الأولى أمام إنتر ميامي.

أداء لافت لريتشارد رويس أمام بورتو

ريتشارد رويس، اللاعب الشاب الذي تألق بشكل استثنائي خلال مباراة بورتو، قد يكون أحد أبرز العقبات أمام الأهلي في مواجهته القادمة، حيث يلعب في مركز صانع الألعاب بمرونة كبيرة، مما يتيح له التحرك بحرية في الملعب كالشبح، فقد لمس الكرة 48 مرة ونجح في تمريرها 23 مرة بدقة 77%، كما قام بإرسال 3 كرات طولية ناجحة وسدد مرة واحدة بقوة.

رويس لم يتوقف عند الأداء الهجومي فقط، بل أثبت أن قوته البدنية تجعله لاعبًا لا يستهان به، حيث أظهر قدرة مميزة في الالتحامات الأرضية بـ12 تدخلًا نجح في 5 منها، كما كان له لمسة واحدة في الالتحامات الهوائية فاز بها. مهارته اللافتة في المراوغة ظهرت من خلال 4 محاولات، نجح في 3 منها متفوقًا على دفاعات الخصوم بنمط لعب لا يمكن توقعه بسهولة.

سر تطور رويس: كرة الصالات

لا تكمن مهارات ريتشارد رويس فقط في تدريبات كرة القدم التقليدية، بل إن أساس تطور قدراته يعود إلى ممارسته كرة الصالات في بداياته، فقد كانت هذه البدايات سببًا في تطوير لديه ذلك التحكم المذهل بالكرة والذي يميزه عن الآخرين، حيث استطاع أن يجذب أنظار نادي فلامنجو خلال مشاركته ببطولة أمريكا الجنوبية للصالات تحت 20 عامًا في عام 2018، الأمر الذي شكل البداية الحقيقية لرحلته الاحترافية.

بعد فترة قصيرة من الاختبار، وقع مع فريق فلامنجو للشباب الذي منحه فرصة لإثبات نفسه، ومن هناك شق طريقه نحو نادي بالميراس الذي أصبحت مهاراته أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها داخل الفريق، وقد ترسخت قدراته بالتوازي مع تطوره النفسي والفني نتيجة الخبرات المكتسبة من كرة الصالات.

كيف تساعد كرة الصالات ريتشارد رويس؟

في سبتمبر 2024، تحدث رويس في مقابلة مع الفيفا عن التأثير العميق لكرة الصالات على مهاراته كلاعب كرة قدم، حيث أوضح بأن ما تعلمه خلال تلك المرحلة المبكرة يجعله أكثر قدرة على التعامل مع المواقف الصعبة والمساحات الضيقة على أرض الملعب، إذ يقول: “كرة الصالات مكنتني من السيطرة على الاستحواذ وأصبحت قادرًا على التفكير بسرعة مذهلة حتى في أشد الظروف تعقيدًا”.

• التحكم في الكرة في المساحات الضيقة
• القدرة على تجاوز اللاعبين في مواجهات واحد ضد واحد
• التفكير السريع في الهجمات والتمريرات
• مهارة التمرير تحت الضغط بمستوى عالٍ من الدقة

وبحسب تصريحاته، فإن المهارات المستنبطة من كرة الصالات لا تقتصر على صناعة الأهداف والتمريرات فقط، بل تمتد إلى القدرة على خلق مواجهات فردية وربح مواقف ثنائية حاسمة تجعل منه لاعبًا أكثر تأثيرًا، حيث يرى أن أساس الكرة الحديثة يعتمد على التغلب على المنافسين في هذه المواجهات الصغرى والتي تكون جزءًا لا يتجزأ من نجاح الفرق الكبرى.

بهذه الخلفية المميزة والخبرة المكتسبة من كرة الصالات، سيكون ريتشارد رويس التحدي الأكبر الذي سيواجه الأهلي في المباراة القادمة، حيث يعتمد فريق بالميراس بشكل أساسي على إبداع هذا اللاعب في صناعة الفارق، وبالتأكيد ستكون المواجهة القادمة حاسمة بشكل كبير ويترقبها الجمهور الرياضي بكل شغف وتحفز.