«بحث مميت» مصرع 4 عمال تحت مدخنة مصنع طوب بالصف

كانوا بيدوّروا على ظل من الشمس في يوم عمل شاق داخل مصنع الطوب

تحولت اللحظات التي كان العمال يبحثون فيها عن الراحة وسط حر الصيف إلى كارثة، إذ انهارت مدخنة المصنع الذي يعملون به في منطقة عرب أبوساعد بالصف فجأة، وأسفرت الحادثة عن وفاة 4 عمال بسبب سقوط المدخنة عليهم، ما خلف حزنًا عميقًا بين أسرهم والمجتمع المحلي، ونجا من الحادث اثنان فقط بإصابات خطيرة.

ملابسات حادث انهيار مدخنة مصنع الطوب بالصف

شهد مصنع الطوب الواقع في مركز الصف انهيارًا مفاجئًا لمدخنة يبلغ ارتفاعها 12 مترًا، والتي اتضح لاحقًا أنها كانت تعاني من إهمال في أعمال الصيانة الدورية، حيث لم تُجرَ لها أي فحوص إنشائية منذ سنوات، وفقًا للتحريات الأولية التي أجرتها النيابة العامة، تسبب الحادث الذي وقع بينما كان العمال يتجمعون للراحة تحت ظل المدخنة في وفاة 4 وإصابة اثنين آخرين تم نقلهما إلى مستشفى 15 مايو لتلقي العلاج.

وأوضحت النيابة العامة، التي أمرت بدفن الجثامين بعد معاينتها، أن الحادث جاء نتيجة إخلال بشروط السلامة المهنية، مما دفعها لإصدار قرار بحبس مالك المصنع 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة الإهمال الجسيم.

قصة ضحايا مصنع الطوب

بينما كانت الأجواء تبدو هادئة نسبيًا، جلس العمال في بقعة مظللة أسفل المدخنة متجنبين حرارة الشمس بعد عمل يومي شاق، لكن تلك اللحظات القصيرة تحولت إلى صدمة مأساوية عندما سقطت المدخنة، تسببت الكارثة في مصرع أربعة عمال، بينما نجا العامل الخامس الذي كان يبتعد قليلاً لإجراء مكالمة هاتفية وشاهد بأعينه الانهيار.

التحريات الأولية وتحليل تسجيلات كاميرات المراقبة أظهرت أن المدخنة كانت تعاني من تصدع واضح قبل انهيارها مباشرة، إذ ظهرت اهتزازات الملحوظة في هيكلها قبل سقوطها بثوانٍ قليلة، تساؤلات كُثرت حول مدى التزام إدارة المصنع بإجراءات الوقاية والصيانة المطلوبة لضمان سلامة العاملين.

الجنازات والتضامن مع أسر الضحايا

سيطر الحزن على قرى العياط والبدرشين بعد مصرع الضحايا الأربعة الذين تحولوا من عمال يعولون أسرهم إلى أسماء تحت التوابيت، شُيع الراحلون في جنازات مهيبة، بينهم إسماعيل عبدالمحسن وأحمد حنفي من قرى مركز العياط، وأحمد جوهر من قرية أبورجوان القبلي بالبدرشين، الأسر المكلومة استقبلت التعازي في أجواء حزينة، بينما كانت الكلمات تعكس حجم الخسارة، “ابني خرج يبحث عن رزقه، ولم يعود إلا في نعش”، قالها والد أحد الضحايا وهو يعجز عن كتم دموعه.

في ظل هذه المأساة، أرسلت مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الجيزة لجنة إغاثة إلى موقع الحادث للتنسيق مع الجهات المسؤولة، وبدأت في اتخاذ التدابير اللازمة لدعم أسر العمال ماليًا ونفسيًا، كما طالب سكان المنطقة بضرورة مراجعة ضوابط السلامة لهذه المنشآت، داعين إلى تشديد الرقابة والصيانة على مثل هذه المصانع.

إجراءات لمعالجة الكارثة

للتعرف إلى ملابسات الحادث، اتخذت النيابة سلسلة من الخطوات تشمل:

• التحقيق مع مسؤولين وشهود عيان بموقع الحادث وإدارة المصنع
• استدعاء خبراء لفحص المدخنة ومعرفة الأسباب الفنية للانهيار
• التوصية بوضع توجيهات جديدة لضمان تطبيق شروط السلامة المهنية بالمصانع

وفقًا للتصريحات الرسمية، تخطط السلطات لتوفير دعم عاجل لأسر الضحايا واستمرار متابعة حالات المصابين حتى يتماثلوا للشفاء، فيما يأتي هذا الحادث كجرس إنذار لضرورة تصحيح أوضاع المنشآت الصناعية التي يستهدف أصحابها زيادة الأرباح، دون الالتفات إلى سلامة العاملين.

الأحداث المأساوية وضعت المجتمع أمام تحدٍ كبير لإعادة تقييم وضع منشآته الصناعية وتعزيز إجراءات السلامة داخل المصانع، تجنبًا لتكرار خسائر كهذه، فحياة البشر أغلى من أي توفير أو اختصار قد يدفع ثمنه في النهاية العمال الأبرياء.