تكاليف شحن الوقود تقفز عالميًا بفعل التوترات في الشرق الأوسط.. وشركات النقل تعيد رسم مساراتها البحرية

تكاليف شحن الوقود تقفز عالميًا بفعل التوترات في الشرق الأوسط

سجلت تكاليف شحن الوقود على المستوى العالمي ارتفاعات ملحوظة في ظل تصاعد التوترات بمنطقة الشرق الأوسط، حيث أثارت التهديدات الأمنية في المضايق المائية الحيوية قلقًا واسعًا عالميًا، مما دفع شركات النقل البحري إلى اتخاذ تدابير طارئة للحد من المخاطر التي تواجهها، إذ تعد مناطق مثل مضيق هرمز وباب المندب شريانًا رئيسيًا لنقل النفط عالميًا.

تكاليف شحن الوقود تتأثر بعلاوات التأمين

شهدت تكاليف شحن الوقود زيادة ملحوظة بسبب فرض علاوات التأمين الدولية المعروفة بـ”علاوة الحرب”، حيث رفعت شركات التأمين هذه العلاوات بشكل لافت نتيجة الاضطرابات المتزايدة، لا سيما في المناطق المحيطة بالمضايق البحرية مثل هرمز وباب المندب، علاوة الحرب هذه أُضيفت بشكل مباشر على تكلفة الشحن، ما يعني أن المستوردين النهائيين هم من يتحملون العبء المالي الإضافي، وتشير التقديرات إلى أن هذه العلاوات تضاعفت خلال الأيام القليلة الماضية، مما رفع أسعار الشحن بشكل واضح.

للتوضيح، فإن تلك العلاوات تتزايد مع زيادة احتمالات المخاطر، وهو ما يجعل ناقلات النفط تفضل التحوّط والبحث عن بدائل أكثر أمانًا وإن كانت أطول زمنًا وأكثر تكلفة مثل العبور برأس الرجاء الصالح بدلًا من المرور في المضايق الأكثر خطورة.

طول المسارات البديلة وتأثيرها على الجدول الزمني

لجأت العديد من شركات الشحن البحري إلى طرق بديلة لتجنب المرور بالمضايق المهددة، خاصة رأس الرجاء الصالح، رغم أن هذه المسارات تضيف ما بين 10 إلى 14 يومًا على زمن التسليم، وهو ما يتسبب في تأخيرات كبيرة في مواعيد وصول الشحنات النفطية، هذه التأخيرات تضع الدول المستوردة، وخصوصًا ذات الطلب المتزايد مثل الأسواق الأوروبية والآسيوية، أمام تحديات إضافية، من أبرزها تأثير ذلك على أسعار الوقود محليًا نتيجة التكلفة المركبة.

انعكاسات ذلك تتجاوز فقط التأخيرات الزمنية، إذ تشمل أيضًا الضغط المتزايد على الموانئ البديلة التي لم يُصمم معظمها للتعامل مع هذه الأعداد الكبيرة من الشحنات، ما يعزز الإحساس بتأثيرات اقتصادية طويلة الأجل على منظومات توزيع الوقود.

دور مصر في مواجهة تداعيات تكاليف شحن الوقود

تمثل مصر أحد أبرز الدول التي تعتمد على وارداتها النفطية عبر مضيق باب المندب، لذا تراقب عن كثب التطورات الجارية في المنطقة وتقوم بإجراء تقييمات دورية بغرض تأمين مخزونها الاستراتيجي من الوقود، ويعتبر البحر الأحمر وشرق المتوسط من المناطق التي تشتد فيها الاضطرابات، الأمر الذي يجعل مصر تسعى جاهدة لتأمين احتياجاتها دون أي انقطاع.

تجنب تمرير هذه الواردات عبر مسارات بحرية مطلوبة أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن بالنسبة للاقتصاد المصري، بينما تزيد الضغوط على الدول المستوردة لضمان استقرار المخزون المحلي من الوقود.

المسار البحري المدة الزمنية الإضافية زيادة التكاليف
رأس الرجاء الصالح 10-14 يومًا 15-25%
مضيق هرمز فترة زمنية قياسية تأمين مرتفع

كيف تواجه شركات النقل تداعيات تكاليف شحن الوقود؟

مع هذا الوضع المتوتر، اضطرت شركات النقل إلى اتخاذ خطوات عملية لمجابهة ارتفاع تكاليف شحن الوقود، بدءًا من إعادة التفكير في التخطيط للمسارات إلى تقليص مخاطر العمليات البحرية، ومن أبرز هذه الإجراءات:

  • استخدام طرق بحرية أطول وأكثر أمانًا مثل رأس الرجاء الصالح
  • زيادة رسوم الشحن لتعويض ارتفاع تكاليف التأمين البحري
  • إجراء تقييمات دورية للمخاطر في المناطق الجغرافية المتوترة
  • شراء تأمين إضافي لتقليص الخسائر الناتجة عن المخاطر المحتملة

قد تشكل الضغوط المتزايدة على شركات الشحن البحري مع استمرار التصعيد بالمنطقة عاملًا حيويًا يؤثر ليس فقط على اقتصادات الدول المستوردة وإنما يمتد ليؤثر على استقرار سلاسل الإمداد العالمية.