«صدمة عالمية» الذهب يرتفع بسبب إيران وإسرائيل إلى أعلى مستوى في شهرين

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الاثنين، حيث قفزت لتقترب من أعلى مستوياتها في شهرين وسط زخم كبير من التوجه نحو الملاذات الآمنة، يأتي ذلك إثر تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، مما أثار مخاوف عالمية من احتمال توسع النزاع وتأثيره على استقرار الأسواق في منطقة الشرق الأوسط، واضطر المستثمرون إلى التحوط ضد الأوضاع غير المستقرة عبر شراء الذهب.

التوترات الجيوسياسية ترفع أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب الفورية مستويات قوية حيث بلغ سعر الأونصة 3428.89 دولارًا، ما يمثل قفزة كبيرة جعلته قريبًا جدًا من أعلى مستوى له منذ أبريل الماضي، وقد تزامن هذا الصعود مع انخفاض العقود الآجلة للذهب في الأسواق الأمريكية بشكل طفيف بنسبة 0.1% لتصل إلى 3448.10 دولارًا، المؤشرات الحالية تدل على أن تجاوز الذهب لحاجز 3400 دولار يعزز من توقعات تحقيق المزيد من المكاسب خلال الفترة المقبلة، حيث أشار المحللون إلى إمكانية الوصول إلى مستويات جديدة عند 3500 دولار للأوقية، مدفوعةً بعوامل سياسية واقتصادية متدهورة.

وكانت الأيام الأخيرة قد شهدت تصعيدًا عسكريًا جديدًا بين إيران وإسرائيل، حيث نفذت كلتا الجهتين غارات متبادلة تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وازداد الموقف سوءًا بتبادل التحذيرات للمدنيين بالبقاء في الملاجئ، مما خلق مناخًا مضطربًا يخشى المراقبون من أن يمتد تبعاته إلى نطاق أوسع يهدد أمن المنطقة برمتها.

المستثمرون يتطلعون إلى قرارات البنوك

في هذا السياق المضطرب، تتجه أعين المستثمرين أيضًا نحو قرارات البنوك المركزية العالمية، حيث يترقب الجميع الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، من المتوقع أن يُبقي المجلس على أسعار الفائدة دون تغيير، ولكن سيتم التركيز بشكل مكثف على أي إشارة قد تصدر بشأن تخفيض الفائدة مستقبلًا، وتؤثر قرارات الفيدرالي بشدة على توجهات الأسواق، إذ يعتبرها المستثمرون مؤشرًا رئيسيًا يوجه تحركاتهم سواء نحو الأصول الآمنة مثل الذهب أو نحو الأسهم والسندات.

ويمثل الذهب الخيار الأكثر استقرارًا أمام مخاوف التباطؤ الاقتصادي وتنامي المشاكل السياسية، ما يعزز الطلب العالمي عليه في فترات كهذه، إذ تتعرض العملات العالمية وعلى رأسها الدولار لحالة من الضعف النسبي تجعل من الذهب بديلًا مغريًا للاستثمار.

أداء المعادن النفيسة

بجانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة في الأسواق العالمية، وجاءت النتائج على النحو التالي:

• سجلت الفضة تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 36.28 دولارًا للأوقية.
• البلاتين شهد ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليبلغ 1233.12 دولارًا.
• البلاديوم كان الرابح الأكبر حيث قفز بنسبة 1.4% ليصل إلى 1041.85 دولارًا.

هذه التباينات تشير إلى أن التحركات في سوق المعادن تعتمد بشكل رئيسي على العرض والطلب، فضلًا عن التفاعل مع الأحداث السياسية الرئيسية والمؤشرات الاقتصادية.

وسط هذه التحركات، يظل الذهب المؤشر الأبرز على الوضع العالمي، حيث يعكس القفزات المتتالية فيه الحالة النفسية والجيوسياسية التي تحيط بالأسواق، ومع استمرار هذا المشهد المضطرب في الشرق الأوسط والمخاوف من امتداد النزاع، يُتوقع مزيد من الارتفاع للذهب والأصول المشابهة، مما يجعل أصحاب المال والمهتمين بفرص الاستثمار يراقبون الوضع بحذر شديد.