«مفاجأة كبرى» انخفاض أسعار النفط عالميًا كيف سيؤثر على الاقتصاد؟

انخفضت العقود الآجلة لخام “برنت” بنسبة 1.3% وصولًا إلى 73.27 دولار للبرميل، بالتزامن مع هبوط خام “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 1.4% ليُسجل 71.93 دولار للبرميل، وتُعد هذه التغيرات انعكاسًا لحالة التوتر الاقتصادي والسياسي التي تسيطر على الأسواق، إذ تتأثر أسعار النفط بالتطورات الدولية التي تؤثر على العرض والطلب بشكل مباشر في السوق العالمي.

أثر الصراعات الدولية على العقود الآجلة لخام “برنت”

من العوامل المؤثرة بشكل مباشر على العقود الآجلة لخام “برنت” الأحداث الجيوسياسية الإقليمية، إذ تطلبت الأوضاع المتوترة بين إيران وإسرائيل اهتمام الأسواق مؤخرًا، خاصة مع التهديدات المتكررة المتعلقة بمضيق هرمز، الذي يُعتبر الممر الأساسي لنقل النفط عالميًا، حيث يمر منه حوالى 20% من الاستهلاك العالمي اليومي للنفط، أي عرقلة لهذه التدفقات تؤدي غالبًا إلى تصاعد الضغوط على الأسعار، كذلك فإن العقوبات الاقتصادية أو الإغلاقات المفاجئة للمضيق تُرسل إشارات مقلقة للأسواق العالمية، مما يرفع من مستوى الحذر لدى المستثمرين.

العوامل الاقتصادية المؤثرة على خام “غرب تكساس الوسيط”

أما فيما يخص خام “غرب تكساس الوسيط”، فإن الأسواق تعتمد بشكل كبير على عدة عوامل اقتصادية داخل الولايات المتحدة وخارجها، منها التقارير المتعلقة بمخزونات النفط الأسبوعية التي تصدرها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، خاصة أن أي ارتفاع أو انخفاض كبير في المخزونات يعكس حالة العرض والطلب في الأسواق، من جهة أخرى، تلعب تطورات الاقتصاد الأمريكي وقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بأسعار الفائدة وارتفاع قيمة الدولار أيضًا دورًا هامًا في التأثير على تسعير النفط، حيث يرتبط التداول الدولي بأسعار العملة الأمريكية التي يتم بها تقييم النفط عالميًا.

هل الأسواق الآسيوية تؤثر على أسعار كلا الخامين؟

تشكل الأسواق الآسيوية ركنًا محوريًا في تحديد أسعار كل من خام “برنت” وغرب تكساس الوسيط، إذ إن النمو الكبير الذي تشهده اقتصادات مثل الصين والهند يرفع معدلات الطلب على النفط، مما يُحدث تذبذبات ملحوظة في السوق، حتى أن المؤشرات الأخيرة أظهرت تعافيًا نسبيًا في التعاملات الآسيوية حيث زادت أسعار الخامين بأكثر من 4 دولارات للبرميل قبل أن تتراجع بفعل توازن العرض والطلب، يُذكر أن الاعتماد الكبير على النفط في النمو الاقتصادي يعطي هذه الأسواق ثقلاً واضحًا في التأثير على الاتجاهات العالمية، فتغيرات السياسات الاقتصادية أو الاشتباكات التجارية تكون كافية لهز المؤشرات النفطية.

• سياسات الإنتاج وأي اضطرابات تؤثر على الإمدادات العالمية
• أحداث جيوسياسية تهدد المناطق الغنية بالنفط
• تغير مستويات استخدام الطاقة في الاقتصادات الناشئة أو الكبرى

تلعب مختلف العوامل السابقة دورًا كبيرًا في تحديد ديناميكية السوق النفطية على المدى القصير والطويل، ما يجعلها من المؤشرات الحساسة التي ترصدها الأسواق بحذر مستمر، ويظل التباين الحاد في التحركات السعرية دائمًا موضع اهتمام الجميع لما يحمله من دلالات اقتصادية مؤثرة.