«صدمة كبرى» ركلة جزاء تحرم فلسطين من حلم التأهل لكأس العالم 2026

منتخب فلسطين وكفاحه الطويل نحو حلمٍ مؤجل
انهارت أحلام منتخب فلسطين وجماهيره بصعوبة بعد مشوار شاق خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم، فقد كان الحلم كبيرًا والجماهير متشوقة لرؤية فريقها الوطني يصنع التاريخ، إلا أن المباراة الأخيرة جاءت مختلفة عما كان الجميع يتمنى، حيث أهدرت ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع حلمًا طالما انتظروه واصطدموا بواقع موجع وسط ظروف صعبة.

منتخب فلسطين وسنوات من التحضير والتحديات

في وقت كان المنتخب الفلسطيني يحتل فيه التصنيف الـ101 عالميًا، استطاع أن يحقق سلسلة رائعة من المباريات، متحديًا أصعب الظروف، حيث فاز في مواجهتين متتاليتين أمام العراق والكويت ليقترب أكثر من التأهل، حتى إنه تقدم على منتخب عمان في المباراة الحاسمة واستمر متفوقًا حتى الدقيقة 97، ثم جاءت ركلة الجزاء المثيرة للجدل التي غيرت كل شيء
مشوار منتخب فلسطين كان مليئًا بالتحديات داخل وخارج الميدان، فعلى الرغم من الأداء القوي والروح القتالية، اختتم مشواره باحتلال المركز الخامس في مجموعته، بفارق نقطة واحدة فقط عن عمان، مما أنهى أحلامه بالوصول إلى ملحق التصفيات الآسيوية
وسط هذه الأجواء الصعبة قال عدي الدباغ، نجم المنتخب: "كنا نسعى لإدخال الفرحة في قلوب أهلنا وسط ما يمرون به من معاناة، بذلنا أقصى ما لدينا، لكن النتيجة جاءت قاسية جدًا"

اللعب خارج فلسطين وتأثير الحرب على المنتخب الوطني

منذ انضمام فلسطين إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في عام 1998، واجه أبناء الفريق الوطني تحديات استثنائية، ورغم أن اللعب في الوطن كان حلمًا، فإن الحرب والظروف الأمنية حرمت الفريق من هذه الميزة، حيث اعتمد المنتخب على الملاعب الأردنية كملعب بديل بسبب قربها ووجود جماهير فلسطينية كبيرة تدعمه
على مدار العام الماضي، استعد المنتخب الفلسطيني من خلال معسكرات تدريبية في دول عربية مثل الجزائر وقطر والسعودية، لكن الحرب الجارية في عام 2023 أثرت سلبًا على الرياضة المحلية في فلسطين، إذ توقفت المباريات المحلية واستشهد مئات اللاعبين إلى جانب آلاف الضحايا المدنيين
عدي الدباغ أكد صعوبة التركيز في هذه الظروف، لكنه أشار إلى أن اللاعبين يحاولون دائمًا التمسك بالأمل وتقديم أفضل ما لديهم في الملعب لإسعاد جمهورهم رغم كل المصاعب

خطط مستقبلية وبرؤية جديدة للأبطال

رغم انتهاء مسيرة المنتخب الفلسطيني في تصفيات كأس العالم، إلا أن الحلم لم يضمحل، فالفريق الآن يوجّه أنظاره نحو المشاركة في كأس أمم آسيا 2027 في السعودية، حيث سيكون لديه فرصة لإثبات ما يمكنه تقديمه على المستوى القاري
الدباغ شدد على أن المنتخب الفلسطيني ليس مجرد فريق لكرة القدم، بل هو رمز للصمود وأداة لنقل رسائل إنسانية للعالم حول ما يعيشه الشعب الفلسطيني، قائلاً: "كرة القدم بالنسبة لنا ليست مجرد رياضة، بل وسيلة لإرسال رسالة الأمل والسلام من فلسطين إلى بقية العالم"

إحصائيات منتخب فلسطين في التصفيات الأخيرة

ما الذي يمكن تقديمه لدعم المنتخب الفلسطيني؟

يمكن للنهوض بالرياضة في فلسطين أن يكون محور اهتمام أساسي من خلال:

• إقامة مشاريع لإعادة بناء المنشآت الرياضية المتضررة بسبب الحرب
• تنظيم مباريات ودية دولية لتعويض غياب المباريات المحلية
• إشراك اللاعبين الفلسطينيين في دوريات خارجية لزيادة الخبرة والاحتكاك
• تقديم دعم نفسي ومعنوي للاعبين في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة

منتخب فلسطين، رغم الانتكاسة الأخيرة، أثبت للعالم أنه قادر على المنافسة وسط الأمواج العاتية، وأن الإبداع الفلسطيني يظهر حتى في أحلك الظروف، فالقصة لم تنته بعد، والأمل يُولد من جديد مع كل صافرة بداية لمباراة قادمة.