«صدمة الأسواق» توقعات أوبك لنمو الطلب العالمي رغم ارتفاع أسعار النفط

رغم قفزة أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة، لم تغير منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” توقعاتها بشأن نمو الطلب العالمي على النفط، حيث تتوقع المنظمة أن يصل معدل النمو إلى 1.3 مليون برميل يوميًا في عام 2025، وهو معدل ثابت مقارنة بتقديراتها السابقة، ومن المنتظر أن يبلغ إجمالي الطلب العالمي نحو 104.5 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية العام المذكور، مما يعكس ثقة أوبك في استقرار سوق النفط على المدى المتوسط، بالرغم من الاضطرابات الجيوسياسية والظروف الاقتصادية المتغيرة.

أسعار النفط وتأثير الأزمات السياسية

شهدت أسعار النفط قفزة كبيرة خلال بداية تعاملات الأسبوع، إذ ارتفع خام برنت بنسبة تجاوزت 5% ليصل إلى مستويات تفوق 76 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مستوى قريب من 75 دولارًا للبرميل، وتعزى هذه الزيادة إلى تصاعد التوترات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط إثر مواجهات قوية بين إسـرائيل وإيـران، مما أثار مخاوف حقيقية تتعلق بتعطل الإمدادات القادمة من هذه المنطقة الحيوية، التي تعد من أكبر مصادر النفط عالميًا، ويجدر بالذكر أن أسعار كلا الخامين القياسيين سجلت مكاسب بنسبة تزيد عن 13% خلال تعاملات الأسبوع السابق.

في السياق ذاته، أكدت “أوبك” أن التعافي الجاري في الاقتصاد العالمي، خاصة في دول مثل الصين والهند، أدى إلى ارتفاع ملحوظ في مستويات السفر والسياحة، مما ساهم في تعزيز الطلب على النفط بشكل كبير، بينما لعبت الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية دورًا إضافيًا في هذا النمو.

زيادة الإنتاج من خارج “أوبك بلس”

أما على صعيد العرض، فتتوقع أوبك زيادة إنتاج الدول غير الأعضاء في تحالف “أوبك بلس” بواقع 800 ألف برميل يوميًا في عام 2025، ليصل الإجمالي إلى 69.3 مليون برميل يوميًا، مع تركيز النمو على بعض الدول مثل الولايات المتحدة والبرازيل وكندا، إلى جانب الأرجنتين والنرويج، ورغم هذا، فإن الإنجاز ليس متوازنا تمامًا، حيث يُتوقع أن تنخفض معدلات الإنتاج في دول أخرى مثل المكسيك وكازاخستان، كما أشار التقرير أيضًا إلى توقعات باستقرار إنتاج النفط الصخري الأمريكي، وهو ما سيدعم وجود توازن مستقبلي في السوق.

استقرار الإنتاج في “أوبك بلس”

إنتاج دول تحالف “أوبك بلس” شهد ارتفاعًا طفيفًا في شهر مايو، مضيفًا 180 ألف برميل يوميًا ليصل إلى ما مجموعه 41.23 مليون برميل يوميًا، وبمرور الوقت توقع التقرير أن يشهد الأداء الاقتصادي العالمي تحسنًا ملموسًا خلال النصف الثاني من عام 2025، وذلك بعد أداء إيجابي تجاوز التوقعات في النصف الأول، هذا التحسن قد يؤدي إلى تخفيف القيود الطوعية المفروضة على الإنتاج تدريجيًا، مما يعزز من حالة الاستقرار في مستويات المعروض النفطي العالمي.

• تعافي الاقتصاد العالمي أدى إلى تعزيز الطلب على النفط.
• التوترات الجيوسياسية دفعت لزيادات قصيرة الأمد في الأسعار.
• مساهمة قوية للدول غير الأعضاء في “أوبك بلس” بزيادة العرض النفطي.

في ظل هذه المعطيات، يعكس تقرير “أوبك” قدرتها على الموازنة بين العرض والطلب العالميين على النفط، مما يقلل من احتمالية تقلبات حادة في سوق الطاقة العالمية