الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على قلب موازين التجارة العالمية من خلال خطة طموحة تستهدف إعادة بناء صناعات استراتيجية مثل أشباه الموصلات داخل الأراضي الأمريكية. يبدو أن مستقبل الأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة بات مرتبطًا بقرارات السياسة الاقتصادية الأمريكية، حيث أكدت وزارة التجارة الأمريكية أن قرار إعفاء هذه الفئة من الرسوم الجمركية ليس نهائيًا، بل هو “إعفاء مؤقت” في انتظار فرض رسوم جديدة تعزز الإنتاج المحلي.
ما هي رسوم أشباه الموصلات وتأثيرها على الصناعة الأمريكية؟
رسوم أشباه الموصلات هي سياسة جمركية جديدة تعتزم الولايات المتحدة تطبيقها قريبًا، من المتوقع أن يتم فرضها خلال شهر إلى شهرين، وتشمل أشباه الموصلات ومنتجات أخرى مثل الشرائح الإلكترونية والشاشات المسطحة. تهدف الرسوم الجديدة إلى تشجيع عودة العديد من الصناعات الحيوية، مثل الإلكترونيات والأدوية، للإنتاج داخل الولايات المتحدة، وتقليل الاعتماد التجاري على دول جنوب شرق آسيا. تعد هذه الخطوة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الأمن القومي الأمريكي للحد من العجز التجاري ولتعزيز الاحتفاظ بالتكنولوجيا وصناعات المستقبل على مستوى محلي.
لماذا تعول أمريكا على إنتاج أشباه الموصلات محليًا؟
أشباه الموصلات تعد أساس كل ما يخص التطور التكنولوجي في العالم المعاصر؛ فهي تدخل في تصنيع الهواتف المحمولة، الحواسب، ومراكز البيانات. استيراد أغلب هذه المكونات من دول مثل الصين وكوريا الجنوبية يعرض الاقتصاد الأمريكي لمخاطر استراتيجية؛ فإذا حدثت أزمات كالتوتر الجيوسياسي أو أزمات سلاسل التوريد، سيؤدي ذلك إلى تباطؤ الاقتصاد المحلي وحتى تهديد الأمن القومي. لذلك، فإن القرار الأمريكي الجديد يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى مواجهة أي أزمات مستقبلية وتأسيس سلطات حماية تعتمد على الإنتاج المحلي.