«مفاجأة كبرى» سعر الذهب يهبط اليوم بسبب عمليات جني الأرباح

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا ملحوظًا ببداية هذا الأسبوع، عقب بلوغها أعلى مستوياتها منذ شهرين تقريبًا، حيث تأثرت بالتوجه لجني الأرباح من جانب المستثمرين، بالرغم من تصاعد التوترات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي التي كانت قد دفعت الذهب إلى الارتفاع سريعًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسجل الذهب العالمي انخفاضًا بنسبة 0.5%، متذبذبًا بين مستويات 3409 و3451 دولارًا للأونصة.

أسعار الذهب بين التصحيح والاتجاه الصاعد

أوضح تقرير صادر عن “جولد بيليون” أن الانخفاض الأخير في أسعار الذهب يندرج ضمن نطاق التصحيح الطبيعي بعد المكاسب الأخيرة، وليس إشارة لتحول الاتجاه الصاعد العام، حيث يؤكد استقرار الأسعار فوق حاجز 3400 دولار للأونصة فرص استمرار الارتفاع إلى مستويات جديدة قد تتجاوز حاجز 3500 دولار مستقبلًا، ويرجع هذا التفاؤل إلى الإقبال المتزايد على المعدن النفيس كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية الراهنة في المنطقة، خصوصًا مع تصاعد التهديد بين طهران وتل أبيب.

وبالنظر إلى تصاعد الأزمات الإقليمية، يبدو أن الذهب يلعب دورًا رئيسيًا في حماية أموال المستثمرين الذين يرون فيه خيارًا استثماريًا أكثر استقرارًا مقارنة بالأسواق التقليدية الأخرى، مما يعزز من ارتفاع أسعار المعدن في ظل هذه الظروف العصيبة.

اجتماع الفيدرالي الأمريكي وتأثيراته على الذهب

تتجه الأنظار عالميًا نحو الاجتماع المرتقب للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، والذي يُتوقع أن يشهد تثبيتًا لأسعار الفائدة الحالية، ومع التباطؤ الملحوظ للتضخم وضعف النمو الاقتصادي، فإن المستثمرين يتطلعون إلى تصريحات رئيس الفيدرالي، جيروم باول، لتحديد مدى تأثيرها على أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

وتضيف هذه العوامل تحديات اقتصادية جديدة تزيد من جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد سياسات الفائدة المتغيرة، إذ إن ثبات أو حتى عكس الفائدة المرتفعة قد يفتح الباب لموجة صعود جديدة للمعدن الأصفر، مما يجعل الأخبار القادمة من الفيدرالي الأمريكي من أبرز العوامل التي يراقبها السوق.

أسعار الذهب في مصر تحت وطأة التحركات العالمية والمحلية

المشهد المحلي في مصر لم يكن بعيدًا عن هذه التحركات العالمية، إذ انخفض سعر الذهب بشكل ملحوظ مع بداية الأسبوع متأثرًا بالضغط الناتج عن تراجع الأسعار العالمية، كما لعب ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه دورًا هامًا في التأثير على السوق المحلي، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا إلى 4890 جنيهًا بعد أن كان 4920 جنيهًا، وهو انخفاض واضح مقارنة بإغلاق اليوم السابق.

وتشير التحليلات إلى أن الطلب المحلي لم يكن قويًا بما يكفي لدعم الأسعار المرتفعة، بل إن المخاوف من استمرار صعود الدولار قد دفعت المستثمرين إلى تقليص إنفاقهم على الذهب محليًا، بالإضافة إلى ذلك ساهمت الأزمة الاقتصادية الإقليمية بخروج رؤوس أموال أجنبية من السوق المصرية، ما زاد من ضعف الجنيه وبالتالي أسهم في ارتفاع الأسعار داخل السوق المصرية بشكل مبالغ فيه خلال الفترات السابقة.

• راقب حركة سعر الدولار وعلاقتها بتقلبات أسعار الذهب.
• اهتم بمراقبة أي قرارات جديدة قد تصدر عن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
• تابع تطورات الأزمات الجيوسياسية ذلك لأنها تدفع المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة كالمعادن الثمينة.

تأثير النفط والصين على سوق الذهب

فرض تراجع أسعار النفط مؤخرًا تأثيرًا مباشرًا على أسعار الذهب، حيث إن الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط سابقًا، وسط توقعات بإغلاق مضيق هرمز بفعل التوترات الجيوسياسية، كان دافعًا ملحوظًا لتعزيز مكاسب الذهب باعتباره أداة تحوط ضد التضخم، إلا أن التراجع الأخير في النفط أدى إلى انخفاض محدود في الطلب على الذهب كملاذ.

ومن جهة أخرى، استمر البنك المركزي الصيني في دعم احتياطاته المعدنية، معلنًا عن شراء 1.9 طن إضافي من الذهب خلال مايو ليكون بذلك قد استمر في عمليات الشراء الشهري المستمرة منذ سبعة أشهر، مما رفع احتياطاته إلى 2296 طنًا، بينما تراجعت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب بالصين لأول مرة منذ يناير الماضي، ما يعكس ديناميكية السوق بين أسس الطلب الاستثماري والتوجهات العامة للبنوك المركزية.