«عاجل الآن » سعر الدولار يتجاوز التوقعات وسط توتر إقليمي وتصاعد الطلب

سعر الدولار يشغل بال الكثيرين في الأسواق المالية، خاصة بعدما شهدت تقلبات كبيرة مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، حيث أثرت هذه الأحداث بشكل مباشر على العملات في الأسواق الناشئة، وعلى رأسها الجنيه المصري، ونتيجة لذلك ارتفع الطلب على الدولار الأمريكي داخل السوق المصري، مما أدى إلى ارتفاع سعر صرفه وزيادة الترقب حول مستقبل سعر الدولار والجنيه في الفترة القادمة.

تراجع سابق للدولار يعقبه صعود مفاجئ

شهد سعر الدولار الأمريكي تراجعًا واضحًا أمام الجنيه المصري في النصف الأول من يونيو 2025، حيث وصل إلى مستوى 49.8 جنيه، بعد أن تجاوز مستويات 51 جنيهًا في فترات سابقة، ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية، ارتفع الدولار مرة أخرى ليكسر حاجز 50.9 جنيه في بعض البنوك، وسط طلب متزايد على الدولار ما زاد من القلق في الأسواق المحلية حول اتجاهات سعر الدولار في المستقبل.

أسباب الارتفاع المفاجئ لسعر الدولار

أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد فؤاد أن الزيادة المفاجئة في سعر الدولار تعود إلى خروج حوالي 800 مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين المصرية خلال أيام قليلة بسبب التوترات الإقليمية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا متجاوزة 90 دولارًا للبرميل بفعل القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران، مما زاد من فاتورة استيراد الوقود في مصر وأدى إلى زيادة الطلب على الدولار.

• خروج استثمارات مالية من السوق المصري
• ارتفاع أسعار النفط عالميًا
• اتجاه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة

توقعات مستقبلية لسعر الدولار

في ظل استمرار الأزمة، تجذب توقعات سعر الدولار اهتمام المحللين، إذا استمرت التصعيدات العسكرية قد يتجاوز سعر الدولار 51.5 جنيه، مع احتمالات بلوغه مستويات أعلى إذا استمرت موجات خروج الاستثمارات الأجنبية، أما في حالة التهدئة أو التوصل لاتفاق بين إسرائيل وإيران، فقد يعود الدولار إلى نطاق 49.5 – 50 جنيهًا، مما سيعكس توازنًا محتملًا بين التدفقات الدولارية وتجاوز الضغوط الخارجية.

سياسة البنك المركزي في مواجهة الأزمة

يتبنى البنك المركزي المصري نهجًا حذرًا في إدارة سوق الصرف من خلال استخدام أدوات السوق المفتوح للحفاظ على السيولة وتجنب الضغط على الاحتياطيات، كما يبادر إلى كبح المضاربات عن طريق تأكيد إمكانية توفير الدولار اللازم لاستيراد السلع الاستراتيجية، ويعكس تحرك أسعار البنوك اليوم مظاهر القلق في السوق المصري بسب التوترات السياسية العالمية.

في النهاية، يبقى التأثير الأكبر لسعر الدولار في يد المستثمرين وعبر السياسات الاقتصادية التي تتخذها الدولة، فيما تظل مراقبة تطورات الشأن السياسي العالمي أمرًا حيويًا لتحقيق التوازن وضمان استقرار سعر الدولار والعملات الأخرى.