«أسطورة كروية» الملك ميورا يواصل اللعب بعمر 58 عامًا فمن يكون؟

يواصل المهاجم الياباني كازويوشي ميورا، المعروف بلقب “الملك كازو”، كتابة التاريخ في عالم كرة القدم حيث رفض أن تكون السن عائقًا أمام طموحه كلاعب محترف، فرغم بلوغه 58 عامًا شارك كبديل في مباراة رسمية لفريقه أتلتيكو سوزوكا بدوري الدرجة الرابعة الياباني، مؤكداً عشقه اللا محدود للساحرة المستديرة وشغفه الذي لا يعرف التراجع.

الكثير بدأ في البرازيل: رحلة حلم

بدأ اسم ميورا يسطع في عالم الكرة عندما قرر مغادرة اليابان في سن 15 عامًا، متوجهًا إلى البرازيل لتحقيق حلمه، وانضم لنادي سانتوس عام 1986، ليصبح أول لاعب ياباني يحترف في بلد يعد مهد كرة القدم العالمية، وخلال تلك الفترة اكتسب خبرة واسعة في الملاعب البرازيلية التي كانت تشتهر بالمنافسة الشديدة والمهارات الفردية المبهرة، تجربة ميورا في البرازيل دامت لسنوات عدة قبل عودته لليابان.

عندما عاد إلى وطنه، ارتدى قميص فريق فيردي كاواساكي، وساهم بقيادته للفوز بأول لقبين للدوري الياباني للمحترفين في أعوام 1993 و1994، ولم تقتصر إنجازات ميورا على الأندية فقط، بل برز أيضًا مع منتخب بلاده، حيث مثل اليابان في 89 مباراة دولية، مسجلاً خلالها 55 هدفًا، ما جعل اسمه مرتبطًا دائمًا بتاريخ الكرة اليابانية، وبالرغم من استبعاد اسمه من قائمة مونديال 1998، إلا أن تأثيره في المشهد الكروي الياباني لم ينطفئ.

محطات متنوعة حول العالم

التزام ميورا بمواصلة مسيرته الاحترافية قاده لخوض تجارب ناجحة في مختلف أنحاء العالم، حيث لعب في أوروبا مع أندية مثل جنوى الإيطالي ودينامو زغرب الكرواتي، وتجارب في كرواتيا وأستراليا، إلى جانب تجربة قصيرة في الدوري البرتغالي مع فريق أوليفيرينسي، هذه المغامرات منحته شهرة عالمية واسعة ورفعت من قيمة الكرة اليابانية خارج حدود آسيا، ليصبح نجمًا يمثل الطموح الكروي الياباني.

وعلى الرغم من تقدمه في العمر، فإن روحه الرياضية لم تخف، وتميزت تلك المحطات بالمثابرة والإصرار، ما ساعده على كسب احترام اللاعبين والجماهير في كل مكان، وبفضل ذلك، أصبح نموذجاً رياضياً يُحتذى به.

لا عائق أمام العمر!

اليوم، وفي سن 58 عامًا، يواصل ميورا التحدي دون أي رغبة في الاعتزال، مصممًا على إثبات أن السن لا يشكل عائقًا أمام الإرادة، وقد قال ميورا في مقابلات سابقة إنه يرفض فكرة التوقف طالما جسده قادر على الاستجابة لمتطلبات اللعبة، وبتواجده مع فريق سوزوكا الياباني، الذي عاد إليه بعد إعارة من البرتغال، أظهر أن شغفه باللعبة يفوق كل الصعاب.

بعد مشاركته الأخيرة، سجل ميورا موسمه الاحترافي الأربعين، ليضيف إنجازًا جديدًا لمسيرته الأسطورية، حيث خاض ما يقارب 800 مباراة رسمية مع أكثر من 15 ناديًا في مسيرة تجاوزت أربعة عقود، ورغم أنه لم يسجل مع فريق سوزوكا حتى الآن إلا أن استمراره كلاعب محترف يعد بحد ذاته إنجازًا يفوق التوقعات.

• الاستمرار في التمارين بجدية رغم كبر السن كان سلاح ميورا السري.
• حماسه للعب تجلى في كل محطة تنقل خلالها داخل وخارج اليابان.
• يمثل نموذجًا فريدًا على قدرة الإنسان على تحدي القيود التقليدية.

قد يبدو أن كازويوشي ميورا، اللاعب الذي عاش كل مراحل تطور كرة القدم تقريبًا، لا يحمل كلمة “مستحيل” في قاموسه، فهو لا يثبت فقط أن العمر مجرد رقم، لكنه أيضاً يلهم أجيالاً عدة بأن الشغف لا ينتهي حينما يعمل الإنسان بجد وتسكنه روح المثابرة.