«زلزال مفاجئ» هزة أرضية تضرب منشأة فوردو النووية في إيران

سجل المركز الوطني لرصد الزلازل في إيران هزة أرضية خفيفة بقوة 2.5 درجة على مقياس ريختر في محافظة قم، بالقرب من منشأة “فوردو” النووية، وذلك مساء الأحد في الساعة 23:30 بتوقيت طهران، وفقًا لما أعلنه المركز، حيث وقع الزلزال على عمق 10 كيلومترات فقط، مما أثار تساؤلات حول سلامة المنشأة النووية المحصنة.

تفاصيل الهزة الأرضية قرب منشأة فوردو

وقعت الهزة الأرضية في منطقة تبعد نحو 90 كيلومترًا عن منشأة “فوردو”، التي تُعد واحدة من أكثر المنشآت النووية الإيرانية حصانة، حيث تقع تحت جبل وتتميز بتحصينات تجعلها شبه منيعة ضد الهجمات الجوية، وبفضل موقعها الاستراتيجي وتصميمها الفريد، تعد المنشأة محورًا للعديد من المخاوف الدولية، إذ تتم فيها عمليات تخصيب اليورانيوم، مما يزيد من حساسيتها في ظل التوترات الإقليمية والدولية الحالية.

تتمثل أهمية “فوردو” النووية بأنها بُنيت بعناية لحمايتها من التهديدات الخارجية، ومع ذلك، فإن وقوع زلزال حتى بقوة ضئيلة مثل 2.5 درجة يثير تساؤلات حول مدى قدرة هذه المنشأة على الصمود أمام الكوارث الطبيعية في منطقة معروفة بموقعها الزلزالي النشط، بينما أكدت السلطات المعنية أن الهزة لم تسبب أي أضرار تذكر.

الهجوم الإسرائيلي على موقع “فوردو”

في إطار التوترات المستمرة بين إيران وإسرائيل، كان لافتًا إعلان المتحدث الرسمي باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، في 14 يونيو الماضي عن وجود أضرار “محدودة” في موقع فوردو نتيجة هجوم إسرائيلي، حيث أشار إلى أن أغلب المعدات والمواد الحساسة قد تم نقلها إلى مناطق أكثر أمانًا قبل الحادث، مما حال دون وقوع أضرار جسيمة أو تلوث بيئي.

تأتي هذه التطورات في سياق تبادل متكرر للضربات بين الطرفين، والذي يشمل منشآت استراتيجية وحتى أهداف حساسة، ويزيد هذا التصعيد من حدة القلق الدولي وسط مطالبات متواصلة بالتحلي بضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب تفاقم الأوضاع في المنطقة التي تعيش بالفعل حالة من التوتر الدائم.

القضايا الدولية المرتبطة بمنشأة فوردو

إلى جانب الكوارث الطبيعية أو الهجمات المباشرة، تُثير منشأة “فوردو” قلقًا عالميًا على خلفية استخدامها ضمن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، إذ يرى المجتمع الدولي أن هذا النوع من المرافق يفتح الباب أمام احتمالية تطوير أسلحة نووية، مما دفع العديد من الدول إلى الدعوة مرارًا لوضعه تحت رقابة دولية مشددة، ومع تسجيل الهزة الأخيرة، عاد النقاش حول سلامة المنشأة والمخاطر البيئية التي قد تتسبب فيها في حال وقوع زلزال أقوى.

لا يمكن إغفال دور “فوردو” في تسريع وتيرة النزاع مع إسرائيل، والذي أصبح أكثر وضوحًا مع التصعيد الأخير، حيث تؤكد إيران أنها ملتزمة باستخدام برامجها النووية لأغراض سلمية، في حين ترى إسرائيل العكس تمامًا، وتبدي قلقًا حيال التهديد الذي قد تشكله هذه المنشآت على أمنها الإقليمي.

– أبرز جوانب الارتباط بين الهزات الأرضية والصراعات الدولية حول “فوردو”:

  • زيادة المخاوف بشأن تأثير الكوارث الطبيعية على المنشآت النووية والسلامة الإقليمية
  • تصاعد التوتر الإقليمي بشأن البرامج النووية الإيرانية
  • زيادة التداعيات البيئية في حال وقوع حوادث كبيرة في المنشآت الحساسة

المقارنة بين العوامل الطبيعية والبشرية

يوضح الجدول التالي مقارنة بين التحديات التي تُسببها العوامل الطبيعية وتلك الناتجة عن النزاعات البشرية فيما يتعلق بمنشأة “فوردو”:

العامل التحديات التأثير
الكوارث الطبيعية الهزات الأرضية والزلازل تأثير مباشر على البنية التحتية والبيئة
النزاعات البشرية الهجمات الجوية أو السيبرانية أضرار مادية وربما تسرب نووي

على الرغم من أن منشأة “فوردو” صُممت لتحمل أسوأ السيناريوهات، سواء كانت زلازل أو هجمات عسكرية، يبقى من الواضح أن تصاعد التوترات الجيوسياسية والموقع الجغرافي النشط زلزاليًا يزيد من المخاطر المحيطة بها، مما يدعو إلى تبني نهج أكثر شفافية وتقييمًا مشتركًا للحد من التهديدات المحتملة على الاستقرار المحلي والدولي.