«صدمة مفاجئة» ما طاش صالح الشادي يكشف الحقيقة الكاملة

صالح الشادي، لم يكن مجرد اسم لامع في عالم الكلمة والحنين، بل رمزًا يجسد تجربة إنسانية غنية تمثل فيها الإبداع والمشاعر سمة بارزة تتردد أصداؤها بين الآفاق، ذات يوم من أيام عام 2002، كنت في منزلي الريفي في الأردن، حيث الهدوء يرافق الزمن، حتى كسر صمت القيلولة اتصال من حارس المنزل يخبرني بأن صديقًا قديمًا، ناصر القصبي، على مقربة مني برفقة مجموعة عمل.

رحلة غير متوقعة بقيادة صالح الشادي

كانت المفاجأة كبيرة جدًا عندما وجدت أمام باب منزلي ناصر القصبي ومجموعة من أبرز نجوم الدراما السعودية برفقة فريق إنتاج ضخم، ضمت المجموعة شخصيات لامعة كمثل المخرج عبدالخالق الغانم والراحل فهد الحيان وعبدالله السدحان، إلى جانب بشير غنيم، وجلبوا معهم قاطرة قديمة جذابة لصورة تُحيي ذكرى مسلسلهم العريق، كانوا يبحثون عن مواقع تصوير لمشهد قطار ضمن حلقة خاصة في مسلسل طاش بعنوان “قطار الشرق السريع”.

بتبادل القصص والمواقف، علمت أن وجودهم بالقرب من منزلي كان صدفة بحتة، إذ أنهم لم يتمكنوا طوال وجودهم في الأردن من التواصل معي رغم محاولاتهم المتكررة للحصول على رقم هاتفي، وهو ما جعل اللقاء في ذلك اليوم مفعمًا بالمشاعر والدهشة.

مشهد من الإبداع في قلب الصحراء

بينما كان الفريق يتنقل بين المواقع سعياً للعثور على المكان المثالي لتصوير مشهد القطار، انتهى بهم الأمر إلى جوار منزلي الريفي بشكل لم يكن في الحسبان، تحدثنا وضحكنا فوق ساحة الرمال اللامتناهية، وتناولنا طعامًا مسائيًا بسيطًا في حديقة المنزل، كان هناك ناصر القصبي برؤيته الحادة، يتأمل تفاصيل المكان لإيجاد لمسة تليق بالعمل الفني الذي كان في خضم تصوره.

  • ناقشنا الأفكار المبتكرة التي يمكن أن تُدخلها الحلقة لطرح مشاكل النقل والمواصلات.
  • تحدثوا عن الصعوبات التي تواجه فرق الإنتاج في العالم العربي.
  • أخبروني عن حرصهم كممثلين على تأمين بيئة تصوير مناسبة ضمن الإمكانيات المتاحة.

الإبداع كرسالة مجتمعية

كان واضحًا أن صالح الشادي يرى الفن كوسيلة راقية للطرح والتغيير الإيجابي، فقد ناقشنا كيف أن مسلسل طاش قد خلّد أدوار نجومه كراعٍ للقضايا الاجتماعية والثقافية، بينما لم تكن الغاية الترفيه فقط، بل دعوة مباشرة للتفكير والمعالجة، مثال على ذلك، الحلقة التي دار محور التصوير حولها، حيث تناولت قصة عائلة اضطرت للسفر بقطار كان رمزا لمعالجة التحديات بشكل مبتكر.

بفضل الإرادة والعمل الجاد، استطاع المبدعون بدءًا من ناصر القصبي ومروراً بزملائه، أن يزرعوا مسارًا متميزًا للفن السعودي الحديث، حتى مع معوقات الماضي التي تضمنت التمويل المحدود والعقبات الاجتماعية وتحديات ظهور المرأة في المجال الفني آنذاك.

التحدي كيفية التغلب عليه
نقص التمويل التعاون مع مؤسسات إنتاج صغيرة، التصوير الخارجي
التصاريح الرسمية المعقدة البحث عن بدائل في دول أخرى مثل دمشق والمنامة
النظرة الاجتماعية تقديم محتوى هادف يُظهر أهمية وقيمة العمل الفني

ما يميز تجربة صالح الشادي مع ناصر القصبي هو أنها لم تكن مجرد ذكرى تخص محطة عابرة، بل كانت عنصر إلهام يستمر أثره حتى اليوم، ومع كل لحظة، تتجدد القصص، لتؤكد أن الإبداع الحقيقي ينبع من قلوب تحمل شغف التغيير.